سقطت بحيرة البرلس فريسة للإهمال والتسيب في ظل صمت المسئولين عما يحدث بداخلها من انتهاكات حيث استحواذ المنتفعين عليها لعمل مزارع سمكية مما أدي إلي تجفيف مساحات شاسعة منها فبعد أن كانت مساحتها 165 فدانا أصبحت الآن 100 فدان فضلا عن صرف مصرف الغربيةكتشنروانتشار البوص والحشائش بها.
وللوقوف علي حقيقة ما يحدث بالبحيرة وأسباب تراجعها كان لنا هذا التحقيق..
يقول عبد الله زيتون,صاحب إحدي المزارع السمكية إن أعمال الصيد غير المشروع التي انتشرت بصورة كبيرة داخل البحيرة,وسد فتحة البوغاز التي تغذي البحيرة بالمياه المالحة وأسماك البحر المتوسط والأسماك الصغيرة وصيدها بالصيد المخالف لصالح أصحاب المزارع تحت سمع وبصر مسئولي المسطحات المائية ساهم في هجرة الأسماك من البحيرة وقلتها حتي انقرضت بعض الأنواع منها أسماك الدينيس والبوري والطوبار والقاروص وثعبان الماء وبالتالي لم يعد الصيد بالبحيرة يكفي احتياجات الصيادين أنفسهم الذين كانوا يعيشون علي خير البحيرة من قبل .
ويضيف زيتون أن معظم الصيادين هجروا منازلهم وذهبوا إلي بلاد أخري لاحتراف مهنة الزراعة أو أي عمل يكفل لهم الحياة.
ويؤكد أحمد الجزايري رئيس لجنة الثروة السمكية بالمجلس الشعبي لمركز برج البرلس أن شرطة المسطحات المائية وهيئة الثروة السمكية وراء كوارث البحيرة لكونهما لايقومان بمهمتهما علي الوجه الأكمل وهما السبب فيما آلت إليه البحيرة من سيطرة فئة محدودة علي خيراتها واستخدام الجزر المتفرقة منها في تربية المواشي والأغنام التي تلقي بروثها في مياه البحيرة إضافة إلي انتشار البوص والحشائش داخلها مما يمنع الصيد أمام مراكب الصيد ويهدد بتجفيف أجزاء كبيرة من البحيرة يستغلها العديد من المنتفعين في عمل مزارع سمكية عليها.
ويشير رشدي هنداوي المحامي إلي أن بحيرة البرلس قد صدر لها قرار بتحويلها إلي محمية طبيعية وفقا للقانون رقم 124 لسنة 1983 يمنع الصيد وسير اللنشات بها,ولكن للأسف مازال القانون غير رادع لصيد الزريعة فقيمة المخالفة عبارة عن غرامة تترواح ما بين 50 جنيها أو 100 جنيه وهي بالطبع لاتكفي لردع المخالفين فما يحدث هو دفع الغرامة وعودة مرتكبي الجريمة عمله في حق البحيرة مرة أخريالتي باتت تلفظ أنفاسها الأخيرة.
تري كيف أصبحت المحميات الطبيعية محل اهتمام عالمي وتقدير وطني تمثل نسبة 25% من السياحة المصرية مع وجود خطط مستقبلية لزيادة عددها إلي 40 محمية بحلول عام 2017 في ظل تراجع بعض المحميات التي تم الإعلان عنها بالفعل؟!فأيهما أفضل الاهتمام بالإعلان عن محميات جديدة أم علاج أوجه القصور والاحتفاظ بمكانة ما تم إدراجه ضمن المحميات الطبيعية؟!
لذا نناشد المهندس ماجد جورج وزير الدولة لشئون البيئة بالتطرق لما يحدث داخل بحيرة البرلس من انتهاكات لإنقاذها.