المحطة
طرف يلمس الأرض…وقلب يلمس السماء
تلخيص الإنسان في جملة أمر صعب جدا.ولكن ابتسامتها الساحرة رغم البتر القاسي الذي يقطع قلب من يراها بسكين حادة.ونحن نصطحبها -كما وعدناها- إلي مصنع الأجهزة التعويضية بجمعية الوفاء والأمل للمحاربين القدامي لكي يتم تصميم الطرف الصناعي جعلنا نلتمس هذا التعبير في قسمات وجهها.إنها الصغيرة علي الوجعمني داود شاكر التي لم تكمل عامها العشرين.ودخلت في دوامة المرض مبكرا.حيث بدأت رحلة آلامها بوجع في ركبتها ظنت في البداية أنها مجرد آلام روماتيزمية سوف تمر سريعا ولكن مع تكرارها ذهبت إلي طبيب طلب بعض الأشعة والتحاليل.وأجرت بالفعل هذه التحاليل حيث تم أخذ عينة من موضع الألم لتكتشف بعد تحليلها إصابتها بالمرض الخبيث السرطان اللعين.وفي هذا الوقت كانت تقيم في قرية الشيخ شبكة غرب ملوي بمحافظة المنيا.ونصحها البعض بأن تذهب لمعهد الأورام بالمنيا وهناك كانت تحصل علي جرعات الكيماوي كل 21يوم ولأن مناعتها ضعيفة كانت تشعر بالإرهاق والتعب الشديد.وبعد وقت تعرفت علي أحد الأطباء والذي نصحها بإجراء استئصال للورم ثم تركيب مفصل وانتقلت للعيش مع شقيقها بالقاهرة وبالفعل أجرت الجراحة وبسبب هذا الورم الخبيث وتبعات الجراحة اضطرت لبتر الساق اليمني من فوق الركبة بعد6 عمليات شافت فيهم المر لتصل إلي محطة المحطة لنفاجأ بأنه علي الرغم من كل ما مر بها من مرض وكيماوي وبنج ومشارط وبتر إلا أن ابتسامتها مازالت باقية لأن قلبها يلمس السماء بعمق ويعيش فيها حياة حقيقية حياة قوة لذلك كان رجاؤها فيالطرف الصناعيالبديل-رغم تكاليفه المادية الكبيرة-متوفر-بفضل عطايا صناع الخير-ومن النوع المستورد.فذهبنا معها وأجرت البروفات اللازمة وطلب منها شراء نوع معين من الأحذية لكي تتوافق مع السير مع الطرف الصناعي.ولكي يكون مريحا لها.وليس عائقا.
وفي العادة كنا نجد الابتسامة بعد أن نوفر الأدوية أو الأطراف للصديق أو الصديقة ولكن معمني فإن ابتسامتها دائمة قبل استلامالطرف الصناعي وبعد استلامه لتبدأ من جديد رحلتها في الحياة متحدية القسوة والوجع والبتر بهذا القلب الذهبي الذي يصل إلي السماء.
روبير الفارس