رئيس التحرير
يوسف سيدهم
وطنى
عربى English French
  • عاجل
  • أخبار وتقارير
    • البرلمان
    • المرأة والطفل
    • بيئة
    • تعليم
    • حقوق انسان
    • سبوت اليوم
    • سياحة وآثار
    • سياسة
    • صحة
    • علوم وتكنولوجيا وإتصالات
    • قضايا ومحاكم
    • مصر
    • وزارات ونقابات
  • اقتصاد
  • الكنيسة
    • أخبار كنيسة
    • تأملات روحية
    • صورة قبطية
    • ملفات كنسية
  • قضايا قبطية
    • الأحوال الشخصية للأقباط
    • الهموم القبطية
    • هموم القبطي المعاصر
  • تحقيقات وملفات
    • تحقيقات
    • حوارات
    • شخصيات لا تنسى
    • ملفات خاصة
      • إفتتاح قناة السويس الجديدة
      • برلمان ما بعد الثورة
      • ثورة 25 يناير 2011
      • رئيس مصر إرادة شعب
      • رمضانيات
      • مئوية إبادة الأرمن
    • ندوات ومؤتمرات
  • فنون وثقافة
    • ثقافة و أدب
    • إذاعة وتليفزيون وفضائيات
    • سينما ومسرح
    • فنون
    • كتب وطنى
  • محافظات
    • أسوان
    • أسيوط
    • الأقصر
    • الإسكندرية
    • الإسماعلية
    • البحر الأحمر
    • البحيرة
    • الجيزة
    • الدقهلية
    • السويس
    • الشرقية
    • الغربية
    • الفيوم
    • القاهرة
    • القليوبية
    • المنوفية
    • المنيا
    • الوادى الجديد
    • بنى سويف
    • بورسعيد
    • جنوب سيناء
    • دمياط
    • سوهاج
    • شمال سيناء
    • قنا
    • كفر الشيخ
    • مطروح
  • فيديوهات
  • رأى حر
  • رياضة
  • المزيد
    • الحقيبة الديبلوماسية
    • دولي
    • صباح الأحد في 60 سنة
    • المنوعات
    • خدمات وطني
      • إفتح قلبك
      • باب المحطة
      • إحنا معاك
      • طوبى للراقدين
      • وظائف
لا توجد نتائج
شاهد كل النتائج
  • عاجل
  • أخبار وتقارير
    • البرلمان
    • المرأة والطفل
    • بيئة
    • تعليم
    • حقوق انسان
    • سبوت اليوم
    • سياحة وآثار
    • سياسة
    • صحة
    • علوم وتكنولوجيا وإتصالات
    • قضايا ومحاكم
    • مصر
    • وزارات ونقابات
  • اقتصاد
  • الكنيسة
    • أخبار كنيسة
    • تأملات روحية
    • صورة قبطية
    • ملفات كنسية
  • قضايا قبطية
    • الأحوال الشخصية للأقباط
    • الهموم القبطية
    • هموم القبطي المعاصر
  • تحقيقات وملفات
    • تحقيقات
    • حوارات
    • شخصيات لا تنسى
    • ملفات خاصة
      • إفتتاح قناة السويس الجديدة
      • برلمان ما بعد الثورة
      • ثورة 25 يناير 2011
      • رئيس مصر إرادة شعب
      • رمضانيات
      • مئوية إبادة الأرمن
    • ندوات ومؤتمرات
  • فنون وثقافة
    • ثقافة و أدب
    • إذاعة وتليفزيون وفضائيات
    • سينما ومسرح
    • فنون
    • كتب وطنى
  • محافظات
    • أسوان
    • أسيوط
    • الأقصر
    • الإسكندرية
    • الإسماعلية
    • البحر الأحمر
    • البحيرة
    • الجيزة
    • الدقهلية
    • السويس
    • الشرقية
    • الغربية
    • الفيوم
    • القاهرة
    • القليوبية
    • المنوفية
    • المنيا
    • الوادى الجديد
    • بنى سويف
    • بورسعيد
    • جنوب سيناء
    • دمياط
    • سوهاج
    • شمال سيناء
    • قنا
    • كفر الشيخ
    • مطروح
  • فيديوهات
  • رأى حر
  • رياضة
  • المزيد
    • الحقيبة الديبلوماسية
    • دولي
    • صباح الأحد في 60 سنة
    • المنوعات
    • خدمات وطني
      • إفتح قلبك
      • باب المحطة
      • إحنا معاك
      • طوبى للراقدين
      • وظائف
لا توجد نتائج
شاهد كل النتائج
لا توجد نتائج
شاهد كل النتائج
وطنى
En Fr
الرئيسية أخبار وتقارير أرشيف

القديس‏ ‏يوحنا‏ ‏ذهبي‏ ‏الفم

15 ديسمبر, 2011 - (10:12 صباحًا)

