في إجراء عاجل لحماية الآثار تم نقل الآثار الموجودة بالمخزن المتحفي بالقنطرة شرق بالإسماعيلية إلي مخازن المتحف المصري بالقاهرة تحت حراسة مكثفة من الشرطة والجيش. وأكد الدكتور محمد عبد المقصود المشرف علي آثار الوجه البحري تقريرا بنجاح نقل القطع الأثرية للقاهرة فقد تم نقل مائة وعشرة صناديق من الآثار الخاصة بسيناء فضلا عن خمسة وستين صندوقا خاصة بالمتاحف الإقليمية في طابا وشرم الشيخ وبورسعيد فضلا عن تسعة أحراز وقد تم تحزينها.
وأوضح أن عمليات التعدي علي الآثار والأراضي الأثرية لاتزال مستمرة حيث قامت عصابة من 35فردا مسلحين برشاشات باقتحام مخزن تل الفراعين بكفر الشيخ وقاموا بفتح خمسة صناديق للآثار وحطموا ثلاثة أبواب للمخزن, وقام أفراد العصابة بتقييد الحراس والاستيلاء علي أسلحتهم ولكن استطاع المواطنون القبض علي أربعة من أفراد العصابة وتمت أحالتهم للنيابة كما تم تشكيل لجنة أثرية لجرد المخزن ومعرفة ما الذي سرق منه.
وفي منطقة صان الحجر بالشرقية استولي الأهالي في موقع النزولين علي قطعة أرض أثرية وقاموا بتشييد منازل عليها.
شهدت مواقع أخري بمحافظة البحيرة عمليات تعدي علي أراضي الآثار خاصة في مدينة المحمودية وفي منطقة برج العرب بالإسكندرية حيث تمت إقامة أسوار واستكمال البناء في الأراضي الخاضعة للآثار.
وتشير التقارير اليومية عن اقتحام مجموعة من البلطجية برج كليبر بالجمالية المجاور لسور القاهرة الشرقي وحولوه إلي وكر لتجارة المخدرات ولايزالوا موجودين به.
أصدرت وزارة الدولة لشئون الآثار تقارير تشير إلي أن خلال الأسبوع الأول من ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011, وصلتنا تقارير قليلة عن عمليات سرقة للآثار بمخزنالقنطرة شرق المتحفي بسيناء وكذلك بالمتحف المصري بالقاهرة, إلا أن الأمر اختلف بشكل ملحوظ مع تنحي الرئيس السابق حسني مبارك, فازدادت عمليات التعدي علي مواقع الآثار المصرية ومخازنها, فالأمر الآن مأساوي, حيث لم تتوقف محاولات لصوص الآثار من استغلال الموقف الأمني المتردي في كافة المواقع الأثرية ومخازنها.
المتحف المصري
في صباح يوم 29يناير دخلت حجرة المراقبة بالمتحف المصري ورأيت من خلال كاميرات المراقبة قطع أثرية ملقاة علي الأرض في حجرات وردهات المتحف ولكن كانت كافة القطع الأثرية الهامة تبدو من الوهلة الأولي سليمة. ولم يبد اختفاء قطع أثرية من المتحف,لذا أعلنا أن المتحف المصري آمن.
ومع المراجعة المبدئية لمحتويات الفتارين المحطمة ومقارنتها بسجلات المتحف وكذلك قاعدة بيانات المتحف, تبين اختفاء ثمانية قطع أثرية من المتحف. وتم استعادة أربع قطع منها, حيث تم العثور علي جعران القلب للمدعويويا, وجزء من تمثال المعبودةمنكريت تحمل تمثال صغير للملكتوت عنخ آمون في حديقة المتحف بالقرب من بازار المتحف, كما عثر علي تمثال شاوبتي للمدعويويا أسفل إحدي الفتارين داخل المتحف أما تمثال الملك أخناتون يحمل مائدة قرابين, فقد عثر عليه شاب صغير السن كان من بين المتظاهرين ليلة28 يناير, ووجده بالقرب من السور الجنوبي للمتحف بميدان التحرير فما كان من أسرته, إلا أن أبلغت وزارة الدولة لشئون الآثار بالواقعة وتم ترتيب لقاء لإعادة التمثال للمتحف المصري. ونحن الآن في انتظار التقريرالنهائي عن المفقود من المتحف والذي يقوم بإعداده قسم التسجيل وإدارة المجموعات الأثرية بالمتحف تحت الإشراف الكامل لمدير عام المتحف, ومن المتوقع الانهاء من هذا التقرير يوم الأحد القادم.
المخازن المتحفية:
عانت العديد من المخازن المتحفية هجمات عديدة علي يد لصوص الآثار ومن هذه المخازن:
*مخزن القنطرة شرق سيناء, الذي اقتحمه اللصوص وسرقوا عدة صناديق مملوءة بالآثار, ولحسن الحظ استعدنا 292 قطعة أثرية.
*تعرضت مجموعة من مقابر منطقة سقارة لعدة هجمات خلال عشرة أيام فقط, كسر فيها اللصوص أقفال هذه المقابر.
