وتبقي الحياة فوق أرجوحة الخير والشر مهتزة بلا استقرار…إنها قصة كل يوم في صراع الخير مع الشر في مختلف مناحي الحياة.واليوم يمس الصراع فتاة تدفع ثمن عفتها في أقسام البوليس وساحات القضاء…إنها قصة كل فتاة جميلة تتم مساومتها علي عفتها مقابل استمرارها في عملها ..حدثتني بلهفة قائلة:أنا فتاة في الثانية والثلاثين من عمري..أقيم في بلقاس-محافظة الدقهلية-وأعمل إخصائية تغذية منذ خمس سنوات كنت سعيدة في عملي..ولكن منذ ثلاث سنوات حاول رئيسي التحرش بي كثيرا وكنت أنتهره إلي أن أصبح الأمر خارجا عن كل الحدود وشعرت أنني محاطة بمجموعة من الأشرار الفاسدين..أنا وحدي وسطهم ولم أعرف ماذا أفعل..لجأت إلي كان الكنيسة التي أتبعها ثم لجأت مسئول كبير ثم ذهبت وحررت محضرا إداريا ضد رئيسي في العمل حيث سجلت وقائع التحرش بالمحضر.
منذ ذلك اليوم وأنا أعاني في عملي أشد المعاناة..تملك الخوف مني,وأكلت الدموع عيني وشعرت بافتقاد العدالة في كل مكان..لماذا يا سيدتي ينتصر الشر علي الخير؟لماذا تنهزم العفة أمام تحالفات السقوط؟وأغلق باب التحقيق في الأمر وطويت الأوراق الفساد والمفسدين..تاركة إياهم ينهشونني ويهددون عملي واستقراري.
رد المحررة:
لن تصبح الدنيا فجأة وردية نقية الثنايا..ولن يختف الشر بمجرد كشفه..أو يتلاشي الفساد حينما نفضحه..وعلي من يتصدي لذلك الكشف وهذا الفضح أن يتحمل تبعاته وأنت مصممة علي التصدي وكذلك علي استعادة حقك والحفاظ علي عملك..ومسلكك السبل القانونية التي نعلم جميعا كم تطول دروبها وربما تنتهي عكس ما تتمنين..وبهذا المنطق يجب أن تفكري في الأمر كله..فمن يختار السير فوق الأشواك عليه تحمل الوخز.
أردت بما سبق تبصيرك بالنتائج الطبيعية للسعي وراء الحق لكن علينا أيضا أن نتذكر المقولة الشهيرةلايضيع حق وراءه مطالبفتمسكي بالطريق الذي بدأت السير فيه بالوسائل القانونية ربما يرتدع الفارون من الخير ويتركونك وشأنك.
——————
حنين الغلابة
إنه الحنين الذي لا يفرق بين غني وفقير بين رجل وامرأة,أو بين ذوي العلم ومن هم به جاهلون, إنه الحنين للبنين…الحنين للأسرة…للدفء الذي لا يعوضه المال بينما يحجبه عدم وجود المال…
الغلابة ما يتحوزوش ولا إيه؟ ,بهذه العبارة بدأ ح.م.ح حديثه إلي قائلا:أنا شغال سحلجي في فرن بلدي والسحلجي ده هو إللي بيقوم بتهوية العيش بعد خبزه.باشتغل 3أيام في الأسبوع, يوميتي 20جنيها وعايش في الفرن وبانام فيه لأني ماعنديش سكن,أمي عايشة في شقة صغيرة ومعاها أختي المطلقة وأولادها الثلاثة وأخت تانية مش متجوزة والشقة صغيرة علشان كده مش قادر أعيش وسطهم.
سألته: وهل تريد الزواج في ظل ظروفك؟ فأجابني راويا لي احتياجه:وصل سني الرابعة والأربعين ومازال دخلي300جنيه فقط شهريا,أساعد أسرتي الكبيرة لكن لم أستطع التخلي عن احتياجي الطبيعي لتكوين أسرة…كلي حنين أن أصير مثل من حولي ممن لهم أسر وأطفال؟
أليس من حقي أن أكون أبا,أليس من حقي إنجاب أطفال يقرون عيني ويحملون عني عناء الشيخوخة حينما تحل بعمري, من فرط حنيني أقدمت علي الارتباط, بذلت كل جهدي واقترضت من المعارف مبلغا مكنني من استئجار شقة إيجارها الشهري250جنيها,وارتضت فتاة طبية القلبغلبانة زييبأحوالي, لكنني لا أملك جنيها واحدا لشراء الأثاث اللازم لشقة مكونة من غرفة واحدة وصالة, حدد لي والد العروس شهر مارس موعدا للزواج وحتي الآن لم أتمكن من شراء أي شئ, خاصة وأنني أجريت ثلاث عمليات جراجية-فتاق في الخصيتين-وسوف أعيد إجراء واحدة منهما خلال الشهر المقبل.