شهد الأسبوع الماضي تصعيدا لأعمال العدوان العسكري علي غزة ليحصد أرواح أكثر من 400 قتيل وإصابة 2000 جريح,حماس من جانبها أطلقت العديد من الصواريخ داخل العمق الإسرئيلي وعلي الصعيد السياسي شهدت العواصم العربية تحركا كبيرا في محاولة لإنهاء هذا العدوان,حيث اجتمع وزراء الخارجية العرب في القاهرة,كما فتحت مصر معبر رفح مع قطاع غزة أمام الجرحي والمساعدات, بعد أن أغلقته إثر مقتل الضابط المصري بنيران حماس علي الحدود,كما شهدت الساحة أيضا الكثير من المعارك الكلامية بدأها حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله باتهام مصر بالتاوطؤ مع إسرائيل,وموافقتها علي العدوان وطالب المصريين بالنزول بالملايين وفتح المعبر بصدورهم.
يقول د عمرو الشوبكي الخبير بمركز الدراسات السياسية: التصعيد الإسرائيلي هو تصعيد إجرامي يتنافي مع أحكام الشرعية الدولية,وتظل المسئولية علي عاتق الاحتلال إلي جانب مسئوليات أخري يتحملها أطراف الصراع الفلسطيني-الفلسطيني والاختيارات الخاطئة لحركة حماس وفشل الأنظمة العربية بمتشدديها ومعتدليها إنما يكشف العدوان الفشل العربي سياسيا وعسكريا, فلا لأنظمة الممانعة أطلقت رصاصة علي الكيان الصهيوني ولا دول التسوية استطاعت الحصول علي مكسب. وبالنسبة لموقف حسن نصر فقد يكون له تأثيرا في الواقع اللبناني وفي الجنوب فقط,أما في مصر فإن الشعب المصري في الأزمات يتحد مع قادته,أما الذين يتظاهرون في الشارع فهم الإخوان المسلمون وهو أمر عادي لارتباطهم الفكري معا
وأضاف أن سورية التي تتفاوض سرا مع إسرائيل بواسطة تركيا و الجولان مازالت محتلة وأنها لم تطلق طلقة واحدة علي إسرائيل لذا فهي أيضا تزايد علي مصر .
القضية الفلسطينية مسئولية كل الفلسطينيين
ويضيف نبيل عبد الفتاح الخبير الاستراتيجي: الهجوم علي مصر ليس أمرا جديدا إنما يتكرر في كل مواقف الضعف العربي عندما تفشل الأنظمة العربية يكيلون الاتهامات الظالمة لمصر,والأنظمة الآن منقسمة ولا يمكن لمن يبحث في السياسة العربية أن يلقي أي اتهام علي مصر طالما أنهم يديرون مصالحهم ومصالح شعوبهم,وبالتالي فالقضية الفلسطينية هي مسئولية كل الفلسطينيين وليس مسئولية مصر,لقد سعي الفلسطينيون كثيرا لما أطلق علية استقلال القرار الفلسطيني الذي تأثر بتوازنات الجانب الحمساوي وخلفه سورية وإيران لاعتبارات الدعم السياسي والتدريبي,فأين القرار الفلسطيني المستقل الذي ضاع بين حماس وفتح اللذان يسعيان إلي السيطرة,وما قامت به حماس من حماقات ساعد إسرائيل علي القيام بهذا العدوان وبرغم ما يحدث مازال الفريقان يتصارعان.
علي الصعيد السياسي وفيما يتعلق بدعوة ليفني للقاهرة إلي مصر قبل العدوان الإسرائيلي علي غزة أكد وزير الخارجية أبو الغيط أنها جاءت سابقة بزيارتها إلي القاهرة لأن مصر تسعي للم شتات الشعب الفلسطيني تحت راية واحدة من أجل المصالحة الوطنية للإمساك بالقضية الفلسطينية,واستعادة أوضاعها الصحية,كي نؤمن لها الحركة,بمعني أنه إذا كانت هناك خلافات بين الفلسطينيين,فيتعين حلها بتشكيل حكومة وحدة وطنية,وتكون في إطار وطني فلسطيني يسعي للمصالحة الفلسطينية فقط.
