أشبع الرب الجموع من الخبز والسمك اللذين حصل عليهما من يد التلاميذ,وكأنه يطلب بطريقة غير مباشرة من هؤلاء التلاميذ أن يكون لديهم خبز وسمك,بصورة دائمة,وذلك لتلبية احتياجات الجموع الجائعة,وكما نكون قد قرأنا أن جواب التلاميذ للرب كانليس لدينا ما نطعمهموبطريقة أخري ليس لدينا خبز وسمك يكفي لهذه الأعداد.
من أين نأتي بالخبز والسمك؟وكيف يكون لدينا دائما من هذا الخبز والسمك؟وذلك لكي نتمكن من إشباع الجموع المحيطة بنا بصورة دائمة!!!
نقرأ من خلال الفصل السادس من إنجيل يوحنا عن الحوار الذي دار بين يسوع والتلاميذ لإطعام الجموع,ونقرأ أن يسوع أشبع هذه الجموع من الخبز والسمك.وليس من باب المصادفة أبدا,أن نقرأ في الفصل نفسه يسوع يقول للجموع التي تبعته في اليوم التالي إلي الشاطئالحق الحق أقول لكم:أنتم تطلبوني لا لأنكم رأيتم الآيات بل لأنكم أكلتم الخبز وشبعتم.لا تعملوا للقوت الفاني,بل اعملوا للقوت الباقي للحياة الأبدية.هذا القوت يهبه لكم ابن الإنسان لأن الله ختمه بختمهوها هو الرب يقول أيضا في الآية35أنا هو خبز الحياة,من جاء إلي لا يجوع.لقد يسوع بطريقة لا تقبل الجدل,بأنه هو وحده خبز الحياة,وقد حاول أن يفهم التلاميذ هذه الحقيقة.نعم إن رغيفي الخبز لن يستطيعا يوما ما أن يشبعا هذه الأعداد الهائلة,ويسوع كان يعلم ذلك,ولكنه كان يريد أن يعلم الدرس لتلاميذه,عندما قال لهم:هاتوا ما عندكموكان يقصد بالطبع أن ما عندهم ليسا رغيفي الخبز بلرغيف واحد هو يسوع المسيح الخبز النازل من السماء,لأنه وحده الذي يستطيع إشباع,ليس هذه الجموع الكبيرة فقط,بل العالم بأسره,وها هو بطرس الرسول,بعدما مات الرب ودفن وقام وصعد إلي السماء وأرسل روحه إلي التلاميذ في تلك العلية,نراه قد تعلم الدرس,عندما يقول في سفر أعمال الرسل الثالث للرجل الكسيح ما يلي:لا فضة عندي ولا ذهبنعم مازال يقول ليس عندي كما قال التلاميذ سابقاليس لدينا ما نطمعهموهذا صحيح لكنه يتابع ليقولولكنني أعطيك ما عندي باسم يسوع المسيح الناصري قم وامشيلقد تعلم بطرس الدرس,تعلم أن عنده يسوع وهو كاف لحل كل مشاكل الجموع,نعم يسوع هو الخبز النازل من السماء وهو لناأوما عندناكما يقول بطرس,فلنشبع به الجموع.
لنقدم إلي الجموعيسوع فقطلا حاجة لهم لأكثر من ذلك,لا حاجة لهم لجدال ونقاش في العقيدة,والطوائف والمذاهب,وأوجه الاتفاق والخلاف,فلسنا وليسوا بحاجة لذلك,ألم يقل الروح القدس علي لسان بولس الرسوليا تيموثاوس احفظ الوديعة وتجنب الكلام الفارغ والجدل الباطل الذي يحسبه الناس معرفة,وحين اتخذه بعضهم زاغوا عن الإيمان(رسالة تيموثاوس الأولي6:20-21).والآن ماذا عن السمك؟من أين نأتي به؟نتأمل معا.
