أثارت حالة العبث السياسي وإشاعة الفوضى فى البلاد والانفلات الآمنى المتعمد منذ اندلاع ثورة 25يناير حتى احداث مجلس الوزراء واشتباكات الامن والمتظاهرين والتى اسفرت عن سقوط شهداء وجرحى
ووصل العبث إلى حد التطاول على الجهات السيادية كمجلس الوزراء ومجلسى الشعب والشورى مما افقد الدولة هيبتها فضلا عن احتراق بعضها كهيئة الطرق والكبارى و المجمع العلمى المصرى الذى يرجع تاريخه إلى 1798على يد نابليون بونابرت قائد الحملة الفرنسية.
وعن احتراق مبانى وتسلق أسطح أخرى ومن وراء هذه الاحداث ولماذا لا يوجد ردع لذلك ولماذا يقف المسؤلين مكتوفى الآيدى ولمصلحة من هذة الفوضى ؟وماذا عن المجمع العلمى وفقدان الوثائق والخرائط التى تثبت حق مصر فى حدودها ماذا لو تم الاستلاء على جزء من حدود مصر ؟!…كان هذا التحقيق…
أكد محمد الشرنوبي أمين عام المجمع العلمي المصري: أن الحريق الذي شب في مبنى المجمع المجاور لمقر رئاسة الوزراء نتيجة إلقاء زجاجات المولوتوف أتلف كل محتوياته تماما التي تمثل تراث مصر القديم، وأن احتراق هذا المبنى العريق بهذا الشكل يعني أن جزءا كبيرا من تاريخ مصر انتهى”، مطالبا بضرورة الكشف عن المسئولين ويذكر أن المجمع العلمى أنشأ في القاهرة عام 1798 على يد نابليون بونابرت و هو مبني أثري عتيق من معالم مصركان مقر المجمع فى دار احد بكوات المماليك فى القاهرة كما تم نقله الى الإسكندرية عام 1859وأطلق عليه اسم “المجمع العلمي المصري ” ثم عاد للقاهرة عام 1880 ويعمل على تقدم مصر العلمي ونشر العلم والمعرفة فى مصر وتوثيق أحداث مصر التاريخية كان للمجمع المصري أربع اقسام ,الرياضيات ، والفيزياء ، والاقتصاد السياسي، والأدب والفنون الجميلة وفى عام 1918 أجريت تعديلات علىها وأصبحت الآداب و الفنون الجميلة وعلم الآثار ، والعلوم الفلسفية و السياسه ، و الفيزياء والرياضيات ، والطب والزراعة والتاريخ الطبيعي ويحتوى المجمع على مكتبه قديمةتضم 40الف كتاب من أمهات الكتب، أبرزها كتاب وصف مصر أطلس عن فنون الهند القديمة، وأطلس باسم مصر الدنيا والعليا مكتوب عام 1752، وأطلس ألماني عن مصر وأثيوبيا يعود للعام 1842، وأطلس ليسوس وهو ليس له نظير في العالم وكان يمتلكه الأمير محمد علي ولي عهد مصر الأسبق، وقام مركز معلومات مجلس الوزراء المصري، بإدخال هذه المكتبة النادرة على الحاسب الآلي
كما أكد الدكتور ماجد الشربينى رئيس أكاديمية البحث العلمى :
أن المجمع العلمى تراث لايقدر بثمن وبه مجموعة ثمينة من القيم الآثرية موضحا أن أكاديمية البحث العلمى بالتعاون مع وزارة الثقافة تبذل قصارى جهدها لانقاذ مايمكن انقاذه من الكتب التراثية والوثائق والخرائط مشيرا الى وجود خرائط مهمة تشرح التاريخ العثمانى وتاريخ المماليك والتاريخ المصرى بأكمله مؤكدا فور انقاذ بعض الكتب والوثائق سوف ترسل لمقر وزارة الثقافة وجارى حصر التلافيات من الكتب والوثائق كما يواصل عشرات الشباب المتواجدين في قريب من المجمع، الذي يقع في مدخل شارع الشيخ ريحان المؤدي لشارع قصر العيني إنقاذ مئات الكتب القديمة والمخطوطات الأثرية من ألسنة النيران التي يزداد لهيبها، مؤكدا ان تاريخ وتراث مصر لكل المصريين وليس ملك لآحد وهو تاريخ الانساسية وكشف الشربينى عن وجود تنسيق بين وزارة الثقافة واكاديمية البحث العلمى لإصلاح الكتب الذى اتلفت نتجة الحريق موضحا ان المجمع يضم العديد من الوثائق والنسخ النادرة من الكتب والدوريات، كما يضم كتب الرحالة الأجانب، ونسخ للدوريات العلمية النادرة منذ عام 1920، والتي يمكن ألا يكون لدينا في مصر نسخا أخرى.
