يستأنف الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء مشاوراته مع القوي السياسية المختلفة بشأن وثيقة المبادي الحاكمة للدستور بعد اعتراض عدد من الأحزاب والقوي السياسية حولها, من أجل الوصول إلي صيغة توافقية تنهي الجدل الثائر حاليا حول مدي إلزامية هذه الوثيقة لأعضاء اللجنة المعنية بوضع الدستور الجديد قبل الجولة الأولي من الانتخابات البرلمانية المقررة في 28 نوفمبر الجاري .
يأتي ذلك في إطار الجدل الذي يدور في المجتمع حول الوثيقة التي طرحها الدكتور علي السلمي نائب رئيس الوزراء, وخرج من أجلها مئات الآلاف في ميدان التحرير والمحافظات الأخري أول أمس الجمعة من التيارات الإسلامية المختلفة بعد أن رفضت أحزاب الوفد والتجمع والقوي الليبرالية والناصرية المشاركة في هذه المظاهرة في ظل استمرار الحوار حول الوثيقة, ورفع المتظاهرون شعارات وأعلام المملكة العربية السعودية ورايات خضراء تحمل شعار جماعة الإخوان المسلمين, ولافتات تندد بالوثيقة وترفض الدولة المدنية ورفض أي وصاية علي اللجنة التي ستضع الدستور الجديد وأن يقوم أعضاء مجلس الشعب المنتخبون بوضع الدستور وفقا لإرادة الناخبين الذين أعطوهم صوتهم وليس وفقا لأهواء القوي السياسية الأخري, وعدم منح الجيش أي امتيازات باعتباره من مؤسسات الدولة ولا يعامل كأنه مؤسسة مستقلة بذاته, وضرورة نقل السلطة إلي رئيس مدني منتخب في موعد غايته مايو .2012
من جانبه أكد الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد أن التظاهر السلمي هو حق مكفول لكل مواطن إلا أن المطالب التي رددها المتظاهرون في ميدان التحرير أول أمس الجمعة مطالب فئوية لصالح تيارات أو أحزاب بعينها ولا تعبر عن 85 مليون مواطن , وأن البرلمان القادم هو فقط المسئول عن طرح مطالب الشعب, والتي سيحددها صندوق الانتخابات, وأن هذه المظاهرات خرجت من أجل رفض وثيقة المبادئ الدستورية, والتي كانت ستصل لصياغة توافقية, وهو الأمر الذي ظهر خلال الاجتماعات السابقة مع كافة القوي السياسية, إلا أن نقطة الخلاف كانت حول ميزانية المجلس العسكري, موضحا أن هذا الأمر كان يحتاج إلي اجتماعات أخري دون الخروج إلي مظاهرات.
كما أنهت الأحزاب والقوي السياسية استعدادها للانتخابات المقبلة بعد أن أعلنت اللجنة العليا المشرفة علي الانتخابات عن كشوف المرشحين في الجولة الأولي, وكثف المرشحون من حملاتهم الدعائية وجولاتهم في الدوائر الانتخابية, كما تتابع اللجنة العليا تجاوزات المرشحين في إطار الضوابط التي أعلنت عنها, كذلك أرسل المجلس القومي لحقوق الإنسان طلبات الجمعيات الأهلية لمراقبة الانتخابات المقبلة إلي لجنة الانتخابات من أجل الحصول علي التصريحات اللازمة كي تقوم هذه المنظمات بدورها في متابعة مجري سير العملية الانتخابية وتسجيل أي تجاوزات تتم في الانتخابات تمهيدا لإصدارها في تقارير عقب الانتهاء من الانتخابات في إطار رفض وجود رقابة دولية علي الانتخابات والاكتفاء بمتابعة المنظمات الأهلية المصرية.
وحذر المجلس القومي في اجتماعه الشهري مؤخرا من اندلاع أعمال شغب وعنف في الانتخابات ما لم تتخذ قوات الشرطة والشرطة العسكرية الاحتياطات اللازمة لتأمين الانتخابات من أعمال العنف والبلطجة, مما يهدد بإفساد الانتخابات والإسراع في نقل السلطة.