3
المشاهدات
Share on FacebookShare on Twitter



كما‏ ‏لقبوا‏ ‏يوحنا‏ ‏الرسول‏ ‏بيوحنا‏ ‏الحبيب‏ ‏ويوحنا‏ ‏الرائي‏, ‏ولقبوا‏ ‏أثناسيوس‏ ‏الإسكندري‏ ‏بأثناسيوس‏ ‏الرسولي‏ ‏وأثناسيوس‏ ‏الكبير‏ ‏وحامي‏ ‏الإيمان‏, ‏ولقبوا‏ ‏كيرلس‏ ‏الإسكندري‏ ‏بكيرلس‏ ‏الكبير‏ ‏وعمود‏ ‏الإيمان‏, ‏ولقبوا‏ ‏غريغوريوس‏ ‏النزينزي‏ ‏بغريغوريوس‏ ‏الناطق‏ ‏بالإلهيات‏, ‏كذلك‏ ‏لقبوا‏ ‏يوحنا‏ ‏بطريرك‏ ‏القسطنطينية‏ ‏من‏ ‏سنة‏ 398 ‏إلي‏ ‏سنة‏ 407 ‏بيوحنا‏ ‏ذهبي‏ ‏الفم‏ ‏أو‏ ‏يوحنا‏ ‏الذهبي‏ ‏فمه‏ CHRYSOSTOMOS (‏وهي‏ ‏كلمة‏ ‏يونانية‏ ‏تتألف‏ ‏من‏ ‏مقطعين‏ CHRYSOS ‏أي‏ (‏الذهب‏) ‏ثم‏ STOMOS ‏الصفة‏ ‏المشتقة‏ ‏من‏ STOMA ‏أي‏ (‏فم‏).‏
وذلك‏ ‏اعترافا‏ ‏بفصاحته‏ ‏وبلاغته‏ ‏وجمال‏ ‏أسلوبه‏ ‏وعبارته‏, ‏وقوة‏ ‏كلماته‏, ‏وتأثير‏ ‏عظاته‏ ‏معني‏ ‏ومبني‏.‏
وقد‏ ‏عرف‏ ‏القديس‏ ‏يوحنا‏ ‏بلقب‏ (‏ذهبي‏ ‏الفم‏) ‏في‏ ‏حياته‏ ‏وبعد‏ ‏وفاته‏, ‏وصار‏ ‏هذا‏ ‏اللقب‏ ‏مرتبطا‏ ‏به‏ ‏إلي‏ ‏اليوم‏ ‏في‏ ‏جميع‏ ‏الكنائس‏ ‏المعمورة‏, ‏شرقا‏ ‏وغربا‏. ‏وتذكره‏ ‏كنيستنا‏ ‏القبطية‏ ‏بهذا‏ ‏اللقب‏ ‏السامي‏ ‏في‏ ‏القداس‏ ‏الإلهي‏ ‏بين‏ (‏مجمع‏ ‏القديسين‏) ‏كما‏ ‏تذكره‏ ‏بهذا‏ ‏اللقب‏ ‏في‏ (‏تحليل‏ ‏الخدام‏) ‏بين‏ ‏قلة‏ ‏من‏ ‏كبار‏ ‏القديسين‏ ‏ملتمسة‏ ‏من‏ ‏فمه‏ (‏الحل‏ ‏والبركة‏) ‏وهو‏ ‏في‏ ‏جوقة‏ ‏القديسين‏ ‏الراحلين‏ ‏المرموقين‏ ‏في‏ ‏الروحانية‏ ‏والعلم‏, ‏وحسن‏ ‏التدبير‏ ‏والرعاية‏, ‏وكان‏ ‏الصورة‏ ‏النموذجية‏ ‏لخدمة‏ ‏الكهنوت‏ ‏السمائية‏, ‏والمثل‏ ‏الأعلي‏ ‏السامق‏ ‏للكاهن‏ ‏والأسقف‏ ‏والبطريرك‏.‏
أليس‏ ‏من‏ ‏المفارقات‏ ‏الغريبة‏ ‏حقا‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏هذا‏ ‏البطريرك‏ ‏العظيم‏ ‏الذي‏ ‏يلتمس‏ ‏منه‏ ‏الحل‏ ‏والبركة‏ ‏كل‏ ‏خدام‏ ‏الإنجيل‏ ‏والذبح‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏العصور‏ ‏من‏ ‏القرن‏ ‏الرابع‏ ‏إلي‏ ‏مجئ‏ ‏المسيح‏ ‏الثاني‏, ‏هو‏ ‏بعينه‏ ‏البطريرك‏ ‏الذي‏ ‏أصدر‏ ‏مجمع‏ (‏السنديانة‏) ‏بالقرب‏ ‏من‏ ‏القسطنطينية‏, ‏بإيعاز‏ ‏من‏ ‏الملكة‏ ‏العاتية‏ ‏الباغية‏ ‏أفدوكسيا‏ EUDOXIA, ‏قرارا‏ ‏بعزله‏ ‏وإبعاده؟‏!.‏
ولقد‏ ‏صنع‏ ‏الأريوسيون‏ ‏مثل‏ ‏ذلك‏ ‏في‏ ‏أثناسيوس‏ ‏الرسولي‏, ‏فعقدوا‏ ‏مجمعا‏ ‏اتهموه‏ ‏فيه‏ ‏باتهمامات‏ ‏باطلة‏, ‏وحكموا‏ ‏بعزله‏ ‏وتجريده‏!.‏
ولقد‏ ‏صنع‏ ‏مثل‏ ‏ذلك‏ ‏أعداء‏ ‏القديس‏ (‏معلمنا‏) ‏ديوسقوروس‏ ‏بطل‏ ‏الأرثوذكسية‏, ‏وعقدوا‏ ‏عليه‏ ‏مجمع‏ ‏خلقيدونية‏, ‏وأصدروا‏ ‏قرارهم‏ ‏بعزله‏ ‏وإبعاده‏.‏
هكذا‏ ‏عاني‏ ‏أبطال‏ ‏الإيمان‏, ‏ولكنهم‏ ‏بثباتهم‏ ‏وأمانتهم‏ ‏وصمودهم‏ ‏وشجاعتهم‏, ‏كسبوا‏ ‏المعركة‏ ‏روحيا‏, ‏وصارت‏ ‏الأجيال‏ ‏من‏ ‏الناس‏ ‏تطوبهم‏ ‏وتغبطهم‏, ‏أما‏ ‏أعداؤهم‏ ‏فأمسوا‏ ‏ملعونين‏ ‏من‏ ‏السماء‏ ‏والأرض‏, ‏من‏ ‏الله‏ ‏والناس‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏جيل‏.‏
