المحطة
صناع الخير يقدمون سماعة لعاطف ليرتاح من عذاب الطنين
تصوير عيد سعد
أن تعيش وفي أذنيك صوت طنين مستمر فأنت تعيش تجربة قاسية مؤلمة, حيث لا راحة ولو ثواني من صوت الطنين الذي يطاردك ولا يتركك. هذه كانت المشكلة التي يعاني منها صديقنا عاطف جرجس غطاس منذ عامين.
عاطف يبلغ من العمر 48 عاما, وهو إنسان مكافح يجاهد في الحياة بإرادة قوية, وتصميم رائع علي تحدي الواقع المؤلم. فعلي الرغم من حصوله علي ليسانس الآداب إلا أنه لم يستسلم لغياب الوظيفة. وقرر أن يقتحم الواقع السيئ ويعمل سائق تاكسي متحديا كل أشواك هذه المهنة الصعبة. ولكنه نجح وكون أسرة صغيرة. وجد فيها كل سعادته, حتي أصيب بهذا الطنين اللعين الذي حول حياته إلي جحيم. وعندما طرق أبواب الأطباء وجد تعدد للتشخيص. وهناك من نصحه بإجراء جراحة, وطبيب آخر كتب له علي نوع من الأقراص ليقلل صوت الطنين وكلها أمور كانت بلا فائدة وعن طريق قراءته لباب المحطة قرر عاطف أن يأتي إلينا حاملا أوجاعه وكله أمل أن نساعده لكي يتخلص من صوت الألم في أذنه الذي لم يتركه لحظة واحدة لمدة عامين كاملين.
وعلي الفور تكفل صندوق الخير بحالة الصديق عاطف وقمنا باصطحابه إلي الدكتور مجدي بشري استشاري الأنف والأذن والحنجرة بمستشفي مارمرقس بشبرا والذي قام بتوقيع الكشف الطبي علي عاطف وأشار علينا باصطحابه إلي الدكتور ممتاز داود استشاري السمعيات بمعهد السمع والكلام. وبالفعل ذهبنا للدكتور ممتاز الذي قام بالكشف علي عاطف وكتب تقريرا طبيا يصف حالته جاء فيه إنه بالكشف علي عاطف جرجس وجد أنه يعاني من ضعف توصيلي متوسط بالأذن اليمني. ويصل إلي متوسط بالأذن اليسري. وذلك نتيجة تيبس بعظمة الركاب ويحتاج إلي سماعة لعلاج ضعف التوصيل.
وعلي الفور اصطحبنا عاطف إلي إحدي الشركات المتخصصة بعد أن تم عمل مقياس سمع للسماعة المطلوبة. وبعد نحو أسبوع ذهبنا لاستلام السماعة حيث أخبرنا المهندس محمد عبد العال أنها سماعة جت أي. تي. سي متخصصة لضعف السمع المتوسط. والسماعة سوف تقوم مع الوقت في إخفاء صوت الطنين الذي يعاني منه عاطف وقام المهندس محمد بإعداد السماعة علي الكمبيوتر لتتناسب مع مقياس السمع والذي حدد درجة عملها.
وبالفعل استعمل صديقنا عاطف جرجس السماعة -وهي من النوع الذي يوضع داخل الأذن. بحيث لا تسبب أي إحراج له- وارتاح عاطف من الوش والطنين وعادت الابتسامة علي وجهه وتمتم لسانه بكلمات الشكر لصناع الخير
روبير الفارس