نيافة الأنبا موسي أسقف عام الشباب… رجل دين له كل التبجيل… ويري فيه كل شباب الكنيسة القبطية أبا يتسع قلبه لأفكارهم وطموحاتهم وهمومهم أيضا, ويري هو فيهم الطاقة والمحرك والفكر المتجدد للوطن والكنيسة… وربما من هنا خرج علينا مؤخرا بصفحة جديدة علي الموقع الاجتماعي الفيس بوك أسماها مصر أمنا!!…
وأنا في طريقي إلي دير الملاك حيث مقر أسقفية الشباب كانت كل الأسئلة التي تدور في رأسي حول هذه الصفحة التي ولدت بعد ثورة يناير واستطاعت في شهور أن تجذب أعدادا كبيرة من الشباب المسيحي والمسلم معا… لكن الحديث عن الصفحة أثار موضوعات كثيرة حول المشاركة السياسية… والهجرة للخارج… وحقوق الأقباط… ومن عمق قلبه الفياض بالمحبة, وعقله الفياض بالمشورة, تحدث نيافة الأنبا موسي إلي وطني وكان هذا الحوار.
* مصر أمنا… صفحة صممتها أسقفية الشباب علي الفيس بوك… كيف جاءت الفكرة… وما هدفها؟
** من المعروف أن ثورة 25 يناير قامت إليكترونية واعتمد شبابها علي الموقع الاجتماعي الفيس بوك ولأن أسقفية الشباب تحرص دائما علي التواصل مع شباب الوطن ففكرنا في تصميم صفحة علي الموقع الاجتماعي الفيس بوك تواصلا مع الشباب, وبدأنا منذ فبراير الماضي, وكونا فريق عمل للصفحة مكونا من 6 مكرسات تم اختيارهن علي أساس القدرات الثقافية والعلمية والتكنولوجية.
وعندما فكرنا في مسمي للصفحة طرحنا العديد من المسميات حتي استقرينا علي اسم الصفحة الحالية مصر أمنا لكي ندعو الجميع- مسيحيين ومسلمين- للعمل ولبناء مصر المستقبل… أما عن هدف الصفحة هو التوعية الوطنية من أجل تغيير مصر, ودعوة لتصبح مصر- مسلمين ومسيحيين- إيد واحدة.
* يدعو البعض لعدم المشاركة بالانتخابات البرلمانية نوفمبر القادم- فماذا قدمت الصفحة للشباب من توعية؟
** نحن نتواصل مع الشباب علي صفحة- مصر أمنا- من خلال بعض الكتابات ومقاطع برامج الفضائيات وأحيانا أوجه بنفسي رسالة لهم, وكثيرا ما تحدثت مع الشباب بخصوص هذا الأمر ومازلت أقول علينا كأقباط أن نتفاعل مع المجتمع, فما دمنا نريد دولة مدنية فعلينا أن نشارك بأصواتنا للوصول إلي هذا, وللعلم هناك الكثير من الإخوة المسلمين يؤيدون الأقباط في إقامة الدولة المدنية, فدورنا أن نشارك وأن لا نكون سلبيين سواء في الاستفتاءات أو الانتخابات…
* هل هناك أي نشاطات خرجت وليدة من صفحة مصر أمنا؟
** مسرحية صرخة عمل تعد العمل الأكثر أهمية وجاء متزامنا مع تفاعل الصفحة بشباب الوطن, وأقامت أسقفية الشباب عرضها الأول في مارس الماضي علي مسرح الأنبا رويس بالكاتدرائية وحضره الوزير عماد الدين أبو غازي وزير الثقافة, وكان الحفل كله يدور حول بناء مصر المستقبل من خلال الاسكتشات والمعارض الفنية, وأعجب وزير الثقافة بالحفل وتشجيعا منه قدم للأسقفية دعوة لعرض العمل علي مسرح السلام بالقصر العيني وقامت الأسقفية بعمل العرض لثاني مرة في أبريل الماضي وقدمنا العديد من الفقرات حول ثورة 25 يناير, ولكن من منظور ركز علي أهمية البناء, وحب الوطن من خلال بعض الاستعراضات والكورالات والشعر والرسم بالرمل.. وقد نالت صرخة عمل إعجاب وتقدير الكثيرين حتي أن الأسقفية قدمت عرضها الثالث علي مسرح قصر ثقافة السويس في مايو الماضي, ونحن سعداء بهذا النشاط الذي تضمن أهداف الصفحة وخدمته الصفحة أيضامن خلال المشتركين الذين كانوا حريصين علي متابعته مؤمنين بأن مصر المستقبل لن تكون إلا بتشغيل عجلة الإنتاج.