علي‏ ‏أن‏ ‏عبرة‏ ‏الأحداث‏ ‏لكل‏ ‏من‏ ‏يقرأ‏ ‏التاريخ‏ ‏ويدرسه‏ ‏ويعيه‏: ‏أن‏ ‏تاريخ‏ ‏الإنسان‏ ‏العظيم‏ ‏هو‏ ‏تاريخ‏ ‏آلامه‏.‏
هذا‏ ‏هو‏ ‏يوحنا‏ ‏ذهبي‏ ‏الفم‏, ‏تحتفل‏ ‏به‏ ‏كنيستنا‏ ‏القبطية‏ ‏شهيدا‏ ‏بدون‏ ‏سفك‏ ‏دم‏ ‏في‏ ‏يوم‏ 17 ‏من‏ ‏هاتور‏, ‏ويحتفل‏ ‏به‏ ‏إخواتنا‏ ‏الروم‏ ‏الشرقيون‏ ‏في‏ 13 ‏من‏ ‏تشرين‏ ‏الثاني‏. ‏أما‏ ‏في‏ ‏السنكسار‏ ‏الروماني‏ ‏فيعيدون‏ ‏لذكراه‏ ‏في‏ 27 ‏من‏ ‏كانون‏ ‏الثاني‏ (‏يناير‏) ‏وهو‏ ‏اليوم‏ ‏الذي‏ ‏يعيد‏ ‏فيه‏ ‏الروم‏ ‏الشرقيون‏ ‏لنقل‏ ‏جسده‏ ‏الطاهر‏ ‏إلي‏ ‏القسطنطينية‏.‏
ولد‏ ‏يوحنا‏ ‏ذهبي‏ ‏الفم‏ ‏في‏ ‏سنة‏ 347, ‏في‏ ‏مدينة‏ ‏أنطاكية‏ ‏الشهيرة‏ ‏بسورية‏, ‏وهي‏ ‏المدينة‏ ‏التي‏ ‏كان‏ ‏لها‏ ‏في‏ ‏نشأة‏ ‏المسيحية‏ ‏أهمية‏ ‏تلي‏ ‏أهمية‏ ‏أورشليم‏, ‏حتي‏ ‏إن‏ ‏النصاري‏ ‏دعوا‏ ‏مسيحيين‏ ‏بأنطاكية‏ ‏أولا‏ (‏أعمال‏ ‏الرسل‏ 11 : 26).‏
وكان‏ ‏أبوه‏ (‏سكونوس‏) ‏قائدا‏ ‏في‏ ‏الجيش‏ ‏الروماني‏, ‏ومات‏ ‏بينما‏ ‏كان‏ ‏يوحنا‏ ‏في‏ ‏المهد‏ ‏صغيرا‏, ‏فصارت‏ (‏أنثوسا‏) ‏أمه‏ ‏أرملة‏ ‏في‏ ‏ريعان‏ ‏صباها‏. ‏وعلي‏ ‏الرغم‏ ‏من‏ ‏شبابها‏ ‏وجمالها‏ ‏ووفرة‏ ‏غناها‏, ‏وكانت‏ ‏قبلة‏ ‏أنظار‏ ‏الشبان‏, ‏إلا‏ ‏أنها‏ ‏آثرت‏ ‏أن‏ ‏تتفرغ‏ ‏للعبادة‏ ‏وتربية‏ ‏ابنها‏ ‏يوحنا‏, ‏وقد‏ ‏أغدقت‏ ‏عليه‏ ‏من‏ ‏حبها‏ ‏وحنانها‏, ‏وربة‏ ‏أفضل‏ ‏تربية‏, ‏وكانت‏ ‏له‏ ‏مثله‏ ‏الأعلي‏ ‏في‏ ‏جميع‏ ‏الخصال‏ ‏المسيحية‏. ‏وقد‏ ‏شهد‏ ‏بفضيلة‏ ‏تلك‏ ‏المرأة‏ ‏القديسة‏, ‏الوثنيون‏ ‏فضلا‏ ‏عن‏ ‏المسيحيين‏ ‏حتي‏ ‏إن‏ (‏ليبانيوس‏) ‏أشهر‏ ‏معلمي‏ ‏زمانه‏ ‏قال‏ ‏عنها‏: ‏ما‏ ‏أعظم‏ ‏مما‏ ‏عند‏ ‏هؤلاء‏ ‏المسيحيين‏ ‏من‏ ‏نساء‏!.‏
وإذا‏ ‏كان‏ ‏يوحنا‏ ‏ذهبي‏ ‏الفم‏ ‏من‏ ‏أعظم‏ ‏قديسي‏ ‏الكنيسة‏ ‏الجامعة‏ ‏ومعلميها‏, ‏ومن‏ ‏أشهر‏ ‏آبائها‏, ‏فلأمه‏ (‏أنثوسا‏) ‏فضل‏ ‏تنشئته‏ ‏في‏ ‏مخافة‏ ‏الله‏ ‏وتقواه‏, ‏وقد‏ ‏رسمت‏ ‏له‏ ‏بسيرتها‏ ‏الطاهرة‏ ‏الخطوط‏ ‏العريضة‏ ‏لمسار‏ ‏حياته‏. ‏إن‏ ‏المربيين‏ ‏يشددون‏ ‏علي‏ ‏أهمية‏ ‏ثلاث‏ ‏السنوات‏ ‏الأولي‏ ‏في‏ ‏حياة‏ ‏كل‏ ‏طفل‏, ‏ويعتبرونها‏ ‏أهم‏ ‏مرحلة‏ ‏تربوية‏ ‏في‏ ‏حياته‏ ‏كلها‏. ‏فهل‏ ‏تعي‏ ‏كل‏ ‏أم‏ ‏أهميتها‏ ‏العظمي‏ ‏في‏ ‏حياة‏ ‏أبنائها‏ ‏وبناتها‏, ‏بخاصة‏ ‏في‏ ‏طفولتهم‏ ‏المبكرة؟‏.‏
حقا‏ ‏ما‏ ‏قاله‏ ‏الشاعر‏ ‏العربي‏:‏
الأم‏ ‏مدرسة‏ ‏إذا‏ ‏أعددتها
أعددت‏ ‏شعبا‏ ‏طيب‏ ‏الأعراق
إليك‏ ‏أيتها‏ ‏الأم‏ (‏أنثوسا‏) ‏تحيات‏ ‏تكريم‏ ‏وتقدير‏, ‏لأنك‏ ‏وقد‏ ‏ترملت‏ ‏في‏ ‏شبابك‏ ‏الغض‏, ‏لم‏ ‏تتطلعي‏ ‏إلي‏ ‏زواج‏ ‏وقد‏ ‏حام‏ ‏الشبان‏ ‏من‏ ‏حولك‏, ‏وإنما‏ ‏آثرت‏ ‏الترمل‏ ‏علي‏ ‏الزواج‏ ‏الثاني‏.. ‏كثيرات‏ ‏علي‏ ‏مر‏ ‏الزمن‏ ‏ترملن‏ ‏في‏ ‏مثل‏ ‏سنك‏ ‏المبكر‏, ‏ولكن‏ ‏منهن‏ ‏من‏ ‏تذمرت‏ ‏علي‏ ‏الله‏, ‏أو‏ ‏جدفت‏ ‏عليه‏, ‏أو‏ ‏حسدت‏ ‏غيرها‏ ‏ممن‏ ‏لم‏ ‏يصبهن‏ ‏ما‏ ‏أصابها‏, ‏أو‏ ‏تشاءمت‏, ‏وأسودت‏ ‏الدنيا‏ ‏في‏ ‏عينيها‏, ‏وقالت‏: ‏هذا‏ ‏قدري‏ ‏المشئوم‏ ‏ونصيبي‏ ‏الحزين‏, ‏أو‏ ‏نظرت‏ ‏إلي‏ ‏نفسها‏ ‏علي‏ ‏أنها‏ ‏مظلومة‏ ‏بائسة‏ ‏عصفت‏ ‏بها‏ ‏الأيام‏, ‏وقالت‏: ‏لماذا‏ ‏هذا؟‏ ‏وماذا‏ ‏صنعت‏ ‏من‏ ‏شر‏ ‏حتي‏ ‏يكون‏ ‏هذا‏ ‏نصيبي‏ ‏دون‏ ‏أترابي‏ ‏من‏ ‏البنات؟‏.‏
