منذ عامين تقريبا تناولت وطني في تحقيق صحفي قضية إهدار المال العام ومطالبة المجلس المحلي لمحافظة الإسكندرية بإلغاء تخصيص 160 فدانا لإحدي الشركات العاملة في مجال البتروكيماويات لإخلال الشركة ببنود التعاقد التي خصصت الأرض من أجله وهي إقامة مشروع صناعي كبير للبتروكيماويات ومن ثم قيامها بعملية تسقيع الأرض وبيعها للمستثمرين.
وتعود القضية لعام 1998 عندما تم تخصيص 100 فدان بعد تمهيدها وتسويتها بتكاليف 9 ملايين جنيه من ميزانية المحافظة لإقامة وحدات سكنية للشباب عليها والشروع في تنفيذ 10 آلاف وحدة كمرحلة أولي. ولكن نظرا لارتفاع أسعار الأراضي بالمنطقة والموقع المتميز لها حيث أصبحت علي شبكة طرق دولية ووجود خدمات ومرافق متكاملة فقد تقدمت إحدي الشركات الاستثمارية في عام 1999 بطلبات لمحافظة الإسكندرية لتخصيص هذه الأرض لإقامة مشروع صناعي كبير للبتروكيماويات لكن المحافظة رفضت لكون الأرض تم تخصيصها لإقامة وحدات سكنية للشباب, وعادت الشركة في عام 2001 مرة أخري لتطلب من المحافظة عن طريق بعض المسئولين التنفيذيين بالمحافظة بعد علمها بوجود مساحات شاسعة بمدينة برج العرب الجديدة يمكن إقامة مشروعاتها عليها وبطرق غامضة تمكنت الشركة من تخصيص 160 فدانا بوصلة الذراع البحرية بالكيلو 21 منها مائة فدان كانت مخصصة لإسكان الشباب.
وتم تشكيل لجنة عليا لتقدير أثمان أراضي الدولة حيث قدر سعر المتر للشركة بقيمة 208 جنيهات و60 قرشا لإنشاء مصنع لإنتاج البوليستر وقرار رئيس الوزراء ينص علي أن هذه المشروعات تقام خارج كردونات المدن بمساحة 60 كيلومترا وبالمحسوبيات تم الاستيلاء علي الأرض بسعر المتر 20 جنيها بفارق 1.2 مليار جنيه تسدد علي أقساط لعدة سنوات رغم اعتراض أعضاء لجنة تثمين الأراضي.
وتعهدت الشركة في تعاقدها أن يكون بداية الإنتاج للمصنع المزعوم إقامته في أوائل عام 2004. وبعد بناء الأسوار علي الأرض بدأت الشركة في تقسيمها لقطع أراض وبيعها بسعر المتر ما بين 600, 800 جنيه.
وأخيرا جاء قرار اللواء عادل لبيب لإلغاء تخصيص الـ160 فدانا للشركة لإخلالها ببنود التعاقد وقيامها ببيع جزء منها لبعض المستثمرين ومن ثم إعادة تخصيص الأرض لمشروع إسكان مبارك للشباب للتصدي لمافيا الأراضي والاستيلاء علي أملاك الدولة بأسعار زهيدة وعدم إقامة المشروعات المخصصة من أجلها.
ويقول محمد السيسي رئيس لجنة الشئون القانونية بالمجلس الشعبي المحلي لمحافظة الإسكندرية إنه تم تشكيل لجنة مختصة بناء علي تعليمات اللواء عادل لبيب محافظ الإسكندرية واتضح من خلالها أن مساحة 160 فدانا التي خصصت للشركة مخالفة للقانون والقرارات الوزارية حيث إن اللجنة الاستثنائية التي وافقت علي سعر المتر بنحو 20 جنيها ليس من اختصاصها إصدار أي قرارات وإنما تختص فقط بإصدار توصيات واستندت في التخصيص تطبيق ما ورد بكتاب نائب رئيس الوزراء ووزير الزراعة الوارد للمحافظة بتاريخ 1996/6/29 والذي ينص علي أنه لا يجوز تخصيص أكثر من ألفي متر وما يزيد علي ذلك يعرض علي المجلس الشعبي المحلي بالمحافظة وبعد ذلك مجلس الوزراء لكونه الجهة المنوطة بقرار التخصيص من عدمه وتحديد السعر عن طريق اللجنة التي يوافق علي تشكيلها.