اتجاهات جديدة في القصة المعاصرة عنوان مؤتمر اليوم الواحد الذي عقد في اتحاد الكتاب يوم 12 يناير الحالي وافتتحه الكاتب محمد سلماوي رئيس الاتحاد. وقد أعدته شعبة القصة والرواية بالاتحاد برئاسة الأديبة والصحفية هالة فهمي.
وقد ذكر رئيس الاتحاد في كلمته أن فن القصة القصيرة هذا لحداثة سنه بالإبداع الإنساني مازال يعيش مرحلة الشباب. وربما المراهقة. فهو شديد التقلب والتغيير, كأنه دوامة في بحر هادر زاخر بالأمواج, لا يكاد يهدأ لحظة حتي يختلج لحظات. ولذا قد أصبحت القاعدة في فن القص هي التطور الدائم والتغير المستمر.
وأضافت الأديبة هالة فهمي قائلة: لأن النجاح أقوي محرض علي نجاح أكبر. كان هذا المؤتمر اتجاهات جديدة في القصة القصيرة وهو يجمع بين العمق العلمي بالأبحاث الجادة التي صاغتها وطرحتها أقلام نقاد وباحثين تشرف وجودهم علي الساحة الإبداعية, وبين تواصل بشري من أعضاء الاتحاد أو من مثقفين من خارج الوسط الأدبي, أيضا فإن الشعبة بصدد إصدار كتاب يحوي ببليوجرافيا لكتاب القصة والرواية من أعضاء الاتحاد, كما يمكن مسرحة القصة أي تحويلها لمسرحية.
وعلي مدي ثلاث جلسات نوقشت موضوعات مهمة, ففي الجلسة الأولي قدم الدكتور شريف الجيار دراسة بعنوان.. إبداع الشباب بين التكثيف والاستطراد, أوضح فيها أن المتابع للمشهد السردي اليوم يلحظ أن هناك إبداعا غزير الإنتاج علي صعيد المنجز الإبداعي الروائي والقصصي قد أسهمت فيه أصوات شابة من المبدعين منهم أمينة زيدان, بهاء عبدالمجيد, رضا محروس, زكريا صبح, سامي الجباس, سهير عوض, صفاء النجار, عادل العجيمي, عزة رشاد, مني الغازي, هدي توفيق محمد بركة وغيرهم…, وهي أصوات تبشر بالخير رغم اختلاف مستوياتهم الإبداعية. إذ يحاول كل منهم أن يشق طريقه مستعينين بخبرات كبار الكتاب في مصر أمثال: يوسف الشاروني, محمد جبريل وبهاء طاهر.
وقدم د. السعيد الورقي بحثا بعنوان تداخل الفنون في القصة المعاصرة. ورأس الجلسة الكاتب الكبير محفوظ عبدالرحمن.
القصة القصيرة والقصيدة القصة
وفي الجلسة الثانية والتي رأسها الكاتب والناقد عبدالعال الحمامصي قدم د. حسن فتح الباب دراسة بعنوان القصة القصيرة والقصيدة القصة أوضح فيها.. أن قصيدة الومضة تعد أقرب إلي القصة القصيرة إذ تشبهها في إيجاز وتكثيف العبارة مع عمق الدلالة بالكشف عن جانب خفي من جوانب النفس البشرية, من خلال لقطة دقيقة موجبة تبرز الحدث وتصوره حتي يصبح ظاهرا للعيان, محدثا ما يريده المبدع من أثر في المتلقي يبدأ بتجاوبه معه وانفعاله برؤيته. كما تشبه القصيدة الومضة الأقصوصة في تمحورها حول حدث أو مشهد ما يسطح رغم صغره وكذلك في مفاجأة الختام التي تدهش القارئ.
كما قدمت د. عزة هيكل بحثا في نفس الجلسة بعنوان.. الاتجاه النسوي البيئي في القصة القصيرة, أوضحت فيه أنه مع نهايات التسعينيات ظهرت مدرسة نقدية حديثة تسمي النقد البيئي وتبعتها تلك الحركة النقدية التي تمزج البيئي والنسوي في بوتقة نقدية جديدة تحاول – ليس مجرد الربط بين المرأة والبيئة – ولكن بين ما تبدعه المرأة والبيئة من حولها.
ثم عقدت الجلسة الثالثة والتي رأسها الكاتب والناقد صبري قنديل وقدم فيها الأدباء: نبيل عبدالحميد, محمد قطب, نادية كيلاني, أريج إبراهيم, وغيرهم شهاداتهم. ومسيرة التجربة الإبداعية لكل منهم والمؤثرات والتوجهات التي أثرت إبداعه.
أما في الجلسة الختامية تم تكريم الأدباء – يوسف الشاروني, أمين ريان, سعيد بكر, هدي جاد. حيث حصل كل منهم علي درع الاتحاد تقديرا لما قدمه من إبداع أثري الحياة الثقافية.
إنجازات
كما أوضح رئيس الاتحاد أن الاتحاد خلال الفترة الأخيرة حقق إنجازات كثيرة منها المجلة الأدبية, والمبني الجديد بالقلعة والذي سيتم افتتاحه قريبا بالإضافة للمؤتمرات الدولية وضيوف من الكتاب العالميين.
وأضاف: حصلنا علي تبرعات من المجتمع المدني تقدر بمليون جنيه وتم رفع المعاش بنسبة 15% وهي نسبة غير مسبوقة في تاريخ الاتحاد, في نفس الوقت وحصلنا علي موافقة وقرار من رئيس الوزراء بمبلغ مليوني جنيه دعما لصندوق الإعانات والمعاشات بالاتحاد لكن لم ينفذ حتي الآن. وسنبذل قصاري جهدنا للتنفيذ. في نفس الوقت وصلتنا هدية في يوم الكاتب من سمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة وهو كاتب وأديب أيضا حيث وافق علي منحة للاتحاد تقدر بعشرين مليون جنيه لعلاج الأدباء من أعضاء الاتحاد الذين يحتاجون علاجا بالخارج ولتحقيق الاكتفاء الذاتي لأعضاء الاتحاد.