أما‏ ‏أنت‏ ‏يا‏ (‏أنثوسا‏) ‏فقد‏ ‏علوت‏ ‏علي‏ ‏التجربة‏, ‏وارتفعت‏ ‏فوق‏ ‏الكارثة‏, ‏ورفعت‏ ‏عينيك‏ ‏إلي‏ ‏السماء‏ ‏فتحول‏ ‏الشر‏ ‏إلي‏ ‏خير‏, ‏وقلت‏: ‏هذه‏ (‏درجة‏ ‏روحية‏) ‏رفعني‏ ‏الرب‏ ‏إليها‏, ‏فلماذا‏ ‏لم‏ ‏أقبلها‏ ‏بشكر؟‏!.‏
لقد‏ ‏قال‏ ‏الرسول‏ ‏القديس‏ ‏بولس‏: ‏أقول‏ ‏لغير‏ ‏المتزوجين‏ ‏وللأرامل‏, ‏إنه‏ ‏حسن‏ ‏أن‏ ‏يبقوا‏ ‏علي‏ ‏هذه‏ ‏الحال‏ ‏كما‏ ‏أنا‏, ‏فإن‏ ‏لم‏ ‏يتعففوا‏ (‏فإن‏ ‏لم‏ ‏يضبطوا‏ ‏أنفسهم‏) ‏فليتزوجوا‏, ‏فإن‏ ‏التزوج‏ ‏خير‏ ‏من‏ ‏التحرق‏ (1‏كورنثوس‏ 7:8, 9).‏
نعم‏, ‏إن‏ ‏قبول‏ ‏الترمل‏ ‏مع‏ ‏عدم‏ ‏الزواج‏ ‏الثاني‏ ‏فضيلة‏ (‏ودرجة‏ ‏روحية‏ ‏حسنة‏), ‏ولا‏ ‏سيما‏ ‏لامرأة‏ ‏شابة‏, ‏فإن‏ ‏كثيرات‏ ‏من‏ ‏الأرامل‏ ‏لا‏ ‏يقوين‏ ‏علي‏ ‏احتمال‏ ‏الترمل‏, ‏ولذلك‏ ‏ينصح‏ ‏الرسول‏ ‏القديس‏ ‏بولس‏ ‏لمثل‏ ‏أولئك‏ ‏النساء‏ ‏بالزواج‏, ‏ويقول‏ ‏لتلميذه‏ ‏تيموثيئوس‏ ‏الأسقف‏ ‏عنهن‏: ‏أما‏ ‏الأرامل‏ ‏الحدثات‏ ‏فأرفضهن‏, ‏فإنهن‏ ‏متي‏ ‏بطرن‏ ‏علي‏ ‏المسيح‏ ‏يبغين‏ ‏الزواج‏. ‏ولهن‏ ‏دينونة‏ ‏لأنهن‏ ‏رفضن‏ ‏الإيمان‏ ‏الأول‏. ‏ومع‏ ‏ذلك‏ ‏أيضا‏ ‏يتعلمن‏ ‏أن‏ ‏يكن‏ ‏بطلات‏ ‏يطفن‏ ‏في‏ ‏البيوت‏, ‏ولسن‏ ‏بطلات‏ ‏فقط‏ ‏بل‏ ‏مهذارات‏ ‏أيضا‏ ‏وفضوليات‏ ‏يتكلمن‏ ‏بما‏ ‏لا‏ ‏يجب‏. ‏فأريد‏ ‏أن‏ ‏الحدثات‏ ‏يتزوجن‏, ‏ويلدن‏ ‏الأولاد‏, ‏ويدبرن‏ ‏البيوت‏, ‏ولا‏ ‏يعطين‏ ‏المقاوم‏ ‏سببا‏ ‏للطعن‏. ‏فإن‏ ‏بعضا‏ ‏منهن‏ ‏قد‏ ‏انحرفن‏ ‏إلي‏ ‏أتباع‏ ‏الشيطان‏. (1‏تيموثيئوس‏ 5:11 – 15).‏
أما‏ (‏أثنوسا‏) ‏أم‏ ‏ذهبي‏ ‏الفم‏, ‏فقد‏ ‏اختارت‏ ‏الإيمان‏ ‏الطريق‏ ‏الأفضل‏, ‏طريق‏ ‏الذين‏ ‏تبتلوا‏ ‏لله‏, ‏وانقطعوا‏ ‏لعبادته‏ ‏وهي‏ ‏تواظب‏ ‏علي‏ ‏التضرعات‏ ‏والصلوات‏ ‏ليلا‏ ‏ونهارا‏ (1‏تيموثيئوس‏ 5:5). ‏وهو‏ ‏الطريق‏ ‏الذي‏ ‏اختارته‏ ‏من‏ ‏قبلها‏ ‏حنة‏ ‏النبية‏ ‏وقد‏ ‏عاشت‏ ‏مع‏ ‏زوجها‏ ‏سبع‏ ‏سنين‏ ‏منذ‏ ‏بكوريتها‏, ‏ثم‏ ‏ظلت‏ ‏أرملة‏ ‏نحو‏ ‏أربع‏ ‏وثمانين‏ ‏سنة‏ ‏لا‏ ‏تبرح‏ ‏الهيكل‏, ‏متعبدة‏ ‏بالصوم‏ ‏والصلاة‏ ‏ليلا‏ ‏ونهارا‏ (‏لوقا‏2:36, 37), ‏واختارته‏ ‏نساء‏ ‏أخريات‏ ‏ترملن‏ ‏في‏ ‏سن‏ ‏مبكرة‏, ‏ثم‏ ‏أوقفن‏ ‏حياتهن‏ ‏علي‏ ‏عبادة‏ ‏الله‏ ‏وخدمته‏, ‏من‏ ‏بينهن‏ (‏أولمبياذا‏) ‏وكانت‏ ‏زوجة‏ ‏لوالي‏ ‏القسطنطينية‏ ‏ثم‏ ‏ترملت‏ ‏في‏ ‏العشرين‏ ‏من‏ ‏عمرها‏, ‏وأوقفت‏ ‏نفسها‏ ‏علي‏ ‏العبادة‏ ‏الحارة‏ ‏وممارسة‏ ‏النسك‏ ‏والتقشف‏ ‏وأعمال‏ ‏الرحمة‏ ‏بالفقراء‏ ‏والمساكين‏, ‏وكانت‏ ‏لا‏ ‏تأكل‏ ‏غير‏ ‏الخبز‏ ‏والبقول‏, ‏ولا‏ ‏تشرب‏ ‏غير‏ ‏الماء‏ ‏القراح‏, ‏وتبعنها‏ ‏في‏ ‏طريقها‏ ‏عدد‏ ‏من‏ ‏الأرامل‏ ‏والعذراي‏. ‏وكانت‏ (‏أوليمبياذا‏) ‏تنفق‏ ‏عليهم‏ ‏من‏ ‏مالها‏. ‏ولقد‏ ‏اشتهرت‏ ‏بقداسة‏ ‏سيرتها‏, ‏وعندما‏ ‏صار‏ ‏يوحنا‏ ‏ذهبي‏ ‏الفم‏ ‏بطريركا‏, ‏وانتقل‏ ‏إلي‏ ‏القسطنطينية‏ ‏كانت‏ (‏أوليمبياذا‏) ‏قد‏ ‏بلغت‏ ‏الخمسين‏ ‏من‏ ‏عمرها‏, ‏وظلت‏ ‏تمارس‏ ‏حياتها‏ ‏المقدسة‏ ‏إلي‏ ‏ما‏ ‏بعد‏ ‏نفيه‏, ‏حتي‏ ‏أنه‏ ‏كتب‏ ‏لها‏ ‏في‏ ‏منفاه‏ ‏سبع‏ ‏عشرة‏ ‏رسالة‏ ‏تفيض‏ ‏روحانية‏ ‏وقداسة‏, ‏وتنطق‏ ‏فرحا‏ ‏عميقا‏ ‏بحمل‏ ‏الصليب‏. ‏ومما‏ ‏قاله‏ ‏لها‏ ‏في‏ ‏رسالته‏ ‏الثامنة‏: ‏إن‏ ‏قلبي‏ ‏يذوق‏ ‏فرحا‏ ‏لا‏ ‏يوصف‏ ‏في‏ ‏الشدائد‏, ‏لأنه‏ ‏يجد‏ ‏فيها‏ ‏كنزا‏ ‏خفيا‏. ‏فيجدر‏ ‏بك‏ ‏أن‏ ‏تفرحي‏ ‏معي‏, ‏وتباركي‏ ‏الرب‏, ‏لأنه‏ ‏منحني‏ ‏نعمة‏ ‏التألم‏ ‏من‏ ‏أجله‏.‏
علي‏ ‏أن‏ (‏أنثوسا‏) ‏وجدت‏ ‏هدفا‏ ‏عزيزاآخر‏ ‏أوقفت‏ ‏له‏ ‏وعليه‏ ‏حياتها‏ ‏مع‏ ‏عباداتها‏ ‏المتواصلة‏. ‏هذا‏ ‏الهدف‏ ‏هو‏ ‏تربية‏ ‏ابنها‏ ‏يوحنا‏ ‏التربية‏ ‏المسيحية‏ ‏المثالية‏. ‏فم‏ ‏تهمله‏, ‏بل‏ ‏عاشت‏ ‏معه‏ ‏ومن‏ ‏أجله‏, ‏ربته‏ ‏وأعطته‏ ‏كل‏ ‏حبها‏ ‏ورقتها‏ ‏وجهدها‏, ‏وأولته‏ ‏كل‏ ‏رعايتها‏. ‏لم‏ ‏يكن‏ ‏لها‏ ‏أحد‏ ‏غيره‏, ‏فكان‏ ‏لها‏ ‏الابن‏ ‏والزوج‏ ‏والأب‏ ‏والأم‏, ‏كان‏ ‏هو‏ ‏كل‏ ‏شئ‏ ‏في‏ ‏حياتها‏. ‏وقد‏ ‏شبع‏ ‏يوحنا‏ ‏من‏ ‏حبها‏ ‏وحنانها‏ ‏واهتمامها‏, ‏فكانت‏ ‏له‏ ‏هي‏ ‏الأم‏ ‏والأب‏ ‏معا‏. ‏أحبتها‏ ‏وأحبها‏, ‏ورعته‏ ‏ورعاها‏, ‏ولذلك‏ ‏فقد‏ ‏عرف‏ ‏في‏ ‏حياته‏ ‏معني‏ ‏الحنان‏ ‏والرقة‏ ‏والحب‏, ‏وعرف‏ ‏فضل‏ ‏الأم‏ ‏وتضحياته‏. ‏فإذا‏ ‏مرض‏ ‏هو‏ ‏مرضت‏ ‏هي‏, ‏وإذا‏ ‏ابتسم‏ ‏سعدت‏ ‏هي‏. ‏إذا‏ ‏أكل‏ ‏هو‏ ‏شبعت‏ ‏هي‏, ‏وإذا‏ ‏شربت‏ ‏هو‏ ‏ارتوت‏ ‏هي‏. ‏وإذا‏ ‏خرج‏ ‏من‏ ‏البيت‏ ‏خرجت‏ ‏أحشاؤها‏ ‏معه‏, ‏وإذا‏ ‏عاد‏ ‏إليه‏ ‏دخلت‏ ‏أحشاؤها‏ ‏فيها‏. ‏كان‏ ‏قطعة‏ ‏من‏ ‏كيانها‏, ‏وهي‏ ‏له‏ ‏أمله‏ ‏وكل‏ ‏دنياه‏.‏
إن‏ (‏أنثوسا‏) ‏أم‏ ‏وامرأة‏, ‏ولم‏ ‏تكن‏ ‏لها‏ ‏شهرة‏ ‏ولدها‏ ‏القديس‏. ‏ولكن‏ ‏فضلها‏ ‏علي‏ ‏الأجيال‏ ‏لا‏ ‏ينسي‏, ‏لأنها‏ ‏هي‏ ‏التي‏ ‏ربته‏ ‏وأنشأته‏, ‏وهي‏ ‏التي‏ ‏قدمته‏ ‏لله‏ ‏وللكنيسة‏ ‏وللعالم‏ ‏خير‏ ‏رجل‏ ‏مجمل‏ ‏بالفضائل‏.‏
كان‏ ‏يمكنها‏ ‏أن‏ ‏تتزوج‏ ‏برجل‏ ‏يؤنس‏ ‏وحدتها‏ ‏ككل‏ ‏امرأة‏, ‏وكلنها‏ ‏رأت‏ ‏أن‏ ‏مثل‏ ‏هذا‏ ‏الزوج‏ ‏سيحتل‏ ‏في‏ ‏قلبها‏ ‏وفكرها‏ ‏مكانا‏ ‏يحتاجه‏ ‏ولدها‏, ‏فآثرت‏ ‏أن‏ ‏تضحي‏ ‏براحتها‏ ‏وسعادتها‏ ‏حتي‏ ‏لا‏ ‏تنتقص‏ ‏سعادة‏ ‏ولدها‏ ‏وراحته‏.‏
