رفعت قوات الأمن الموجودة في مدينة رفح علي الحدود مع قطاع غزة من حالة التأهب بعد أيام من السماح لفلسطيني القطاع بالدخول إلي الأراضي المصرية لنقل السلع الأساسية التي يحتاجونها في ظل الحصار التام الذي تفرضه إسرائيل علي القطاع. يأتي ذلك أيضا بعد توارد أنباء إسرائيلية عن دخول بعض المسلحين الفلسطينيين وسط المدنيين إلي سيناء أثناء الدخول العشوائي لرفح.
وينتشر مئات من رجال الأمن علي المداخل المؤدية إلي مدينة العريش التي تبعد نحو 45 كم عن رفح لمنع الفلسطينيين من الدخول إلي المدينة وإرجاعهم مرة أخري للمعبر الحدودي. وقال مصدر أمني في حركة حماس لوكالة الصحافة الفرنسية: ”الجانب المصري أبلغنا أنه بدأ بإغلاق مدينة العريش أمام المواطنين في سبيل ضبط العملية”. كما أقامت أجهزة الأمن حواجز علي الطرق الرئيسية التي تربط الحدود مع قطاع غزة والقاهرة, لمنع سكان القطاع من الوصول إلي العاصمة. وبحسب تقديرات وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين ”أونروا” فإن نحو نصف سكان القطاع, عبروا الحدود خلال الأيام الماضية للتزود بالمؤن من مصر.
من جانبها رفعت إسرائيل حالة التأهب في صفوف قواتها الأمنية في الضفة الغربية وعلي طول الحدود مع قطاع غزة, وذكر الجيش الإسرائيلي أنه رفع درجة التأهب علي طول الحدود بعد معلومات عن وجود فلسطينيين متورطين في عمليات إرهابية بين الحشود التي عبرت الحدود بين قطاع غزة ومصر في رفح. ويشمل هذا الإجراء خصوصا إغلاق طريق يمتد علي طول الحدود المصرية في صحراء النقب جنوب إسرائيل.
كانت إسرائيل قد دعت رعاياها إلي مغادرة شبه جزيرة سيناء بسرعة وتجنب التوجه إلي هذه المنطقة خوفا من تعرضهم لهجمات أو عمليات خطف, ودعا المكتب الإسرائيلي لمكافحة الإرهاب السياح الإسرائيليين إلي مغادرة سيناء فورا أو تجنب التوجه إليها تحسبا لهجمات أو عمليات خطف.
وأعلن المكتب التابع لرئيس الوزراء إيهود أولمرت في بيان له أن المخاطر الإرهابية تفاقمت مؤخرا في سيناء وأن الفجوة المفتوحة حاليا بين قطاع غزة وسيناء تسهل تحرك الإرهابيين بين المنطقتين, وأضاف البيان أن العناصر الإرهابية المتواجدة في سيناء قد تعمل علي خطف إسرائيليين ونقلهم إلي قطاع غزة.
كما هددت تل أبيب بالتخلي عن جميع مسئولياتها تجاه القطاع بما في ذلك تزويد القطاع بالكهرباء والمياه والدواء, وإحالة هذه المسئوليات إلي مصر.
علي صعيد آخر من المتوقع أن يلتقي اليوم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت في القدس, وسيكون الوضع الحالي الذي يشهده قطاع غزة علي قمة المباحثات بين الطرفين, كما سيركز علي الوضع علي الحدود المصرية وكذلك لمناقشة سبل المضي قدما في محادثات السلام.
كان الرئيس الفلسطيني قد جدد رفضه التام لحصار قطاع غزة وذلك خلال استقباله نوابا عن حزب كاديما الذي يتزعمه أولمرت. واتهم عباس السلطات الإسرائيلية بتجويع الشعب الفلسطيني, علي حد تعبيره, محذرا من العواقب السلبية لهذا الإجراء علي المفاوضات.