وأشار أننا اتفقنا علي زيارة ليفني للقاهرة لمطالبتها بالحرص والحذر وضبط النفس في مواجهة ما هو قادم,لأننا نري أن هناك نوايا لدي إسرائيل,ونثق أنهم (الفلسطينيون) سيطلقون الصواريخ في اتجاههم لأن إسرائيل عدوة لهم ويرغبون في مقاومتها.كنا نتابع الوضع والأداء الإسرائيلي والفلسطيني,ولمسنا تطور الأمور لأنه في يوم 19 من شهر ديسمبر الماضي تنتهي التهدئة,وعواقبها أنه سيحدث صدام,وكان يجب الحديث إلي الإسرائيليين,فإما أن يتوجه وزير الخارجية المصري إليهم,وإما أن يزور أحدهم القاهرة.
أضاف أبو الغيط تحدثنا عن فتح المعابر وشرحنا منطق مصر في فتح المعابر فقد أوضحنا للوزراء العرب وبالكثير من التفصيل أن هناك محاولة إسرائيلية غير خافية علي مصر ومنذ عام 1981 للسعي لفصل غزة عن الضفة الغربية,وهناك طرح إسرائيلي بأن تأخذ مصر غزة وليأخذ الأردن الضفة الغربية,وبذلك تنتهي القضية الفلسطينية.
وأوضح أبو الغيط أنه في عام 2004 تم إعادة هذا الطرح من جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي وقتها أرئيل شارون حيث رفضته مصر والأردن,وأكد أن هذه هي المرة الثالثة التي تحاول فيها إسرائيل فصل الضفة الغربية عن قطاع غزة.
مجلس الأمن لم يحسم الأمر والمعركة الدبلوماسية ممتدة
قال أبو الغيط إن مشاورات دارت بين أعضاء المجلس…وعقدت جلسة رسمية نظرت في المقترح العربي…لكن لم تحسم أمرها وبالتالي لم يحسم مجلس الأمن أمره,مشيرا إلي أن ذلك كان أمرا متوقعا…وقال: سوف نسعي من جانبنا في مصر باعتبارنا أعضاء في اللجنة العربية ولإجراء أكبر قدر من المشاورات مع أعضاء مجلس الأمن الدولي الحاليين الجدد,لأن هناك خمسة أعضاء جدد يتم اختيارهم في بداية يناير الجاري,وسوف نبدأ الاتصال مع هذه المجموعة ونتصل أيضا مع الجانب الأمريكي والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن.
وقال إنه أجري اتصالا مع وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس علي حتمية وقف إطلاق النار.
وتطرق وزير الخارجية إلي التهدئة التي توسطت فيها مصر بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية واستمرت 6 أشهر,وقال إنه لولا التهدئة لكانت الأوضاع في القطاع أسوأ بكثير مما هي عليه الآن,مضيفا تصدينا لإسرائيل,حيث استشهد 23شخصا في 6أشهر,و400 استشهدوا في 4أيام,فالمسائل لا تحل بهذا الشكل,ولكن بتأمين الأوضاع للفلسطينيين.
وطالب أبو الغيط برفع الأيدي عن الشعب الفلسطيني…منتقدا ما وصفه بالسلام الإيراني الذي ينشر الفوضي…وتساءل أين هو السلام العادل…السلام الإيراني؟ المواجهة والفوضي في المدن أم الإمساك بالدولة من صالح فئة ضد فئة.
وأضاف أنه للأسف المفاوضات لم تعط سبيلها بالكامل,المسألة الفلسطينية محتاجة أن ترفع جميع الأيدي غير العربية عنها وحتي بعض الأيدي العربية.
وقال أبو الغيط إن عدم حسم مجلس الأمن الدولي قراره بشأن اعتداءات إسرائيل علي غزة تنفيذا لقرار مجلس الوزراء العرب كان أمرا متوقعا,إلا أنه أضاف لا يجب أن نصاب بخيبة أمل…هذه خطوة أولي في معركة دبلوماسية ممتدة قد تستغرق عدة أيام.