لقد‏ ‏ترملت‏ ‏أم‏ ‏الفيلسوف‏ ‏الألماني‏ ‏شوبنهور‏ SCHOPENHAUER (1788 – 1860), ‏وكلنها‏ ‏عز‏ ‏عليها‏ ‏أن‏ ‏تعيش‏ ‏وحيدة‏ ‏بغير‏ ‏رجل‏, ‏وكانت‏ ‏صغيرة‏ ‏السن‏, ‏فتعلقت‏ ‏برجل‏ ‏شاب‏, ‏وكان‏ ‏هذا‏ ‏التعلق‏ ‏سببا‏ ‏في‏ ‏إهمالها‏ ‏لولدها‏, ‏فلم‏ ‏ينل‏ ‏حبها‏ ‏وحنانها‏ ‏كأي‏ ‏ابن‏, ‏بل‏ ‏أحس‏ ‏منذ‏ ‏طفولته‏ ‏المبكرة‏ ‏أن‏ ‏أمه‏ ‏لا‏ ‏تريده‏ ‏إلي‏ ‏جانبها‏, ‏وأنه‏ ‏كان‏ ‏بالنسبة‏ ‏لها‏ ‏عائقا‏ ‏عن‏ ‏الاختلاء‏ ‏بصديقها‏, ‏وأنها‏ ‏كانت‏ ‏تقصيه‏ ‏عنها‏ ‏كلما‏ ‏اقترب‏ ‏منها‏.. ‏فغاصت‏ ‏معاملتها‏ ‏له‏ ‏في‏ ‏أعماق‏ ‏نفسه‏, ‏وكبر‏ ‏علي‏ ‏اعتقاد‏ ‏أن‏ ‏أمه‏ ‏تكرهه‏, ‏وأنها‏ ‏تؤثر‏ ‏شهواتها‏ ‏عليه‏, ‏فنشأ‏ ‏يكره‏ ‏المرأة‏ ‏في‏ ‏أمه‏, ‏وامتلأ‏ ‏شعوره‏ ‏لأنها‏ ‏حيوان‏ ‏شهواني‏ ‏وأناني‏, ‏بل‏ ‏وصارت‏ ‏نظرته‏ ‏للحياة‏ ‏وللناس‏ ‏جميعا‏ ‏تلك‏ ‏النظر‏ ‏السوداوية‏ ‏المتشائمة‏.‏
تلك‏ ‏أم‏, ‏و‏(‏أنثوسا‏) ‏أم‏. ‏ولكن‏ ‏ما‏ ‏أبعد‏ ‏الفرق‏ ‏بين‏ ‏أم‏ ‏وأم‏..‏
فلما‏ ‏كبر‏ (‏يوحنا‏) ‏إلي‏ ‏سن‏ ‏المدرسة‏ ‏أرسلته‏ ‏أمه‏ ‏إلي‏ ‏إحدي‏ ‏المدارس‏ ‏في‏ ‏أنطاكية‏, ‏وظل‏ ‏يرتقي‏ ‏في‏ ‏سلم‏ ‏الدراسة‏ ‏درجة‏ ‏درجة‏.. ‏وفي‏ ‏مرحلة‏ ‏الشباب‏ ‏انتظم‏ ‏دارسا‏ ‏في‏ ‏مدرسة‏ ‏للبيان‏ ‏أنشأها‏ ‏الخطيب‏ ‏الشهير‏ (‏ليبانيوس‏) (314 – ‏حوالي‏ 393) ‏في‏ ‏أنطاكية‏, ‏وتتلمذ‏ ‏عليه‏ (‏يوحنا‏) ‏كما‏ ‏تتلمذ‏ ‏عليه‏ ‏القديس‏ ‏باسيليوس‏ ‏الكبير‏, ‏ونال‏ ‏يوحنا‏ ‏أعلي‏ ‏شهادة‏ ‏في‏ ‏زمانه‏ ‏في‏ ‏الفصاحة‏ ‏والبلاغة‏ ‏كما‏ ‏مضي‏ ‏إلي‏ ‏أثينا‏ ‏ودرس‏ ‏الحكمة‏ ‏والفلسفة‏ ‏في‏ ‏مدارسها‏ ‏ثم‏ ‏ذهب‏ ‏إلي‏ ‏الإسكندرية‏ ‏وأمضي‏ ‏في‏ ‏مدرستها‏ ‏اللاهوتية‏ ‏الشهيرة‏ ‏خمس‏ ‏سنوات‏, ‏عاد‏ ‏بعدها‏ ‏إلي‏ ‏بلده‏ ‏أنطاكية‏ ‏شابا‏ ‏مرموقا‏ ‏يشار‏ ‏إليه‏ ‏بالبنان‏, ‏وصار‏ ‏محط‏ ‏أنظار‏ ‏الناس‏ ‏جميعا‏. ‏وكاد‏ ‏يوحنا‏ ‏يتيه‏ ‏عن‏ ‏نفسه‏ ‏في‏ ‏جو‏ ‏الإعجاب‏ ‏الذي‏ ‏أحاط‏ ‏به‏ ‏وهو‏ ‏شاب‏ ‏صغير‏, ‏لولا‏ ‏أن‏ ‏تلقفته‏ ‏يد‏ ‏صديق‏ ‏مخلص‏ ‏هو‏ ‏حبيب‏ ‏عمره‏ (‏باسيليوس‏) ‏الذي‏ ‏رافقه‏ ‏وزامله‏, ‏وزين‏ ‏له‏ ‏حياة‏ ‏القداسة‏, ‏وأقنعه‏ ‏ببطلان‏ ‏الحياة‏ ‏الدنيا‏, ‏وأبرز‏ ‏له‏ ‏تفاهة‏ ‏الأرضيات‏ ‏بإزاء‏ ‏السمائيات‏, ‏وزوال‏ ‏الزمنيات‏ ‏بإزاء‏ ‏الأبديات‏, ‏فأصغي‏ ‏إلي‏ ‏نصائح‏ ‏صديقه‏, ‏وتنبهت‏ ‏فيه‏ ‏تعاليم‏ ‏أمه‏ (‏أنثوسا‏) ‏التي‏ ‏أرضعته‏ ‏إيها‏ ‏مع‏ ‏لبن‏ ‏الرضاعة‏, ‏فتشددت‏ ‏روحه‏, ‏واعتزم‏ ‏علي‏ ‏أن‏ ‏يتبتل‏ ‏منقطعا‏ ‏لخدمة‏ ‏الله‏ ‏في‏ ‏أحد‏ ‏الأديرة‏, ‏فعلمت‏ ‏أمه‏ ‏بذلك‏, ‏ومع‏ ‏ابتهاجها‏ ‏بتقواه‏ ‏ومسيرته‏ ‏في‏ ‏طريق‏ ‏الكمال‏ ‏المسيحي‏, ‏إلا‏ ‏أنه‏ ‏آلمها‏ ‏أن‏ ‏يتركها‏ ‏وحيدة‏, ‏وهي‏ ‏التي‏ ‏بذلت‏ ‏في‏ ‏سبيله‏ ‏حياتها‏, ‏فأخذت‏ ‏تبكي‏ ‏متضرعة‏ ‏إليه‏ ‏أن‏ ‏يرجئ‏ ‏أمر‏ ‏رهبنته‏ ‏حتي‏ ‏توفي‏ ‏أيامها‏ ‏وتنتقل‏ ‏إلي‏ ‏العالم‏ ‏الاخر‏, ‏فبكي‏ ‏لبكائها‏, ‏واقتنع‏ ‏بكلامها‏, ‏وعدل‏ ‏مؤقتا‏ ‏عن‏ ‏مفارقتها‏, ‏وبقي‏ ‏معها‏ ‏في‏ ‏البيت‏ ‏عابدا‏, ‏وكان‏ ‏لا‏ ‏يخرج‏ ‏إلا‏ ‏لعلمه‏ ‏ثم‏ ‏يعود‏ ‏إلي‏ ‏عكوفه‏ ‏وصلواته‏.‏
وفي‏ ‏هذه‏ ‏الأثناء‏ ‏رسمه‏ ‏البطريرك‏ ‏ملاتيوس‏ (360 – 381) ‏شماسا‏ ‏برتبة‏ (‏قارئ‏) ‏للفصول‏ ‏الكنسية‏ (‏أناغنوستيس‏) ‏وظل‏ ‏يخدم‏ ‏مع‏ ‏البطريرك‏ ‏مدة‏ ‏ثلاث‏ ‏سنوات‏.‏