* خلال متابعتنا لصفحة مصر أمنا نلاحظ من حين لآخر بعض الآيات من الكتاب المقدس التي تحمل الأمل والرجاء في مصر, ألا تري نيافتكم أنها أمور تبعد بنا عن التفكير العقلي؟
** الإنسان يعيش بالإيمان والأعمال, والدعوة من أجل مزيد من العمل لا يعني أن لا نعطي جانبا إيمانيا, فعلي الإنسان أن يعمل ويؤدي واجبه الوطني, وفي نفس الوقت يشعر أن الله موجود وأن هناك بركة في حياته, ولا تنسي أن الأمل ليس ببعيد, فالوعد مكتوب بالكتاب المقدس مبارك شعبي مصر.
* البعض يقول إن هناك سهيلات للهجرة تقوم بها أسقفية الشباب من خلال صفحات الفيس بوك وتواصلها مع الشباب القبطي؟
** كيف ندعو الشباب للمشاركة السياسية بالصفحة وتدعوهم للعمل والجهد من أجل بناء مصر وفي نفس الوقت نسهل إجراءاتهم للهجرة خارج البلاد.. كلام غير منطقي ولكن نحن أيضا سمعنا هذا الكلام يتردد كثيرا وأعلنا من خلال صفحات الأسقفية علي الفيس بوك والموقع الخاص بأسقفية الشباب أننا ليس لنا أي صلة بتسهيلات أوراق الهجرة, فنحن نشجع شبابنا وأولاد كنيستنا بالبقاء في أرضهم, ولكن في ذات الوقت لا نمانع من يرغب في الهجرة من أجل ظروفه العائلية, فهي ظروف ترجع لصاحب القرار, ولأسقفية الشباب هنا دور مثل أن تعرف المهاجر كنيسة الدولة المسافر لها وكاهنها وتتابع معه حتي لا يفقد صلته بوطنه مصر وكنيسته الأم.
* صفحة مصر أمنا يشترك بها 18 ألف مسلم ومسيحي فلماذا لا نستفيد من هذا لمعرفة رأي الشباب المسلم في بعض الأمور التي تهمنا كحقوق الأقباط؟
** حقوق الأقباط أصبح يتحدث فيها الشباب المسلم أكثر من المسيحي, وهناك الكثير من المسلمين مستائين لما يحدث من تعديات علي كنائس وحرق منازل الأقباط… ونحن نوضح من خلال صفحتنا أن حقوق الأقباط سوف تأتي وتعالج بالمحبة والقانون وبالتوعية أيضا… وعلي المساجد توعية المسلمين, فكل ما يحدث حولنا ليس صحيح الإسلام الذي قرأناه ودرسناه, وقد قالها فضيلة الشيخ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف منذ أحداث كنيسة صول بالعياط.
* تلاحظ أن صفحة الأسقفية- مصر أمنا- تتابع دائما أخبار المعتصمين الأقباط فما الهدف؟
** الصفحة تدعو هؤلاء الشباب من منطلق تعاليم الكنيسة, فمن حقهم التظاهر السلمي وهذا حقهم الدستوري, وللحقيقة أن الشباب لهم حق في اعتصامهم فهم غاضبون لما يرونه من اقتحام وحرق متعمد للكنائس وأيضا قلقون علي مستقبلهم, ولكن عليهم ألا يخربوا ونحن لدينا أمل كبير في معالجة الأمور قريبا ومؤمنون ببناء مصر المستقبل بيد شبابها المسلمين والمسيحيين معا.