سعادة الإنسان لا تعتمد علي حالته المادية وإنما علي ما في قلبه من إيمان وصفاء وسلام ومحبة, والحالة المادية المستقرة تساعدنا علي تحقيق أحلامنا وأهدافنا في الحياة, إذ أن المال ليس هو الغاية التي تنشدها إنما هو وسيلة لتحقيق الهدف. إذا كنت تعاني من قلة المال بصفة دائمة فهذا ليس لأنك لاتملك ما يكفي من المال, ولكن لأنك لاتملك هدفا عظيما تدخر من أجله. البداية الحقيقية لطريق النجاح والثراء أن تقرر في نفسك أن تاتي عملا مفيدا, وأن تعين لنفسك هدفا علي أن تكون حاجتك إلي هذا الهدف قوية إلي الحد الذي يحملك علي العمل بكل اجتهاد في سبيل تحقيقه, ثم تستخدم العقل الذي وهبك الله, ثم تبدأ في العمل .
أثبتت الدراسات أن 70% من هموم البشر هموم مادية, والسبب فيها ليس قلة الدخل أو زيادته بل هو الجهل بأسلوب الصرف, فالفقر في معظم الأحيان حالة ذهنية, فأنت عندما تغير من أسلوبك في التفكير سيكون في إمكانك أن تغير من عالمك الذي تعيش فيه. إذا كانت مصاريفك تساوي دخلك فلن تستطيع تحقيق فائض تدخره, وإذا زادت مصاريفك علي دخلك فإنك بالتأكيد في طريقك للإفلاس, ولكن إذا قلت مصاريفك عن دخلك فأنت في طريقك لكي تصبح غنيا.
عندما سئل المليونير الأمريكي بيتر ديفيدز عن سر نجاحه وتحوله من حياة المديونية إلي حياة الثراء أجاب بثلاث كلمات فقطخصصت وقتا للتفكير تخيل يا صديقي مدي العبث في أن تعمل خمسين أو ستين ساعة في الأسبوع أو أكثر لكي تكسب مالا ثم تتخلف ماليا لأنك لم تجلس وتفكر فيما يمكنك أن تفعله لكي تحتفظ بهذا المال, ذلك لأن حضارتنا تأثرت بالاعتقاد القائل إن مظهر الثراء أكثر أهمية من الثراء ذاته, بينما في الواقع أن الظهور بمظهر الثراء عن طريق الديون هو الفقر الحقيقي… الفقر للحقيقة والفقر للشجاعة, الطريقة المثلي لكي تعيش بشكل جيد ليس فقط أن تعمل أكثر بل أن تنفق أقل, المليونيرات النموذجيون يصبحون في أمان مادي لأنهم يعيشون طبقا لميزانية ويعرفون ما ينفقونه كل شهر.
الطريقة المضمونة لتحقيق الثراء بسيطة وهي: حدد ما مواردك المالية, وتعلم كيف تعيش في حدودها, ادخر جزءا من هذه الموارد المالية, استثمر ما تدخره. إنك عندما تستثمر النقود ويعاد استثمار العائد منها فهي تتضاعف بمرور الوقت, باختصار سر نجاح المليونير أنه تعلم أن يعيش من خلال ميزانية.
عند تخطيطك المادي لا تنسي بند العطاء فكما أن الحياة تولد حياة والقوة تولد قوة كذلك إنك بالعطاء تصبح غنيا, اجعل عطاياك علي قدر دخلك حتي لا يجعل الله دخلك علي قدر عطاياك, سر الحياة العطاء, اضمن طريقة للوصول إلي الثراء هي البذل في العطاء.
وفر مزيدا من الوقت أسبوعيا لا لمزيد من العمل وإنما لمزيد من الاستمتاع والاسترخاء, تذكر أيضا أن أفضل الأشياء في حياتنا مجانية فهي لا تكلفنا شيئا غير الوقت الذي نستمع فيه بها. الثراء الحقيقي للإنسان هو ثراء الشخصية فالإنسان ليس بما يملك بل بما يعرف وبما يفكر, ثروته الحقيقية في عقله وليس في جيبه, العار فقر النفوس وليس فقر الفلوس, تذكر دائما أن هناك الكثير من الناس ليسوا أغنياء لكنهم سعداء حقا وراضين عن حياتهم.
ميلاد فايز موسي
خبير التنمية البشرية بهولندا
www.miladmoussa.com