وسوم: القديس‏‏الفم‏ذهبي‏‏يوحنا‏

أخبار متعلقة

الأرواح ..الدين‏ ‏وعلماء‏ ‏الأرواح‏ (1) 2‏
تأملات روحية

أعظم‏ ‏من‏ ‏ولدته‏ ‏النساء‏ (2)‏

يناير 23, 2021
المرحوم‏ ‏فرنساوي‏ ‏القمص‏ ‏يوحنا‏ ‏غبريال والمرحو
طوبى للراقدين

المرحوم‏ ‏فرنساوي‏ ‏القمص‏ ‏يوحنا‏ ‏غبريال والمرحو

يونيو 2, 2014
البابا‏ ‏يوحنا‏ ‏بولس‏ ‏الثاني
أخبار كنيسة

البابا‏ ‏يوحنا‏ ‏بولس‏ ‏الثاني

أبريل 27, 2014
والدة‏ ‏الراهب القس‏ ‏يوحنا‏ ‏البراموسي
طوبى للراقدين

والدة‏ ‏الراهب القس‏ ‏يوحنا‏ ‏البراموسي

أبريل 26, 2014
القديس‏ ‏يوحنا‏ ‏المعمدان‏(2-2)‏
تأملات روحية

القديس‏ ‏يوحنا‏ ‏المعمدان‏(2-2)‏

يناير 25, 2014
تذكار‏ ‏البشارة‏ ‏بولادة‏ ‏يوحنا‏ ‏المعمدان
صورة قبطية

تذكار‏ ‏البشارة‏ ‏بولادة‏ ‏يوحنا‏ ‏المعمدان

أكتوبر 5, 2013

افتتاحية العدد

من‏ ‏أجل‏ ‏فلسطين‏ ‏حرة‏ .. ‏المشاعر‏ ‏الغاضبة‏ ‏تجتاح‏ ‏أمريكا‏ ‏وأوروبا

المزيد

الأكثر مشاهدة

في مجموعة الأهلي.. ميدياما الغاني يفوز على شباب بلوزداد ويمنح الأهلي فرصة تصدر المجموعة الرابعة
رياضة

في مجموعة الأهلي.. ميدياما الغاني يفوز على شباب بلوزداد ويمنح الأهلي فرصة تصدر المجموعة الرابعة

ديسمبر 1, 2023
الأنبا بولس يفتتح المبني الجديد لكنيسة القديس يوسف في أوتاوا ويدشن 3 مذابح
أخبار كنيسة

