في رحلة خير جديدة
تفريغ العين الضامرة للطفلة رنا
موجعة هي آلام الأطفال دون ذنب أو جريرة خاصة تلك التي يولدون بها… فقط وجع مستمر ونواح لا ينقطع, هكذا يمكن تلخيص حالة الطفلة المسكينة رنا طلعت والتي تبلغ من العمر ثلاث سنوات, وتقيم مع أسرتها في قرية العزيزات بمركز المراغة محافظة سوهاج.
رنا ولدت بعيب خلقي قاسي. حيث كشفت الأشعة والفحص وجود ضمور كامل لجميع خلايا العين اليسري, مع ضيق شديد بالتجويف العظمي, وطبعا بدون أي قدرة علي الإبصار بهذه العين.
ما أصعب أن تدخل الحياة بمأساة تلتصق بك طوال العمر. حيث لا أمل ولا شفاء. هكذا استقبلت الأسرة الحزينة ميلاد الطفلة التي انتظروا منها أن تكون مصدرا للفرح والسعادة والابتسامة, وفوجئوا بأن الطفلة مصدر للحزن والكآبة والقلق من بكائها المستمر والذي يمزق القلب, أغلقت جميع الأبواب لتقديم أي حل قد يكون عونا في تحمل هذا الوجع الظاهر والعميق في نفس الوقت.
وعن طريق أحد خدام الكنيسة تطرق الأم باب المحطة بجريدة وطني محاولة أن تفتح نافذة أمل وتعثر علي بقعة ضوء وسط الظلام.
صوت بكاء الطفلة التي لا تسكت لحظة يشق القلوب, والنظر إليها يزيد من حالة الحسرة.
بحثا عن الأمل قررنا اصطحابها إلي الدكتور رامز شكري استشاري جراحات الجفون والقناة الدمعية والتجويف العظمي للعين بالمستشفي الوطني للعيون والذي قام بتوقيع الكشف الطبي علي الطفلة وإجراء فحص مبدئي, ثم طلب إجراء فحص بالموجات الصوتية علي العين, وطلب أيضا إجراء أشعة مقطعية لتحديد حجم التجويف العظمي بالمقارنة مع العين اليمني وهي عين سليمة وطبيعية تماما وذلك لتحديد مدي تأثير ضمور العين علي نمو التجويف العظمي.
وبعد كل هذه الفحوصات والأشعة أكد الدكتور رامز وجود ضمور كامل لجميع خلايا العين اليسري مع ضيق شديد بالتجويف العظمي, كما أن العين ليس بها أي نسبة أمل للرؤية.
وهنا اقترح الدكتور رامز إجراء جراحة لذرع بديل كروي بعد تفريغ العين الضامرة مما يساعد علي نمو عظام العين لكي يكون شكل الوجه متناسقا ومقبولا.
تعلقت الأم بهذا الأمل كمجرد حل أو علاج ظاهر لهذه المشكلة الكبيرة, وقرر صندوق الخير التكفل بإجراء العملية التي تحتاجها الطفلة رنا.
وبالفعل قام الدكتور رامز بتحديد موعد لإجراء العملية بالمستشفي الوطني للعيون بمصر الجديدة, واصطحبنا رنا إلي المستشفي حيث استغرقت العملية نحو ساعة, وأجريت تحت مخدر كلي.
وقال الدكتور رامز بعد الانتهاء من العملية إنه أثناء الجراحة تبين أن صغر حجم التجويف العظمي للعين وضمور العين يتطلب توسيع القشرة الخارجية للعين وذلك بعد إجراء التفريغ لزراعة أكبر حجم موجود للبديل الكروي والمصنوع من مادة السليكون وذلك لكي يساعد علي نمو العظم ليكون متناسقا مع العين السليمة, وقال الدكتور رامز إن من مميزات هذا النوع من البدائل الكروية (السليكون) أنه يمكن استبداله بسهولة بمقاس أكبر عند سن الثامنة عشر حيث تكون عظام الوجه قد اكتملت.
وبعد الانتهاء من خياطة جميع طبقات العين تم تثبيت دعامة ملاصقة للقشرة الخارجية للعين سوف يتم استبدالها بعد التئام الجرح بالعين الصناعية, ومن المعروف أن العين الصناعية يتم تصنيعها عن طريق أخذ بصمة العين حتي تكون مطابقة تماما للعين السليمة من حيث اللون والشكل.
و رنا الآن تتعاطي بعض المضادات الحيوية ووضع القطرة والمرهم لفترة طويلة.
روبير الفارس
ـــــــــــ
صندوق الخير
من يدك يارب وأعطيناك جاءنا 200 جنيه.. ومن عطايا الرب جاءنا 500 جنيه.. وفاعل خير قدم 200 جنيه.. وأسرة المرحوم نجيب يعقوب قدمت 200 جنيه.. وعلي روح المرحومين إسحق مرقص جرجس وحرمه للي عطا الله القمص جاءنا 300 جنيه.