اقترح المهندس أحمد الليثي وزير الزراعة واستصلاح الأراضي السابق إقامة حديقة مركزية جديدة للحيوان علي مساحة ألف فدان بأي من المدن الجديدة حول القاهرة لأن حديقة الحيوان الحالية تم تدميرها بالكامل خلال العقدين الماضيين وتحولت إلي منطقة ملوثة بالأمراض وماتت كافة حيواناتها النادرة والثمينة علي المستويين المحلي والدولي حيث لم يتبق في الحديقة إلا زرافة أنثي وبضعة أسود ومجموعة من الطيور العادية بينما ماتت كل الحيوانات النادرة والتي كان من أبرزها مجموعة حيوانات إنسان الغابة والتموز.
أضاف أن حديقة الحيوان كانت في مطلع الثمانينيات ثالث أكبر حديقة في العالم بعد حديقتي لندن وسان دييجو بأمريكا وتبلغ مساحة الحديقة 80 فدانا وأنشئت عام 1862 ــ 1879 وتتكون من 5 مناطق في صورة تلال أكبرها الذي تم تشييده عام 1867 ويسمي تل القلعة وهو مزين بمجموعة من التماثيل للديناصورات المنقرضة والتماسيح وطيور ذات أشكال غريبة كما يوجد علي قمة التل حديقة صغيرة وبعض كهوف ومجموعة من القاعات تضم الزواحف والأسماك والطيور بجانب كوبري معلق حديدي بني عام 1906 وهو كبري نادر جدا بالإضافة إلي متحف الحيوان الذي أنشئ عام 1906 حيث أعد له مبني خاص داخل الحديقة في عام 1920 وتضم قاعاته قاعة للحيوانات الثديية والهياكل العظمية والرؤوس المحنطة لأنواع من الطيور والزواحف وقاعة للأصداف المائية والأسماك النيلية والمتحف به قسم خاص لبيع الطيور والحيوانات المختلفة الزائدة عن حاجة المتحف كما أنه يقوم بمراقبة تنفيذ قانون هجرة الطيور المختلفة من مصر وإليها.
لا لخصخصة حديقة الحيوان
من ناحية أخري نفي وزير الزراعة واستصلاح الأراضي أمين أباظة الأنباء التي ترددت مؤخرا عن خصخصة حديقة الحيوان بالجيزة حيث إن هذا غير وارد فالمطروح حاليا هو تطوير الحديقة من خلال خطة تم تنفيذها بالاشتراك مع جمعيات الرفق بالحيوان وجمعيات النباتات للتطوير حتي تعود لعضوية الاتحاد الدولي بحدائق الحيوان كما سيشارك القطاع الخاص ولكن سيقتصر الأمر علي الاستفادة بخبراته في تطوير الحديقة دون أن يصل للإشراف عليها أو المشاركة في إدارتها فحديقة الحيوان هي المكان الأول والمنفذ البيئي داخل محافظة الجيزة الذي يقصده المواطنون المصريون والعرب والأجانب للتنزه والسياحة وتعد من أهم المراكز البحثية لعلوم الحيوان.
خطة كاملة للتطوير واستقبال الجمهور
أكد د.حامد سماحة رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية أن هناك خطة كاملة لتطوير حديقة الحيوان منها إلغاء إجازات جميع الأطباء والعاملين بالحديقة للمحافظة علي الحيوانات خلال الأعياد والإجازات بجانب زيادة عدد منافذ بيع التذاكر لمنع التكدس أمام شبابيك التذاكر لتوفير سبل الراحة للمواطنين وزيادة منافذ دخول الحديقة والتنسيق مع مرفق إسعاف الجيزة لعلاج وإسعاف الحالات الطارئة التي تحدث أثناء الزيارة بتواجد عربة إسعاف في الحديقة والتنسيق مع مديرية أمن الجيزة بتواجد عدد من أفرادها لتأمين الحديقة والمحافظة علي الزوار من أية مشاكل تعترضهم أثناء الزيارة بالتعاون مع أمن الحديقة والتنسيق مع فرق الكشافة بالمدارس والهلال الأحمر للتعاون في إدارة الحديقة لمساعدة الأطفال التائهين وراحة الزوار.