الأنبا بولس يفتتح المبني الجديد لكنيسة القديس يوسف في أوتاوا ويدشن 3 مذابح

ديسمبر 3, 2023
أشهر 10 صور فوتوغرافية حصلت على جوائز عالمية
كافيه المنوعات

أشهر 10 صور فوتوغرافية حصلت على جوائز عالمية

مايو 30, 2015
عمر جابر: الزمالك يسير بخطى ثابتة في الفترة الأخيرة والفريق سيخوض مباراة الغد بتركيز شديد
رياضة

عمر جابر: الزمالك يسير بخطى ثابتة في الفترة الأخيرة والفريق سيخوض مباراة الغد بتركيز شديد

ديسمبر 2, 2023

صباح الأحد في 60 سنة

31 – 12 – 1972: ألوف من المهاجرين المصريبن يفيدون على القاهرة لقضاء أجازات عيد الميلاد
صباح الأحد في 60 سنة

31 – 12 – 1972: ألوف من المهاجرين المصريبن يفيدون على القاهرة لقضاء أجازات عيد الميلاد

ديسمبر 31, 2018
0

صفحات من جريدة وطني ليوم 31 ديسمبر عن اعوام 1962 و 1972 و1978 : 1962 1972 1978

اقرأ المزيد

ألبوم الصور

: معرض قدسية للفنانة ياسمين الحاذق
البومات

: معرض قدسية للفنانة ياسمين الحاذق

نوفمبر 28, 2023
0

اقرأ المزيد

فيديوهات

لحن تي شوري
فنون

لحن تي شوري

ديسمبر 3, 2023
0

اقرأ المزيد

كاريكاتير

شتاء بارد جداً

شتاء بارد جداً

يناير 29, 2022

باب المحطة

مواربة‏ ‏الأبواب‏..‏زحام‏ ‏علي‏ ‏الطريق‏ ‏لجهنم “‏1‏”

ماريان‏ ‏رحلة‏ ‏علاج ربع ‏قرن‏…‏والبداية

أغسطس 27, 2022

العدد الأسبوعي

Follow

Subscribe to notifications
جريدة وطني هي جريدة مصرية أسبوعية، تصدر كل يوم الأحد ولها شهرة واسعة بين أقباط مصر وأقباط المهجر. أسسها أنطون سيدهم في عام 1958. وكان الهدف من تأسيسه للجريدة هو أن ينال الشعب المصري كله حق المساواة والعدالة الأجتماعية. تهتم الجريدة بالقضايا العالمية والأقليمية والمحلية عامة، ولكنها تهتم بصورة خاصة بالقضايا القبطية والتراثية، وتنمية المجتمع المصري.
-----------------------------------------------------------

27 Abdel Khalek Tharwat st, Downtown, Abdeen,Cairo

00202-23927201

00202-23935946

 [email protected]

      

  • عاجل
  • أخبار وتقارير
  • اقتصاد
  • الكنيسة
  • قضايا قبطية
  • تحقيقات وملفات
  • فنون وثقافة
  • أخبار المحافظات
  • رأى حر
  • رياضة

أحدث المقالات

بعنوان “مزارعو مصر يواصلون زراعة الذهب الأصفر ” .. “الزراعة” تصدر عدد من مجلتها الشهرية

بعنوان “مزارعو مصر يواصلون زراعة الذهب الأصفر ” .. “الزراعة” تصدر عدد من مجلتها الشهرية

ديسمبر 4, 2023
0

القومى للمرأة ينظم ورشة عمل حول استخدام الذكاء الاصطناعي فى مواجهة العنف ضد المرأة

القومى للمرأة ينظم ورشة عمل حول استخدام الذكاء الاصطناعي فى مواجهة العنف ضد المرأة

ديسمبر 4, 2023
0

التشكيل المتوقع لفريقي فاركو وسموحة

التشكيل المتوقع لفريقي فاركو وسموحة

ديسمبر 4, 2023
0

  • أخبار وتقارير
  • محافظات
  • رأى حر
  • تحقيقات وملفات
  • فنون وثقافة
  • خدمات وطني
  • رأيك يهمنا

Powered BY 3A Digital.

لا توجد نتائج
شاهد كل النتائج
  • عاجل
  • أخبار وتقارير
    • البرلمان
    • المرأة والطفل
    • بيئة
    • تعليم
    • حقوق انسان
    • سبوت اليوم
    • سياحة وآثار
    • سياسة
    • صحة
    • علوم وتكنولوجيا وإتصالات
    • قضايا ومحاكم
    • مصر
    • وزارات ونقابات
  • اقتصاد
  • الكنيسة
    • أخبار كنيسة
    • تأملات روحية
    • صورة قبطية
    • ملفات كنسية
  • قضايا قبطية
    • الأحوال الشخصية للأقباط
    • الهموم القبطية
    • هموم القبطي المعاصر
  • تحقيقات وملفات
    • تحقيقات
    • حوارات
    • شخصيات لا تنسى
    • ملفات خاصة
      • إفتتاح قناة السويس الجديدة
      • برلمان ما بعد الثورة
      • ثورة 25 يناير 2011
      • رئيس مصر إرادة شعب
      • رمضانيات
      • مئوية إبادة الأرمن
    • ندوات ومؤتمرات
  • فنون وثقافة
    • ثقافة و أدب
    • إذاعة وتليفزيون وفضائيات
    • سينما ومسرح
    • فنون
    • كتب وطنى
  • محافظات
    • أسوان
    • أسيوط
    • الأقصر
    • الإسكندرية
    • الإسماعلية
    • البحر الأحمر
    • البحيرة
    • الجيزة
    • الدقهلية
    • السويس
    • الشرقية
    • الغربية
    • الفيوم
    • القاهرة
    • القليوبية
    • المنوفية
    • المنيا
    • الوادى الجديد
    • بنى سويف
    • بورسعيد
    • جنوب سيناء
    • دمياط
    • سوهاج
    • شمال سيناء
    • قنا
    • كفر الشيخ
    • مطروح
  • فيديوهات
  • رأى حر
  • رياضة
  • المزيد
    • الحقيبة الديبلوماسية
    • دولي
    • صباح الأحد في 60 سنة
    • المنوعات
    • خدمات وطني
      • إفتح قلبك
      • باب المحطة
      • إحنا معاك
      • طوبى للراقدين
      • وظائف

Powered BY 3A Digital.