*تعرض مخزن بعثة متحف المتروبوليتان بدهشور والمعروف بمخزندي مورجان للهجوم مرتين قام خلالهما لصوص الآثار بتقييد حراس الآثار وشل حركتهم.
*تعرض مخزن البعثة التشيكية للهجوم ودخله لصوص الآثار.
*تعرض مخزن سليم حسن بالجيزة للهجوم وتحطيم أبوابه ودخله اللصوص يوم 1مارس 2011, كان اللصوص مسلحين بالرشاشات, في حين حراس الآثار كانوا عزل.
*تعرضت كذلك مخازن تل بسيطة ووادي فيران بالقرب من شرم الشيخ للهجوم ودخلهما لصوص الآثار.
ويجدر الإشارة هنا أن مفتشي الآثار بالمواقع سالفة الذكر يقومون بجهد كبير في مراجعة كافة محتويات هذه المخازن ومراجعتها من خلال سجلات الآثار وذلك لتحديد المفقود من الآثار. ونحن الآن في انتظار التقارير النهائية من مسئولي هذه المخازن.
مواقع الآثار الفرعونية:
تعرض العديد من مواقع الآثار الفرعونية لعمليات من التخريب والسرقة منها:
*مقبوةكن آمون بتل المسخوطة من الإسماعيلية فقد دمرها اللصوص تماما, وهي المقبرة الوحيدة بالمنطقة من عصر الأسرة الـ19.
*دخل لصوص الآثار مقبرة إيمبي بالجيزة بالقرب من تمثالأبو الهول كما حاول اللصوص تدمير مقابر أخري بالجيزة, إلا أن محاولاتهم فشلت.
*سرقت عدة قطع حجرية منقوشة من الباب الوهمي لمقبرةحتب كا.
*سرقت قطع حجرية منقوشة من مقبرة بتاح شبسس بأبو صير.
*قبض حراس الآثار بمنطقةنخن علي العديد من لصوص الآثار.
*حاول لصوص الآثار سرقة تمثالرمسيس الثاني , إلا أن الأثريين والحراس طردوهم.
*دمر لصوص الآثار أحد المواقع الأثرية بشمال سيناء.
*هجم لصوص الآثار علي منطقة أبيدوس وقاموا بالحفر خلسة ليلا بالمواقع الأثرية, وبلغ عمق بعض هذه الحفر حوالي 5 أمتار.
*قام أهالي القرية المجاورة لهرم الملكمرنرع جنوب سقارة بالتعدي بالبناء علي أراضي الآثار, كما تعدوا أيضا علي أراضي الآثار جنوب مصطبة فرعون.
*وهناك تقاير عن أعمال حفر خلسة في مناطق الإسكندرية , والإسماعيلية والواحات البحرية والشرقية وأبو صير ودهشور.
الآثار الإسلامية:
عانت الآثار الإسلامية كثيرا خلال هذه الأزمة:
*خلال الأزمة حرق قسم شرطة الجمالية, وهو القسم الذي كان قائما علي منع مرور السيارات بشارع المعز لدين الله, ومع انعدام التواجد الشرطي بالمنطقة عادت السيارات لدخول الشارع الذي انفقت الدولة ملايين من الجنيهات لترميم مساجده وجوامعه ومدارسه وبقية المباني الأثرية.
*تحطيم سبيلعلي بك الكبير بطنطا, حيث حطمت شبابيكه الأثرية وأثاثه وبوابته الحديدية. عثر علي أجزاء من نوافذ السبيل مع أحد الباعة الجائلين بالمنطقة.
*تعرضت وكالةكوم الناضورة للتلف والهجوم.
*تعرضت وكالةالجداوي بإسنا للهجوم وحطمت أقفالها.
*تعرضت خان الزكارشة والذي يضم مجموعة من البيوت الإسلامية, للهجوم بواسطة 50 فردا مسلحا ولايزال هؤلاء المجرمون متجمعين أمام الخان.
*كسر مجموعة من المجرمين بوابةوكالة الحرمين بمنطقة الحسين يوم14 فبراير وقد تعاون رجال الجيش مع الأوقاف والآثار في إبعاد المجرمين عن الوكالة.
وعلي الرغم من كل هذا الدمار الذي تعرضت له مخازن ومواقع مصر الأثرية, إلا أن كافة الكنائس والمعابد اليهودية لم يمسها أي أذي وهي آمنة وسليمة حتي الآن.
ويجب الإشارة إلي أن حراس الآثار وقوات الأمن بالمواقع الأثرية غير مسلحين, بما يجعلهم غير فعالين في مواجهة عصابات الآثار المسلحة ويزيد الأمور خطورة وتعقيدا افتقاد رجال الشرطة لقدراتهم المادية في الاضطلاع بمهامهم في حفظ الأمن وحماية المواقع الأثرية إن الأمر جد خطير الآن, ونحن نبذل كل ما في وسعنا لحماية مواقعنا الأثرية وتراثنا بالتعاون مع الجيش والشرطة.