وافق عدد كبير من الأحزاب علي ضرورة السماح بالرقابة الدولية في أول انتخابات تجري بعد 25 يناير , وذلك كعنوان علي الشفافية والنزاهة.
وطالبوا بالسماح للمنظمات الدولية المشهود لها بالحياد مثل الاتحاد الأوربي والأمم المتحدة واتحاد الدول الفرانكوفونية وغيرها لمراقبة العملية الانتخابية دون التدخل في سير العملية الانتخابية يقول حسين عبد الرازق عضو المكتب السياسي لحزب التجمع: نؤيد الرقابة الدولية علي الانتخابات بقوة لأن تاريخ الانتخابات التشريعية في مصر يشهد علي عدم نزاهة العملية الانتخابية. فقد تم تزوير كافة الانتخابات في العهد الملكي وفي ظل التعددية الحزبية الأولي بعد دستور 1923 باستثناء انتخابات 1924 وانتخابات 1950, وبعد ذلك توالي تزوير كافة الانتخابات بلا استثناد في ظل التعددية الحزبية المقيدة في العهد الجمهوري بداية م .1976
يستكمل عبد الرازق قائلا: بعد سقوط النظام السابق وسيادة مناخ الحرية يتوقع, ويراهن الجميع علي عدم تدخل السلطة القائمة في الانتخابات القادمة وبالتالي من المفترض عدم التزوير والنزاهة لذلك تضع الرقابة الدولية ضرورة قصوي لتكون شاهدا علي ذلك.
والقول بأن الرقابة الدولية تمس السيادة الوطنية ليس له أساس من الصحة لأن الرقابة الدولية لا تتدخل إطلاقا في إجراء العملية الانتخابية وإنما تراقب وتسجل ثم تعلن تقريرها لصالح نزاهة الانتخابات والتزامها بالمعايير الدولية للانتخابات الحرة من عدمه, ولكن يبدو أن السلطة القائمة ترفض الرقابة الدولية ويبدو أنها استمرار للنظام القديم بشكل أو بآخر ومن ثم سنفتقد للشهادة الدولية علي نزاهة الانتخابات أو عدمها.
قال شهير جورج إسحق عضو مؤسس بحزب مصر الحرية: هناك فرق كبير بين الرقابة الدولية التي تقوم بها أغلب الدول المتقدمة التي تريد الإعلان عن نزاهة العملية الانتخابية وبين الإشراف الدولي الذي يعني التدخل في إدارة العملية الانتخابية برمتها, ونحن مع قبول الرقابة الدولية التي تعني الإطلاع فقط علي الانتخابات وتسجيل ملاحظات بشأنها فهي مسألة تعطي المصداقية والثقة في الانتخابات محليا ودوليا, فيثق العالم كله في أننا نسير في طريق التحول الديموقراطي الحقيقي, وتشجيع الاستثمارات الأجنبية.
وأضاف إسحق : هناك تفكير متحفظ من جانب المجلس العسكري. ويري أن أي تواجد لجهات أجنبية به إخلال للسيادة رغم أنه لم يعد هناك أسرار في موضوع الانتخابات فهناك مجتمع مدني لابد أن يتابع الانتخابات ويكتب ملاحظات ولا أعلم ما ذا قصد رئيس اللجنة العليا للانتخابات عندما قال نقبل المتابعة وليس الرقابة الدولية في حين أن كليهما يعطي نفس المعني وأيا كان الأمر , فالغالب سيكون هناك هيئات دولية لم يصرح بها الآن هي التي تراقب الانتخابات تحت مسمي المتابعة الدولية.
وقال عبد الغفار شكر عضو مؤسس بحزب التحالف الشعبي الاشتراكي نظم الحكم التي تجري انتخابات حرة لا تخشي من مراقبة المجتمع المدني الداخلي والعالمي وهي تريد أن يكون الرآي العام العالمي طرف في تأكيد نزاهة الانتخابات , وإذا تم رفض الرقابة الدولية من جانب إحدي الدول التي تجري الانتخابات بها فهذا يدل علي وجود شيء يتم إخفاؤه ومؤشرا علي عدم نزاهة الانتخابات أضاف عبد الغفار شكر: لم تأخذ هذه المسألة جانب كبير من المناقشة داخل الأحزاب التي لا تستطيع فرض الرقابة الدولية في مصر , فلابد أن نقبل الحكومة طوعا وترحب بهذه المراقبة من جانب المنظمات المدنية المخصصة لمتابعة الانتخابات.
وأكد بهي الدين حسن مدير مركز القاهرة لحقوق الإنسان وجود خلط متعمد بين الرقابة الدولية والتدخل الأجنبي وقال: الخلط الذي كانت تتعمده السلطة التنفيذية في الانتخابات السابقة وإعطاء مبرر لرفض الرقابة الدولية بأن هذه القضية من السيادة الوطنية والتدخل في الشئون الداخلية لمصر , وهو مبرر ليس له أساس من الصحة لأن مسألة الرقابة الدولية تطبق في الدول الديموقراطية مثل أمريكا وإنجلترا وفرنسا ويتم ذلك من خلال مندوبين من دول أخري يقومون بملاحظة الانتخابات وتدوين ما يحدث خلالها وليس التدخل في سير الانتخابات فلماذا تراقب مصر الانتخابات في الخارج وهل هذا يعني تدخلها في شئون تلك الدول؟
رفض الرقابة الدولية يثير شكوكا حول نزاهة الانتخابات المقبلة ويثير أيضا المخاوف من إضعاف دور المنظمات الكدنية المحلية في مراقبة الانتخابات.