تبدو ظاهرة الفيديو كليب من الظواهر التي يدور حولها علامات استفهام عديدة,منها ما تأثيرها علي المجتمع والسلوك؟وأين دور الرقابة علي المصنفات الفنية؟خاصة وأن هذه الظاهرة تلقي إقبالا شديدامن الشباب فمنهم من يؤيدها والبعض يعارضها,وقد انتشرت مع ظهور الفضائيات…فما رأي الشباب في تلك الظاهرة؟
في البداية يقول محمد سيد -إعلام القاهرة أغاني الكليبات تطوير للشكل الفني للأغنية العربية وهو تطوير للشكل التقليدي الذي اعتادنا عليه فأنا ليس عندي وقت لكي أسمع أغنية لمدة ساعة ولكن أشاهد الكليبات الخفيفة في أوقات فراغي.
وتختلف مارينا -تجارة عين شمس مع الرأي السابق فتقول هناك سلبيات عديدة للفيديو كليب منها أنه يركز علي جسد المرأة وشكلها مما أدي إلي تصوير المرأة وكأنها سلعة تجارية.
ويتفق أحمد رضا -إعلام القاهرة مع الرأي السابق ويقول إن أغاني الكليبات تحمل نوعا من الإثارة والملابس الخليعة والرقص ولكن هناك كليبات محترمة لها مضمون .
أوديت منير -تجارة عين شمس تقول عندما أتوقف أمام قنوات الأغاني وأري مشاهدا إباحية لاتليق أندهش,أين دور الرقابة؟ فأسمع بأن الرقابة حذفت جزءا من فيلم لأنه خرج علي المألوف فهل هذه الكليبات لم تخرج علي المألوف؟وأنا ضد هذه النوعية التي تخترق منظومة العادات والتقاليد بحجة التطور.
وحول تأثير هذه الظاهرة علي الشباب والمجتمع تحدثنا الدكتورة سامية خضر أستاذة علم الاجتماع جامعة عين شمس فتقول إن الإعلام هو الوسيلة الرئيسية التي تؤثر علي الشباب والفيديو كليب يعاني من الإسفاف والعري والكلمات التافهة التي تعمل علي إهدار قيم المجتمع فالإنسان بناء متكامل من المشاعر والأحاسيس يختزن كل ما يتعرض له فالتخزين الإيجابي يساعده علي الرقي والسلبي يجعله يهدر قدراته.
وعن أسباب إقبال الشباب علي الفيديو كليب تقول إنه بسبب البريق والألوان والملابس والحركات وكلها تؤدي إلي جذب كثير من الشباب,كذلك التكرار يؤدي إلي استمرار امتصاص هذه اللغة فحتي في حالة رفض الإنسان لهذه الكلمات,والتكرار يجعلها تدخل إلي وعيهم وتستمر حتي لو تم إغلاق الوسيلة وتنصح الدكتورة سامية الشباب فتقول إننا بحاجة إلي وقفة لتجنب هذا الإسفاف الذي لايضيف إلي الشباب,وأن يسعي الشباب لاستقلال أوقات الفراغ في أشياء مفيدة كذلك,ولاشك وجود القدوة داخل المنزل يحمي الشباب من تأثير الكليبات.
ويعلق الدكتور إبراهيم أحمد شعلان أستاذ الأدب الشعبي بالجامعات العربية سابقا علي هذه الظاهرة فيقول:نكتشف أنه من الطبيعي أن يتعلق الشباب بهذه النوعية عندما تدرس هذه الظاهرة من الفنون لأنه يعاني من الفراغ في ظل غياب الاهتمامات الجادة كذلك فالكثير من الشباب يعاني من انفصال وعدم تواصل مع الأجيال السابقة والسبب في هذه الظاهرة يعود لسوء الإدارة سواء من الدولة أو الأسرة التي لاتربي أبناءها علي مفاهيم الصواب والخطأ والحوار والمشاركة.
فنحن بحاجة إلي أن نمليء عقول شبابنا حتي يستطيعوا أن يميزوا بين الصواب والخطأ ونترك لهم حرية الاختيار.
وعن هذه الظاهرة يقول الدكتور عاطف العبد رئيس مركز بحوث الرأي العام ووكيل كلية الإعلام جامعة القاهرة:من المستجدات التي صاحبت البث الفضائي ظهور القنوات الفضائية الغنائيةقنوات علبأي لاتتطلب إنتاجا بمقدار ما ”ترص” الأغاني ولاتحتاج إلي ستوديو إنتاج أو بث حيث يمكن حقن القمر الصناعي مباشرة وساعدت في انخفاض الاستئجار وللنايل سات من ثلاثة ملايين دولار سنة 1993 إلي 25000 دولار حاليا مما أدي إلي انتشار هذا النوع من القنوات حيث تحقق عائدا ماديا ثابتا من خلال اقتسام عدد رسائل مع شركات الاتصالات بالإضافة إلي الإعلانات وساهمت هذه القنوات في إثارة الغرائز والتركيز علي المرأة كجسد من ناحية ونشر الفكر الخرافي من ناحية أخري من خلال بعض البرامج مثل قراءة البخت والحديث عن السحر والشعوذة,كما أن هذه القنوات تقدم الفن بشكل هابط وأصبحنا نشعر بأن القنوات الأوربية والأمريكية ترجمت إلي اللغة العربية من خلال فقرات بث لفتيات يتراقصن علي حمام السباحة بملابس البحر باختصار أنها تركز علي الإثارة الجنسية كما أن كلمات هذه الأغاني هابط وتدعو إلي الإثارة الجنسية.
وأشارت بحوث الإعلام التي أجريت إلي الانتشار المتزايد لأغاني الفيديو كليب والتي أصبحت منتشرة حتي عبر أجهزة الموبايل وتستثمر بعض القنوات الفضائية هذا الانتشار بمزيد من الأغاني للإثارة الجنسية وتغييب الوعي والعقل حتي ظهرت بحوث تحمل عنوان تسليح جسد المرأة كفاترينا تعرض فيها الأزياء والأكسسوارات الطبيعي منها والشاذ وتروج من خلال أرقام وكلمات علي ملابس المطربات لقيم الخلاعة والفجور مما يستلزم إيجاد آلية لمحاسبة هذه القنوات.