في بعض الأوقات تجبرك احتياجات الحياة علي إهمال احتياجاتك الأساسية وهذا ما حدث مع صديقنا هاني أيوب البالغ من العمر 40 عاما. ظل مهملا لحاجته إلي سماعة لأكثر من عشرين عاما… وعاش كل هذه السنوات التي تقترب من نصف عمره يعاني من ضعف السمع, واضطر أن يحتمل الكثير من الآلم وأيضا سخرية البعض من عدم سماعه للكلام, وهو الأمر الذي كان له أثر سيئ علي نفسيته… لكنه احتمل كل هذه الأمور وغيرها في سبيل توفير ضروريات الحياة لأسرته -زوجته وثلاثة أطفال-الذين يعمل من أجلهم أمينا لأحد مخازن الشركات الخاصة ويكافح لسد احتياجاتهم الضرورية, محتملا الكثير من أجل هذه الأسرة الصغيرة وطوال هذه السنوات يخفي في قلبه حلم امتلاك سماعة تخفف عنه أوجاعه وتجعل اندماجه مع أسرته ومجتمعه أمرا ميسورا وسهلا… وظل محتفظا بحلمه في داخله, فلا مرتبه الضعيف ولا طلبات أسرته التي لا تنتهي تساعده علي إدخار بعض المال ليحقق الحلم الذي صار مستحيلا, مع الأيام حتي التقي بإحدي خدام الكنيسة من قراء باب المحطة وأخبره أنه يمكن أن يحصل علي حلم حياته عن طريق صناع الخير بجريدة وطني.
جاءنا الصديق هاني أيوب يحمل في قلبه حلم السنين الطويلة وكله رجاء وأمل أن يتحقق هذا الحلم. كان وجهه الطيب يحمل كل الصدق والتمني والرجاء. لذلك قرر صندوق الخير علي الفور التكفل بحالة هاني وتوفير السماعة له. فقمنا باصطحابه لإجراء مقياس سمع بعد الانتهاء منه اصطحبناه إلي إحدي الشركات المتخصصة في استيراد وصناعة السماعات. حيث طلبت مهلة عدة أيام لتجهيز السماعة بالمواصفات المطلوبة. وبالفعل تم تجهيز السماعة. واصطحبنا هاني مجددا إلي مقر الشركة. حيث كاد أن يطير من الفرحة. ولم يكن مصدق أنه بعد دقائق قليلة سوف يتحقق الحلم الذي انتظره طويلا. وعندما قام المهندس المسئول بتركيب وتجريب السماعة طغت الفرحة علي الصديق هاني بالكلية. حيث طرد ضعف الأذن وشعر بروعة الاستماع إلي الأصوات. دون أن يتجمل أحد عليه برفع صوته أو الصراخ في أذنه. لقد تحقق الحلم وتحولت حياة هاني بفضل صناع الخير.
روبير الفارس
تصوير
توفيق عادل