ومن جانبه يرى الدكتور اشرف شعلان رئيس المركز القومى للبحوث: يمثل المجمع العلمى تاريخ الحضارة وقيمة علمية لايمكن أن تعوض موضحا أن فى معظم بلاد العالم عندما تتم أى بناية مدة 60عاما تدرج ضمن الآثار قائلا إن هذا المجمع يرجع تاريخه الى اكثر من مائتى عاما مؤكدا أن المجمع يحتوى على أمهات الكتب فضلا عن احتوائه لنسخ دوريات لا يوجد مثيل لها فى العالم أو نسخ نادرة جدا كما يحتوى على كتاب وصف مصر الذى احرق بالكامل مشيرا إلى أبرز أعضاء المجمع:الشيخ سلطان القاسمي حاكم الشارقة، والأمير خالد الفيصل، وأصبح عدد أعضائه من الأوروبيين محدودًا وخاصة الفرنسيين ومنهم الدكتور فيليب لاوير، وهو خبير فرنسي في الآثار يعيش في مصر منذ أربعين عامًا، ودكتور جورج سكانلون وهو أستاذ أمريكي متخصص في العمارة الإسلامية، والدكتور وارنركايزر وهو ألماني ويتبادل المجمع مجاتة السنوية ومطبوعاته من140مؤسسة علمية ودولية
ووصف الدكتور هانى الناظر عضو المجمع العلمى والرئيس السابق للمركز القومى للبحوث:
إن مايحدث من احداث مؤسفة هو تخريب متعمد وأيادى شياطنية وأمر مدبر وممنهج فالمجمع العلمى رسالة للفكر والعلم والثقافة الغرض من احراقه حرق العقل المصرى مؤكدا أن قوى سياسية هى التى دفعت اطفال الشوارع وقامت بتمويلهم واصفا احراق المجمع العلمى بالعمل الشياطنى من قبل فاسدين ومغرضين ومدفوعين من قوى سياسية موضحا ان المجمع العلمى انشأعام 1791 على يدى الحملة الفرنسية تحت مسمى المعهد المصرى وهوأول مركز بحثى مصرى شيدة الفرنسيين كى يقوموا بتسجيل وصف مصر خلال ثلاث سنوات الحملة الفرنسية كما تم تسجيل مجموعة من الصور والكتابات التى تشمل وصف مصر واستطرد الناظر فى عصر محمد على باشا والى مصر الاسبق تم تطوير هذا امجمع نظرا لاهتمام بالعلم والنهضة العلمية التى قام بها فى مصر بدء يجمع فية المخطوطات والكتب الآثرية بمختاف التخصصات الى أن وصلت الى 192ألف كتاب ومخطوطة ودورية علمية فى مختلف التخصصات العلمية والثقافية والتاريخ والجغرافيا كما يحتوى على خرائط مهمة لمصر فضلا عن الخراءط الاصلية التى استخدمت لآسترجاع طابا وأثبتت حق مصر فى حلايب وشلاتين موضحا أن المجمع العلمى يضم 150عالما يتم انتخابهم وليس بتعينهم كما أن المجمع العلمى يمثل تجمع علمى لكبار علماء مصر ليضعوا دارساتهم وأفكارهم وتصوارتهم الخاصة بكل ما يخص العلم والمعرفة خلال الفترة من 1798حتى حرق المجمع مشيرا إلى المجمع بمحتوياته كان فى حماية الشعب والحكومات المتعاقبة موضحا أن المجمع انضم لعضويته كبار العلماء فى مصر أمثال الدكتورمصطفى مشرفة والدكتور طة حسين وغيرهم واصفا ماحدث فى المجمع بالكارثة ويتوقع الناظر أن المبنى سينهار خلال ساعات لأن الاسقف الخاصة به من الخشب فلا يحتمل كل هذا الكم من اللهب مؤكدا ان ما تم حرقه واتلافه لا يمكن تعويضه ويشبه حريق المجمع العلمى بحريق مكتبة الآسكندرية محذرا أن احتراق الخرائط التى تثبت حدود مصر أمر فى غاية الخطورة منوها عن وجود أكثر من دولة على حدود مصر تتربص بها على سبيل المثال عندما تقوم إسرائيل بالاستلاء على سيناء لا نجد حجة أو برهان لتقديمه فالخرائط الموجودة فى المجمع العلمى هى التى تثبت حقوقنا فى حدودنا.
