المحطة
في رحلة خير مستمرة:
منير يترك الكرسي المتحرك وفي انتظار عودة النطق
من بين رحلات الخير المستمرة في باب المحطة تأتي رحلة صديقنا منير صدقي حنا الذي ارتبط معنا بالمتابعة الطبية وتوفير الأدوية منذ عام .2007 حيث تتحدي زوجته وأطفاله أنياب المرض الشرس الذي احتل جسده . بلا رحمة ولا هوادة . واستطعنا معهم أن نقهر اليأس ونقترب من حافة الشفاء . حتي لو كان هذا الاقتراب ببطء إلا أنه يعطي أملا ورجاء تزينه حياة الشكر لأسرة متألمة . غدر بها الزمان . وأصيب عائلها الوحيد بجلطة في المخ وأصبح عاجزا عن الكلام والحركة . وقادرا أن يقدم الحب بنظرات عينيه ودفء مشاعره . وكان هذا المرض اللعين فرصة حقيقية لـ منير ليكشف كم هي جوهرة فاضلة ولؤلؤة ثمينة زوجته التي وقفت إلي جواره . في شجاعة أصيلة تتحدي المرض وتقود الأسرة . وتقف أمام الظروف التي قد تقهر رجالا. في نموذج رائع وقدوة جميلة.
هذه الزوجةالدؤوبة المحاربة تأتي إلينا بانتظام دقيق في ميعادها بالتمام لنصطحب زوجها إلي الأستاذ الدكتور مجدي خلف استشاري جراحة المخ والأعصاب بمستشفي السيدة العذراء مريم بالزيتون, والذي يتابع الحالة منذ سنوات لا كمجرد طبيب بل كراع وحكيم حقيقي يساند المريض والأسرة . محاولا بقدر طاقته أن يخفف عنها الآلام والأوجاع.
وفي البداية كان منير يذهب لمتابعة حالته علي كرسي متحرك وبالانتظام والالتزام وروح المحبة الغامرة . تحسنت الحالة وترك منير الكرسي المتحرك وبالتدريج أصبح يتحرك. مستندا علي كتف زوجته الوفية. يسير ببطء ولكن بقوة نحو الشفاء. وكانت خطوة ترك الكرسي ذات أثر إيجابي مفيد له ولأسرته . وأعطتهم مزيدا من الأمل في القدرة علي الوصول إلي الشفاء الكامل.
حيث يبقي الحلم الأكبر متمثلا في أن يعود النطق لمنير . ويعود صوته يرن بين أسرته . وهو الآن ينطق بصعوبة بالغة بعض الكلمات المتفرقة كنوع من التعبير البسيط بديلا عن الصمت الكامل الذي طال حلوله منذ سنوات .
ونحن نملك أملا حقيقيا في الوصول إلي الشفاء الكامل لـ منير ملتزمين معه . بفضل صلواتكم ودعمكم لـ صندوق الخير حيث نستمر في المتابعة الطبية . وتوفير الأدوية اللازمة له .
روبير الفارس