ستظل الإسكندرية المدينة التي تتمتع بموقع جغرافي ومناخ معتدل وشواطئ جذابة جعلها قبلة للمصطافين المصريين والعرب, إضافة لوجود أكبر مواقع للآثار الغارقة بالميناء الشرقي وأبو قير, حيث تتم حاليا دراسات مكثفة للاستفادة من أسلوب عرضها للسائحين, وفي إطار استعدادات الإسكندرية لاستقبال صيف 2010 كان لجريدة وطني هذا الحوار مع اللواء إيهاب فاروق وكيل وزارة السياحة ورئيس الإدارة المركزية للسياحة والمصايف بالإسكندرية.
* كيف استعدت الإسكندرية لاستقبال صيف هذا العام خاصة بعد حصولها علي لقب إسكندرية عاصمة للسياحة العربية؟
** وفقا للرؤية الجديدة لخريطة الشواطئ بالإسكندرية وسعي الإدارة المركزية للسياحة والمصايف لتفعيل دورها في أحياء شواطئ الإسكندرية تحت رعاية اللواء عادل لبيب محافظ الإسكندرية جاءت فكرة تقسيم الشواطيء لتتناسب مع كافة المستويات وبدأت التجربة بشاطيء جليم وشاطيء فاميلي بيتش بالكيلو 21 كشاطيء مجاني تماما للجمهور ونجحت الفكرة وزاد عدد الشواطيء إلي 20 شاطئا مجانيا بدون أي رسوم لدخول الشواطيء واستخدام كافة المرافق بداخل كل شاطيء والتي تم تخصيصها لتخدم قطاعا عريضا من أبناء الإسكندرية والمحافظات والوفود العربية والأجنبية باعتبار الإسكندرية المصيف السياحي الأول علي مستوي الجمهورية, وهذه الشواطيء تمتد من أبي قير شرقا إلي سيدي كرير غربا, ومراعاة للبعد الاجتماعي كان هناك مستويات أخري للشواطيء, فنجد الشواطيء المميزة وهي شواطيء تطرح بنظام المزايدة العلنية وهي تخاطب الفئة التي ترغب في المزيد من الخصوصية وعددها 11 شاطئا وشواطيء سياحية وعددها 11 شاطئا وهذه المقاصد السياحية تخاطب السائح العربي والأجنبي وتدار بواسطة شركات وفنادق سياحية وكذلك شواطئ الجمعيات الخاصة
* والإجراءات المتخذة لتأمين وحماية الشواطيء؟
** تم تزويد كل شاطيء بوسيلة الإنقاذ السريع الجيت سكي, كذلك الخطوط العائمة العاملة كحد آمن للمصطاف لتوضح له حدود المياه الآمنة التي يمكن النزول فيها وإسهاما في حل مشكلة البطالة تم الاستعانة بالشباب وتدريبهم علي أعمال الإنفاذ من خلال الاتحاد المصري للغوص واختبارهم وتزويد الشواطيء بعمال أبراج لمراقبة البحر ومتابعة تنفيذ تعليمات الشاطيء وغطاسين بواقع غطاس لكل 100م لأعمال الإنقاذ. أيضا من ضمن منظومة الإنقاذ الرايات الدالة علي حالة البحر وهي الأحمر والأصفر والأخضر كما في إشارات المرور وهذا النظام معمول به في الإسكندرية منذ 3 سنوات ويكفي أن الإسكندرية لم تشهد حالة غرق واحدة في شم النسيم, هذا اليوم الذي استقبلت فيه ما يقرب من مليون ونصف مصطاف. أيضا هناك كبائن إسعاف علي كل شاطيء. إن منظومة الإنقاذ علي شواطيء الإسكندرية هي الأرقي والأكثر سلامة علي مستوي شواطيء مصر كلها.
*ولكن هناك أعمال للبلطجة ومشاجرات تحدث علي بعض الشواطيء خاصة في الفترة الليلية فكيف تم القضاء علي هذه الظاهرة؟
** تم التعاقد مع شركة أمن وحراسة لتأمين المنشآت الموجودة علي الشواطيء المجانية خاصة في الفترة الليلية, ووفقا للإجراءات القانونية تم عمل سور خشبي فاصل بشاطيء العصافرة لمنع دخول البلطجية إلي الشاطيء من خلال التحكم في البوابات الرئيسية, أيضا تم البدء في إنشاء سور أبو قير لعمل حرم للشاطيء للفصل بينه وبين العقارات الموجودة علي الشاطيء مباشرة وغيرها من الإجراءات.
*وماذا عن سياحة الآثار والآثار الغارقة؟
**بالإسكندرية العديد من الآثار والمزارات والمتاحف والتي تمثل في مجملها صفحات ناصعة, فتاريخ المدينة سواء الفرعوني أو اليوناني أو الروماني أو القبطي أو الإسلامي الحديث علي مدار تاريخ الإسكندرية وبكل هويتها السابقة, كانت تلك المدينة الأقرب إلي الحضارة الرومانية حيث صبغت الإسكندرية بنماذج الشكل العربي والإسلامي وامتزجت مع باقي الآثار الفرعونية والإغريقية في تمازج غريب يندر أن يتكرر في مناطق كثيرة من العالم, ويندر أن يتكرر في باقي المقاصد السياحية في مصر, ولعل أهم تلك المزارات والمناطق الأثرية التي تعبر عن تلك الحضارات القديمة والتي يفد إليها السائحون من مختلف بلدان العالم المتحف القومي والمتحف اليوناني الروماني ومتحف المجوهرات, ومتحف الموزاييك, ومتحف حسين صبحي, ومتحف الكفافيس, أما المناطق الأثرية فلعل أهمها قلعة قايتباي والمسرح الروماني وعامود السواري كما يحتوي مياه البحر في منطقتي الميناء الشرقي وأبي قير علي العديد من كنوز الآثار التي حبا الله بها مدينة الإسكندرية, وتوجد تحت سطح البحر في كل من مناطق الميناء الشرقي قلعة قايتباي أبي قير, وفي هذا المجال فإن هناك دراسة لإنشاء متحف للآثار الغارقة تحت الماء من خلال أنابيب زجاجية تضم الآثار الأفريقية واليونانية والفرعونية وهو مشروع قومي سياحي في المقام الأول من نوعه علي مستوي العالم, حيث يتم وضع هذه الآثار تحت الماء في عرض متحفي غير مسبق .
* وماذا عن السياحة البحرية وسياحة اليخوت؟
** تعتبر سياحة اليخوت سياحة واعدة, وهي من أغني أنواع السياحات, وتهتم الإسكندرية حاليا بمشروعات جديدة سياحية لإنشاء أكثر من مارينا سياحي في الميناء الشرقي ومنطقة سان ستيفانو ومنطقة أبي قير لاستقبال سياحة اليخوت العربية من خلال الأثرياء العرب الذين لديهم يخوت تشارك في الكثير من سباقات اليخوت البحرية وكذا الذوارق السريعة التي تقام في حوض البحر المتوسط بمدينة الإسكندرية.