هذا بالإضافة لشراء زرافتين للحديقة بمبلغ مليون و140 ألف جنيه وفتح منافذ لبيع منتجات الحديقة من ريش طاووس ونعام وبيض نعام كما يقوم مركز التعليم والوعي البيئي باستقبال جمهور الحديقة وتقديم ندوات ومحاضرات مدعمة بأفلام الفيديو وشرائح مرئية ملونة ووسائل توضيحية عن البيئة وكيفية الحفاظ عليها والطيور والثدييات والزواحف النادرة منها والمهددة بالانقراض وكيفية الحفاظ عليها وظاهرة هجرة الطيور وأسبابها ومساراتها والمشاكل التي تعترضها في رحلتها وكيفية التغلب عليها والتعاون مع وسائل الإعلام المسموعة والمرئية لنشر الوعي البيئي بين الجمهور والتعريف بدور الحديقة للحفاظ علي الحيوانات البرية وعمل سحب علي تذاكر الدخول وتقديم دعوات مجانية سنوية للفائزين ووضع صناديق للشكاوي والمقترحات علي أبواب الحديقة وتدعيم الحدائق الإقليمية بالحيوانات وتحديث طرق العرض بها وإضافة عروض جديدة وإجراء الصيانة لمرافقها وعرض الولادات الجديدة بها لتمتع جمهور الأقاليم بمشاهدة الحيوانات البرية والعناية بأشجار الحديقة وزراعة أحواض الزهور وزيادة المساحات الخضراء ليتمتع الجمهور بالخضرة والأزهار وصيانة متحف الحديقة وبيوت الحيوانات ونظرا لميزانية الحديقة الضئيلة والتي لا تتعدي 3 مليون و750 ألف جنيه وتمت مراسلة وزارة التخطيط لطلب تعزيز مالي لتطوير الحديقة فتم رصد 4.5 مليون منها 3 ملايين للإنشاءات و مليون و140 ألف لشراء زرافتين ومن المتوقع في العام المالي القادم 2008 ــ 2009 رصد ميزانية للحديقة لا تقل عن 10 ملايين جنيه كما أنه من المقرر تطوير حديقة الحيوان علي 3 مراحل تستغرق كل مرحلة نحو سنة ونصف تقريبا حتي لا يتم غلق الحديقة ككل من أجل التطوير.
إنفلونزا الطيور
قال عم حسين حارس أقفاص النسانيس بحديقة الحيوان منذ 10 سنوات أعمل بالحديقة وأسوأ فترة مرت علينا كانت السنة الماضية عندما تم إغلاق الحديقة بسبب إنفلونزا الطيور حيث كانت الطيور والحيوانات في حالة سيئة لأنها تعودت الأكل من أيدي الجمهور خاصة الأطفال وللمحافظة علي الحيوانات من هذا المرض كنا نقوم بزيادة الكلور في المياه الخاصة بشرب الحيوانات وبالرغم من هذا كانت خسائر الحيوانات والطيور كبيرة جدا.
اتفق كل من خالد حسني موظف ومها محمد مدرسة علي أن حديقة الحيوان من أكثر الأماكن المفضلة للكبار والصغار لمشاهدة الحيوانات واللعب معها نظرا لرخص ثمن تذكرة الدخول 25 قرشا وهي تحتاج للعناية وتطويرها وجلب حيوانات أكثر بالإضافة إلي زيادة عدد أفراد الأمن للحد من معاكسات الشباب والبنات وفض المشاجرات التي تحدث عنها ليسود المكان هدوء أكثر حيث تتزايد هذه الأفعال في أيام الأعياد والعطلات الرسمية .بجانب زيادة عدد ساعات العمل بها.
حكاية حديقة الحيوان
أشار كل من الدكتور أحمد صلاح أستاذ التاريخ جامعة الزقازيق وعبد المجيد حسن موظف بمتحف الحديقة إلي أن حديقة الحيوان أول حديقة أنشئت في مصر عام 1890 وتبلغ مساحتها 80 فدانا وعهد بها الخديوي إسماعيل للمهندس النمساوي يوليوس فرانتس باشا عام 1870 لتشييدها حيث كانت أولا في قصر الجزيرة ثم أمر إسماعيل بإنشاء بستان حولها ذي سور عال وكانت تضم وقتها 75 نوعا من الحيوانات و150 نوعا من الطيور النادرة والداجنة وكانت مماشيها وممراتها مفروشة بالرمل والزلط الملون وطرقها مضاءة بمصابيح الغاز والحديقة كانت مقسمة إلي 32 قسما تبعا لفصائل الحيوان والطير ثم نقلت إلي مكانها الحالي بالجيزة في نهاية القرن الــ 19 وكانت تحتوي وقتها علي 68 نوعا من الحيوانات و 3150 نوعا من الطيور و312 من الزواحف بجانب حوالي 10 آلاف شجرة برتقال وأغلي حيوان بها وقتئذ كان الخرتيت حيث تم شراء زوج منه بــ 10 آلاف جنيه أما الأسد فلم يتجاوز ثمنه 75 جنيها.