المحطة
في بداية رحلة خير للتخلص من آلام الغضروف
الشاب سميرينتظر الأشعة قبل قرار التدخل الجراحي
الآلام تجلب الأحزان والهموم والأوجاع…تقيد الإنسان…تقف ضدالفرح…ضد النمو والتقدم.. تحاول بكل قوتها نشرالعجز واليأس لذلك تكون في أقسي صورها عندما تقف ضد شاب مازال في مقتبل العمر يحاول أن يبني حياته فتسد أمامه كل الطرق وتغلق في وجهه كل المنافذ..هذا ما حاولت الآلام أن تفعله مع الشابسمير عزت فريد البالغ مع العمر38 عاما,والذي جاءنا يطرق بابالمحطة وهو يحمل فوق ظهره ألم يقف ضد شبابه,ولكن لم يثني رحلة كفاحه أو يقعده عن مواصلة الحياة فلم يفقد الرجاء لحظة واحدة,لأن صلته بالرب الرحوم إله الرجاء لا اليأس والخنوع قوية وممتدة ومتأصلة ساعدت الآلام علي تقويتها دون ضعف أو خوف أو حزن أو دموع.
**البداية ترجع إلي مدينة ملوي بالمنيا حيث حصل سمير علي دبلوم الصناعة ولكنه لم يرتكن إلي البحث عن وظيفة لن تأتي,بل سارع في الخوض في دروب الحياة,وأجاد مهنةالبناء وأخذ ينشر العمار ويبني البيوت بفرح وهمة ونشاط محتملا كل متاعب وإرهاق هذه المهنة الشاقة بلا تراخي أو دعة ولكن بكل ما يستطيع من قوة,وهي مهنة تحتاج إلي مجهود بدني وقوة عضلات.
ولأن العمل في هذه المهنة بمحافظات الصعيد له مواسم معينة,قرر سمير الانتقال للعيش في القاهرة,حيث مجالات العمل أوسع وطوال العام,وليست مرتبطة بحصاد محصول أو مواقيت زفاف,وبالفعل أقام في منطقة عزبة النخل وعاد لكفاحه في البناء وعندما توسع رزقه قرر أن يتزوج من ابنة عمته,وأعطاه الله طفلين وفكان سعيدا بأسرته الصغيرة محتملا كل مشقة ليوفر لها ما يستطيع من متطلبات الحياة.
مضت به الأيام سعيدا راضيا إلي أن كان أحدي أيام عام2010 وفيما هو منهمكا في بناء أحد المنازل شعر بالألم مبرحه تضرب بشدة في ظهره,فلم يستطع أن يكمل عمله,وكاد أن يبكي من شدة وقسوة الألم,وعلي الفور نقله أصدقاؤه إلي أحد الأطباء الذي أشار مبدئيا إلي الأصابة بانزلاق غضروفي الأمر الذي أكدته الأشعة فيما بعد وطلب الطبيب منسمير أن يبتعد عن مهنة البناء تماما وألا يحمل أي أشياء ثقيلة علي الإطلاق وينتظم في تعاطي عدد من الأدوية والمسكنات حتي يتخلص من هذه الآلام.
وبالفعل تركسمير عمله وتكاثرت الهموم فوق قلبه فالآن أصبح بلا عمل وفي نفس الوقت يحتاج إلي متطلبات حياته هو وأسرته في ظل غلاء لايهدأ إلي جانب احتياجه إلي أدوية ومسكنات ومتابعة طبية بشكل مستمر…أمام كل هذه المصاريف ماذا يفعل وهو الذي يعتبر الراحة سجنا لايقوي عليه ولا يقبله وطبيعته لن تخضع له.لذلك أصر أن يعمل وأخذ يبحث عن عمل يتناسب وحالته الصحية حتي وجد فرصة للعمل في سنترال خاص لكي يساعد بأي دخل لأسرته.
وبعد فترة من تعاطي أدوية المسكنات شعر أن هذه الأدوية بلا جدوي فعلية وعن طريق أحد الخدام جاءنا يطلب أن يتكفل صندوق الخير بعلاجه علي أسس سليمة وإجراء عملية له إذا كان يحتاج العملية للخروج بشكل نهائي من دائرة ألم الانزلاق الغضروفي.
وهنا قررنا اصطحابه إلي الأستاذ الدكتور مدحت ميشيل استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري والذي قام بتوقيع الكشف الطبي عليه وكتب تقريرا طبيبا يشخص حالته جاء فيهإنه بالكشف الطبي علي المريض سمير عزت وجد أنه يعاني من آلام أسفل الظهر والساقين وذلك نتيجة لالتهابات بمفاصل الفقرات وتمدد غضروفي بين الفقرتين الرابعة والخامسة القطنية وطلب الدكتور مدحت إجراء أشعة جديدة لتكشف عن المفاصل بين الفقرات كما قرر بعض الأدوية التي يحتاجهاسمير في هذه المرحلة.
وعلي الفور قررصندوق الخير صرف الأدوية اللازمة لحالةسمير وأيضا التكفل بإجراء الأشعة المطلوبة لنعود بها ثانية إلي الدكتور مدحت ميشيل والذي سوف يقدر بناء عليها إما استمرارسمير في تعاطي الأدوية أو إجراء جراحة تنهي رحلته مع الآلام…وفي كلتا الحالتين نحن مع الشابسمير وسوف نقف إلي جواره,سواء اقتصر الأمر علي توفير الأدوية بشكل شهري أو التدخل الجراحي حتي يتمم الرب له الشفاء لأنه شاب مكافح لم تقوي الآلام عليه بل تحداها وقوي عليها بإرادة رائعة تستحق التحية والموازرة.
ر.ف
تصوير – عيد سعد
————
صندوق الخير
من يدك يارب وأعطيناك بأسيوط جاءنا100جنيه…وعلي روح المرحومة وهيبه سلوانس جاءنا 1000 جنيه….ومن يدك يارب وأعطيناك جاءنا 2000 جنيه.