نقرأ في انجيل لوقا الفصل الخامس,أن بطرس أجاب الرب عندما طلب منه أن يلقي شباكهتعبنا الليل كله يا معلم وما اصطدنا شيئا,واعتقد علي ما هو واضح أنه كان اللقاء الأول بين يسوع وبطرس,ولكنه أيضا في إنجيل يوحنا الفصل21,وذلك بعد ثلاث سنوات ونصف من العلاقة بين يسوع وبطرس,نري أن بطرس ورفاقه أيضا لم يصطادوا شيئا من السمك:في تلك الليلة أيضا ما أمسكوا شيئا من السمك.في القصتين لا شئ من السمك,لا يوجد صيد,لماذا؟
1-يسوع قال لبطرسسر إلي العمق,كلنا يحتاج إلي عمق جديد مع يسوع لكي نصطاد السمك,فلنبتعد عن الشاطئ وعن الأمور السطحية ولندخل إلي العمق.
2-عندما قرر بطرس أن يلقي الشباك قال للربولكن ألقي الشباك إجابة لطلبكوحدها قيادة الرب وطريقته,تمكننا من الحصول علي السمك وبكميات كبيرة.
3-في يوحنا21:يسوع يقول للتلاميذألقوا الشبكة إلي يمين القارب تجدوا سمكاوحده الرب يعرف المكان الصحيح الذي يوجد فيه السمك.
4-أين نجد السمك أيضا؟عند قدمي الرب,نقرأ في الآية التاسعة من يوحنا21فلما نزلوا إلي البر رأوا جمرا وعليه سمك وخبزليس من السمك الذي اصطادوه,بل سمك من عند الرب,نعم وجدوا السمك حيث كان الرب واقفا ينتظرهم,وجدوه عند قدميه جاهزا للأكل,دون تعبهم ومحاولاتهم,وجدوه علي الجمر المشتعلة,نعم لقد أصبح يسوع جمرا مشتعلة,عندما أحرقته علي الصليب نار والدينونة التي تستحقها خطايانا,فأصبح مصدرا للسمك والخبز اللذين نحتاجهما,وكما نقرأ بتأمل دقيق,لم يجدوا سمكا فقط بل سمكا وخبزا أيضا,وما أجمل دقة الروح القدس باختياره العبارات عندما دون لنا الإنجيل,أن يسوع انتظر التلاميذ لكي يروا السمك والخبز أولا عند قدميه,ثم طلب منهم قائلاهاتوا من السمك الذي أمسكتموه الآن.
أراد أن يعلمهم الدرس,ليس بعيدا عني تجدون السمك والخبز بل عند قدمي!!!
نجد السمك أيضا,عندما نكون في مشيئة الرب لحياتنا,أي في الخطة,في لوقا5 نجد الرب يطلب من بطرس ترك صيد السمك.ليصبح صياد ناس,لكنه بعدما مات الرب,وقام من الموت,وقبل صعوده إلي السماء,نري بطرس وليس وحده,يركب القارب من جديد ويذهب مجددا إلي صيد السمك(خارج المشيئة,خارج الخطة),وما هي النتيجة؟لا يوجد سمك,ربما اعتقد التلاميذ أنهم تعلموا من الرب في لوقا5,كيف يلقون الشباك,وأين,واعتبروا ذلك كافيا,فجربوا تطبيق ذلك بعيدا عن الرب وبمفردهم,لكنهم لم ينجحوا, لماذا؟لأنهم خارج المشيئة,خارج الخطة,ودون يسوع,كما أن يوحنا21 يخبرنا أنه عندما وقف يسوع علي الشاطئ,لم يعرفوه,لماذا أيضا؟لأنهم خارج المشيئة والخطة,فلم تعد عيونهم تبصر حقيقة الأمور.يسوع هو الخبز الحقيقي النازل من السماء,هو الرغيف الأوحد الذي نحتاجه والذي يشبع ليس فقط الجموع,بل العالم بأسره.
كيف وأين نجد السمك؟
في الدخول إلي الأعماق مع الرب.في إعطاء الرب القيادة ليعلمنا طريقة صيد السمك,ومكان وجوده.في الجلوس يوميا عند قدمي الرب.في الانتباه أن نكون دوما في المشيئة والخطة,والأهم من ذلك كله مع يسوع.
الجموع حولنا في احتياج شديد!!!
لنسأل الرب أن يعطينا أولا عينيه لنري هذا الاحتياج,ولنسأله أن يعطينا قلبه لنشفق علي هذه الجموع كما يشفق عليها هو,ومن ثم لنسأله أن يعطينا خبزا وسمكا,لنشبع هذه الجموع.