المحطة
متابعة
8 سنوات في رحلة خير مستمرة لعلاج ضمور العضلات
أمير بشري يوسف رحلة معاناة ومأساة عميقة ممتدة معنا منذ أكثر من 8سنوات, ما بين الأطباء وتوفير الأدوية في محاولة لمواجهة مرض شرس بلا قلب ولا رحمة.
أمير حتي السابعة من عمره لم يكن يشكو من أية متاعب.. وفي أحد الأيام كان ذاهبا إلي المدرسة, وفي وقت الفسحة حيث كان يلعب كرة القدم ويجري ولكنه سقط علي الأرض. وفي بداية الأمر ظن أنه وقع في حفرة واصطدم بشئ ما وحاول أن يقوم ولكنه لم يستطع, كان الأمر بالنسبة له محيرا فهو لم يشعر من قبل بألم في قدميه, ولهذا لم يعرف لماذا لا يملك القدرة علي الوقوف والسير مثل كل يوم.
كان الأمر شاقا ولم يستطع أن يعي تفكيره السبب الحقيقي وراء هذا الموقف الغريب الذي وجد نفسه فيه.. وعن طريق بعض الزملاء استطاع أن يعود إلي بيته حيث استقبلته والدته, وهي في حالة فزع حقيقي لما أصاب ابنها, وعلي الفور بدأت رحلة العذاب مع الأشعات والتحاليل وطرق أبواب العيادات والمستشفيات لتكتشف سر الكارثة, التي دمرت سعادة هذه الأسرة الصغيرة, حيث تم تشخيص الأمر علي أن أمير مصاب بالمرض القاسي ضمور العضلات وعرف الصغير طرقات المستشفيات وعيادات العلاج الطبيعي, إلي أن أصبح علاجه المستمر يمثل عبئا كبيرا علي كهل والديه.. وهنا جاءوا يطرقون باب المحطة, وعلي الفور قرر صندوق الخير التكفل بحالة أمير واصطحبناه للأستاذ الدكتور مدحت ميشيل استشاري جراحة المخ والأعصاب بمستشفي مارمرقس بشبرا, حيث قام بتوقيع الكشف الطبي علي أمير وطلب إجراء بعض التحاليل والأشعة مع تقديم العلاج الدوائي والطبيعي, وقتها كتب الدكتور مدحت التقرير التالي: بتوقيع الكشف الطبي علي الطفل وبعد الإطلاع علي رسم العضلات تبين أنه يعاني وهنا بالعضلات, وذلك أدي إلي حدوث خذل رباعي وهو يحتاج بشكل مكثف ومستمر إلي العلاج الدوائي والعلاج الطبيعي, وأرجع الدكتور مدحت هذا المرض القاسي إلي خلل في الجينات الوراثية ناجم عن زواج الأقارب.
واستمرت رحلتنا مع أمير في توفير الأدوية وجلسات العلاج الطبيعي والمتابعة, التي أصبحت الآن تحت رعاية الدكتور وائل لطفي رشدي أخصائي جراحة المخ والأعصاب, حيث يقوم بالمتابعة الشهرية وتوقيع الكشف الطبي علي أمير, ويقوم صندوق الخير بتوفير الأدوية.
أما عن أمير فهو يعيش في استسلام لأمر الله, ويمارس هوايته المفضلة في قراءة روايات الخيال العلمي, التي تقهر الواقع وتحقق المستحيل.
روبير الفارس