الحدث: جدعنة مصرية..
استقليت إحدي المواصلات العامة عائدة إلي منزلي بعد يوم عمل طويل, وكما تعلمون في المواصلات العامة لا تستطيعون انتقاء من يجلس إلي جواركم..
جلست بجانب سيدة متوسطة العمر بسيطة ومرحة كما بدت لي من حوارها معي عن تعريفة الركوب ولكن بعدها بقليل صعد ليجلس بجواري من الناحية الأخري شاب غير مهندم بدا لي كما أنه لا يعرف ماذا يقول وما هي وجهته أصلا, وبدأ يقترب بجسده مني مدندنا بعض الأغاني البذيئة الشعبية التي أ\صبحت فرضا علي آذاننا كتلوث الماء والهواء.
فما كان من السيدة إلا أن نهرته وصاحت فيه بشدة معلقة علي وضاعة أخلاقه وأفسحت لي بجوارها أكثر وصممت عندما بادلها الشجار غير مكترث ولا آبه بما فعل أن ينزل من السيارة حتي بعدما دفع أجرته.
وشكرتها وعندما انتهت الرحلة صممت أن أشاركها حمل ما معها من أشياء ليس ردا لجميلها وإنما رغبة مني في التعرف عن قرب عليها.
بديهي جدا وهي تحمل أكثر مما يجب وما يثقل كاهلها فعلا.. وفي نهاية المطاف ودعتها وصافحتها ورأيت بيدها الصليب.
ابتسمت لها ابتسامة جميلة نبعت من داخلي فعلا.. وحمدت الله أنني في بلد جميل متسامح يتعامل كل من فيه بفطرتهم وليس بديانتهم أو ألوانهم ويهبون لنجدة بعضهم البعض وأي اعتبارات أخري تأتي بعد ذلك..
فقلت في سريرتي حقا.. عمار يا مصر.