يجري السبت المقبل الاستفتاء علي تعديل المواد المطلوب تعديلها في الدستور وهي المواد 75, و76, و77, و88, و93, و139, و148 من الدستور, بالإضافة إلي إلغاء المادة 179, وكذلك إضافة فقرة أخيرة للمادة 189, ومادتين جديدتين برقمي 189 مكرر, و189 مكرر ##1## إلي الدستور, وسط دعوات بتأجيل هذه التعديلات أو إلغائها باعتبارها لاتعبر عن مطالب ثورة 25 يناير.
والاستفتاء سيكون ببطاقة الرقم القومي بعد أن أصدر المجلس الأعلي للقوات المسلحة مرسوما بذلك يفيد بأن كل من بلغ 18 سنة في أول مارس 2011 ويحمل بطاقة رقم قومي له حق المشاركة في الاستفتاء والإدلاء بصوته.
وقال صبحي صالح عضو لجنة تعديل الدستور: إن هذه التعديلات بعد الموافقة عليها سيتم إصدار مراسيم بقوانين لمباشرة الحقوق السياسية ومجلسي الشعب والشوري, كذلك سيتم إعداد جداول جديدة للانتخاب تكون معدة حسب بيانات بطاقة الرقم القومي وقبل موعد إجراء الانتخابات بشهر علي الأقل بدلا من جداول الانتخابات المعدة طبقا لبطاقة الانتخاب, وأن ما تم الاتفاق عليه أيضا مع المجلس العسكري هو حرية تشكيل الأحزاب بالإخطار وليس بالترخيص, وإلغاء لجنة شئون الأحزاب, وأن يكون اعتراض الحكومة علي الحزب بدعوي أمام القضاء, وأن يعمل الحزب ويمارس نشاطه حتي صدور الحكم.
وأوضح الدكتور عاطف البنا عضو اللجنة أن هذه التعديلات تهدف في النهاية لخلق الضمانات الممكنة لإجراء انتخابات حرة ونزيهة , وأن الشعب سيكون له حرية الاختيار في انتخاب أي من المرشحين مهما بلغ سنه , فكل ذلك سيعود لرغبة الشعب نفسه, موضحا أن اللجنة انتهت من عملها فعليا ولم تعد تجتمع الآن, كما لم تصلها أية ملاحظات بخصوص التعديلات التي أقرتها, وأوضح أن قيام المجلس الأعلي للقوات المسلحة بتشكيل لجنة لصياغة مراسيم القوانين أمر طبيعي في ظل غياب مجلس الشعب المنوط به إقرار مشروعات القوانين وسن التشريعات.
كما كشف المجلس العسكري أن هناك لجنة تدرس الآن تعديل نظام الانتخاب الفردي القائم إلي نظام يجمع بين القائمة النسبية والنظام الفردي, وطالب الأحزاب بتقديم مقترحات بتعديلات لقوانين أو مواد دستورية مكتوبة كي يجري دراستها.
من جانبه دعا المجلس القومي لحقوق الإنسان إلي النظر في إمكان تأجيل موعد الاستفتاء حتي تتاح الفرصة للإعداد الجيد له, وإنشاء الأحزاب وإجراءات ضمان المشاركة مع الإسراع في عودة الشرطة إلي ممارسة مسئوليتها في حفظ الأمن,وإضافة تعديل يتعلق بالمادة 74 التي تحدد اختصاصات رئيس الجمهورية وذلك بهدف الحد من هذه الاختصاصات وتوضيحها حتي تكون واضحة أمام المرشحين للرئاسة , والمطالبة بسرعة تعديل القوانين المكملة للدستور مثل قانون مباشرة الحقوق السياسية والنص فيه علي تخفيض سن الترشيح لمجلس الشعب من 30 سنة إلي 25 سنة وذلك لتمكين الشباب من التعبير عن رأيه والمساهمة في اتخاذ القرار داخل المؤسسات الدستورية وليس خارجها , وإتاحة الفرصة للمصريين في الخارج للمشاركة في التصويت .
وأعرب عمرو موسي الأمين العام لجامعة الدول العربية رفضه لعدد من التعديلات الدستورية المقترحة وأنه سيصوت ضد حزمة التعديلات, واعتبر أن الدستور الحالي نفسه تم تجاوزه وليس من الصالح استمرار الاستناد إليه أو تعديله. مطالبا بصياغة إعلان دستوري يغطي الفترة الانتقالية ويمهد لانتخابات الرئاسة التي يجب أن تسبق الانتخابات التشريعية, مشيرا إلي أن صياغة دستور جديد يمثل الأولوية الأولي في العمل السياسي المصري وهو ما يجب أن ينص عليه الإعلان الدستوري المقترح.
كما طالب حزب الوفد بإلغاء دستور 71 , مؤكدا أنه سقط بسقوط النظام ولا مجال للتعديلات الدستورية أو الاستفتاء عليها, جاء ذلك علي رأس خارطة الطريق التي قدمها الوفد لإدارة المرحلة الانتقالية تمهيدا لجمهورية برلمانية ديموقراطية حديثة,وطالب الوفد المجلس الأعلي للقوات المسلحة بإصدار إعلان دستوري يحدد المحاور الأساسية لوضع دستور جديد للبلاد يتم طرحه للحوار الوطني ثم إجراء الاستفتاء الشعبي عليه, وإجراء انتخابات رئاسية تتلوها انتخابات تشريعية تفرز الحكومة التي تدير البلد ممثلة من الحزب الفائز بالأغلبية في الانتخابات التشريعية أو مجموعة من الأحزاب.
وفي هذا الإطار أعلنت الجمعية العمومية لمحكمة النقض برئاسة المستشار الدكتور سري صيام رئيس المحكمة ورئيس مجلس القضاءالأعلي أن مقتضيات الصالح العام تستوجب ضرورة إعادة النظر في مشروع تعديل المادة 93 من الدستور, فيما تضمنه من إسناد الفصل في صحة عضوية مجلس الشعب إلي المحكمة الدستورية العليا, وطالبت الجمعية بإعادة إسناد اختصاص الفصل في الطعون علي عضوية مجلس الشعب إلي محكمة النقض, مشيرة إلي أن الدستور القائم اختصها منذ عام 1971 وعلي مدي 40 عاما بالتحقيق في الطعون المقدمة في صحة تلك العضوية, إلي جانب أنها اختصت بالفصل فيها في مراحل سابقة علي هذا الدستور.
وأكدت الجمعية الوطنية للتغيير رفضها للتعديلات الدستورية وتمسكها بإعلان دستوري مؤقت وتشكيل مجلس رئاسي وحكومة انتقالية تمهيدا لوضع دستور جديد, وانتقدت الوطنية للتغيير التعديلات الدستورية, لأنها أضحت متخلفة كثيرا عن الظروف الجديدة التي خلقتها الثورة, واعتبرت الجمعية أن هذه التعديلات تهدد شرعية الوضع القائم وتسحب حق الشعب في انتخاب جمعية تأسيسية تعبر عن جميع طوائفه واتجاهاته, وأن التعديلات بذلك تكون قصرت هذا الحق علي الأعضاء المنتخبين في مجلسي الشعب والشوري, ونوهت الجمعية إلي أن الثورة اسقطت الدستور فعليا, عندما انتقلت السلطة إلي المجلس الأعلي للقوات المسلحة يوم 11 فبراير استنادا إلي الشرعية الثورية .