كم يكتب الصحفيون عن التمثيل اللائق في الانتخابات المختلفة,وكم كتبوا عن المشاركة السياسية للمرأة وكم خذلوا من عدم وجود ممثلات في مجلس الشعب بما يليق بتاريخ المرأة المصرية السياسي,وكم تعجبوا من تدهور تمثيلها بعدما اعتقدوه من جهود مبذولة من أجل تمكينها سياسيا وتهيئة المجتمع لقبول مشاركتها.
ولكن يبدو أن المثل الشعبي القائل ”باب النجار مخلع” ينطبق علي الصحفيين ونقابتهم وهذا ما شهدته نتائج انتخابات مجلس نقابة الصحفيين.
فقد شهدت هذه الانتخابات ترشيح 11عضوة وهو إقبال واسع بمقارنته بالدورتين السابقتين,وبعد أن امتنعت الأستاذة أمينة شفيق عن خوض الانتخابات اعتقادا بأنها تفسح الطريق أمام الشابات الصحفيات بعد أن ظلت عضوة بالمجلس من 1971إلي1999قدمت فيها الكثير للأسرة الصحفية.
ومن واقع متابعتي ومعايشتي للحملات الانتخابية للمرشحات لمست فيهن جدية وحماسا وموضوعية ومهنية تتفوق علي كثير من منافسيهن الصحفيين,وبدين كما لو كن ينحتن في الصخر,مما يؤكد أن الجهد الذي تبذله المرأة في محاولة للنجاح في أية انتخابات يفوق ما يبذله الرجل…ولكن يبدو أن ما أصاب المجتمع في نظرته للمرأة أصاب أيضا نقابة يتوقع منها الريادة وحمل شعلة التنوير,فالزميلات المرشحات خضعن في تقييمهن من الجماعة الصحفية لمعايير ومقاييس تفوق ما يخضع له زملاؤهن,فإذا فكر العضو عشر مرات في اختيار المرشح الصحفي فإنه يفكر ألف مرة قبل اختيار زميلة صحفية له.
علي باب الانتخاب التقيت بزملاء وزميلات يقولون لي ”سننتخب نساء علشان خاطرك” (!!) وكنت أرد عليهم ”بل انتخبوا الجديرات من زميلاتكم الصحفيات ولا تستبعدها لأنها امرأة”..فنحن زملاء مهنة واحدة ونحمل هموما مشتركة سواء كنا صحفيين أو صحفيات,ولو أعلينا مبدأ الكفاءة فقط لنجحت أخريات بجانب الزميلة العزيزة ”عبير سعدي” التي خاضت الانتخابات للمرة الثانية ولم تستسلم للفشل الأول.وأتصور أنها ستتفاني في إثبات كفاءتها وإنجاح التجربة.
مازلت أشعر بالخزي من هذا التمثيل المتدني للصحفيات في نقابة الرأي,وأشعر بالمرارة من عدم تمثيل الأقباط,وكان زميلنا سامح فوزي جديرا بالفوز بكل المقاييس المهنية ولكن يبدو أن الظلال القاتمة في مجتمعنا طالت نقابتنا الصحفية أيضا!!
[email protected]