1- صالح السمائيين والأرضيين
كانت هناك خصومة مستحكمة بين الله _ من جهة – والإنسان من جهة أخري! وظهرت هذه الخصومة في نتائج كثيرة لخطية أبينا آدم في الفردوس, ومنها أننا:
- طردنا من جنة عدن, كعقوبة, فالله لا يقبل عشرة الخطاة المذنبين, قبل أن يتوبوا ويتجددوا, ومن جهة أخري أن الله لم يشأ في محبته أن يبقي أبوانا الأولان في الجنة, ويأكلا من شجرة الحياة, فيعيشا إلي الأبد في الطبيعة الفاسدة, التي أصابها الشيطان في مقتل! وهكذا قال الرب _ بعد سقوط آدم وتوبيخه – : ##هوذا الإنسان قد صار كواحد منا, عارفا الخير والشر, والآن لعله يمد يده ويأخذ من شجرة الحياة, ويأكل ويحيا إلي الأبد (في فساد), فأخرجه الرب الإله من جنة عدن, ليعمل الأرض التي أخذ منها, فطرد الإنسان, وأقام شرقي جنة عدن الكروبيم…## (تك 22:3-24).
ونتج عن سقوط آدم أمران أساسيان:
1- حكم الموت : إذ أنه سقط تحت سيف الحكم الإلهي ##النفس التي تخطئ هي تموت## (حز 4:18).
2- فساد الطبيعة : إذ تلوثت طبيعة الإنسان وفسدت بفعل الخطية.
ومن هنا كان لابد من مخلص:
1- يرفع عنا حكم الموت: إذ يفدينا بناسوته المتحد بلاهوته…
2- يجدد طبيعتنا الفاسدة: بلاهوته المتحد بناسوته…
وهذا ما تم في التجسد والفداء…
- ففي التجسد… اتحد الله الكلمة بطبيعتنا الإنسانية, آخذا جسدا من أمنا العذراء, جسدا يشبهنا ##في كل شئ, ما خلا الخطية وحدها## (القداس الغريغوري), كقول الرسول عن الرب: أنه ##مجرب في كل شئ مثلنا, بلا خطية## (عب 15:4), ##لأنه كان يليق بنا رئيس كهنة مثل هذا, قدوس بلا شر ولا دنس, قد انفصل عن الخطاة, وصار أعلي من السموات## (عب 26:7).
- وفي الفداء… مات المسيح عنا, مات بناسوته المتحد بلاهوته, فرفع عنا حكم الموت الذي كان مسلطا علي رقابنا, وترك لنا جسده ودمه _ في الإفخارستيا _ حضورا دائما لذبيحة الرب علي الصليب, وفعل روحه القدوس, من أجل تجديد طبيعتنا الساقطة. لهذا جاء الصليب محبة عادلة وعدلا محبا, فالفضائل والكمالات الإلهية لا تنفصم, بل هي كلها ذات بعد لا نهائي غير محدود.
???
وبهذا استطاع الرب أن:
1- يرفع الحكم الذي كان علينا.
2- ويجدد طبيعتنا من الفساد.
كما يظهر في آلاف الآيات من الكتاب المقدس بعهديه: القديم والجديد, وكما يشرح لنا آباؤنا القديسون الأوائل, وعلي الأخص البابا أثناسيوس الرسولي… وهذه بعض الأمثلة…(يتبع)