ويرى اللواء دكتور زكريا حسين المدير الآسبق لآكاديمية ناصر العسكرية وأستاذ العلوم الاستراتجية جامعة الآسكندرية: أن احداث الحرق والتعدى على جهات حكومية وسيادية فى الدولة أدى إلى اهتزاز هيبة الدولة فمنذ أحداث 25 يناير وقتل المتظاهرين لم يكن هناك نية للردع والعقاب لأعمال الشغب ومثيرى الشغب وإشاعة الفوضى سواء من الفلول, البلطجية، الطرف الثالث, السلفيين أو الاخوان وغيرهم لم يحدث ردع كاف وهؤلاء معروفين للكافة وكانوا على مرأى ومسمع من الجميع ويتساءل لماذا لم يتخذ موقف ضد هولاء؟
ويذكر اثناء محاكمة الرئيس المخلوع كنا نرى على شاشات التليفزيون والفضائيات كم هائل من الشرطة المدنية والعسكرية والقوات المسلحة وفى المقابل نرى عشرات بل ومئات من أشخاص يقومون بقذف الحجارة، واصفا ما يحدث الآن فى مصر نوع من الانفلات على الدولة وحرق مبانيها مما افقدها هيبتها وأرجع مايحدث إلى بطء المحاكمات وعدم اخذ أي موقف لردع هؤلاء فضلا عن غياب سيادة القانون ويذكر أن الرئيس المخلوع كان يتبع أستراتجية تسمى “الآجهاض المبكر “بمعنى أن الشرطة وعناصر الآمن والأمن المركزى والجنائى وجهاز أمن الدولة لاحباط مجموعة من العناصر الاجرامية قد لا تتعدى أصابع اليد ويتم إحباط أى محاولات من خلال تتبعهم بشكل مستمر ويتم القبض عليهم أول بأول قبل أن يزيد عددهم وقد يصلوا إلى المئات ثم الألوف ولا يمكن السيطرة عليهم ففى العهد البائد كان يسيطر على مجريات الأمور بشكل حازم فضلا عن أتباع استراتجيات أمنية قوية فلماذا لا تتبع تلك الاستراتجيات لمواجهة الفوضى والقبض على مثيرى الشغب وهم معرفون مشير إلى أحداث عديدة منذ اندلاع ثورة 25يناير كأحداث ماسبيرو والتحرير ومسرح البالون والتعدى على مديرية أمن الجيزة ووزارة الداخلية أين الجناة المسؤلين عن كل هذه الاحداث، لم نسمع عن القبض على الجناة ومحاسبته مشيرا إلى تكرار الأحداث على مدى عام كامل لم يحاكم أحد حتى الآن وارجع كل هذه الأحداث إلى عدم قيام الدولة بواجبها فى اطلاق أحكام عاجلة وتتحرك لردع العناصر المسئولة عن هذه الآحداث وتترك الأمور تتصاعد حتى تصل إلى مرحلة القتل والدم ولكن ينتهى الأمر بتشكيل لجنة لتقصى الحقائق.
==
س.س