بدعوة من الباحث المصري الجاد الأستاذ مجدي خليل بدأ منتدى الشرق الأوسط للحريات مؤتمره الافتتاحي في الفترة من 28-29 نوفمبر 2007 تحت عنوان إلى أين تتجه مصر؟ وكان التوجه العام للمؤتمر الانتقال من الرصد العام للواقع إلى الحديث عن مستقبل مصر من زوايا متعددة فتضمنت المحاضرات الحديث عن مستقبل الثقافة في مصر ومستقبل الصحافة , والعلاقات المصرية الأمريكية , والديمقراطية , والأحزاب المصرية , والعلاقات المصرية الاسرائيلية , والدولة المصرية , والعلمانية , والتعليم المصري , والدولة المدنية , والتعايش بين المسلمين والمسيحيين , وأوضاع القضاء المصري , والمواطنة , وحقوق الإنسان , والدولة الدينية , والإصلاح الإسلامي , وتحدث في المؤتمر نخبة متميزة من المثقفين والمفكرين والمبدعين المصريين , صلاح عيسى , جمال البنا , أحمد عبد المعطي حجازي, عبد المنعم سعيد , أسامة الغزالي حرب, حسين عبد الرازق, عماد جاد, سامر سليمان, مراد وهبه, منى أبو سنة , عصام عبد الله, شريف دوس, ثروت بدوي, أمير سالم, يوسف سيدهم, نبيل عبد الملك, سيد القمني وحول منتدى الشرق الأوسط للحريات ومؤتمره الافتتاحي المتميز لنا بعض الملاحظات:-
أولاً :- في ظل الأصولية التي تحيط بنا من كل جانب وفي ظل التخلف الفكري والديني الذي يحيط بنا من كل ناحية ومع ارتفاع الأصوات الناعقة الداعية للتعصب وللتمييز ضد الآخر المغاير أصبحت مصر في حاجة إلى الكثير من العمل الجاد والمخلص الذي تقوم به منظمات العمل المدني ومنتدى الشرق الأوسط للحريات والذي يرأسه الأستاذ مجدي خليل هو شمعة جديدة مضيئة في طريق التنوير الطويل والذي يحتاج منا إلى سنوات من العمل الجاد المتواصل بغية الوصول إلى ديمقراطية حقيقية وإلى ترسيخ مفهوم الدولة المدنية .
ثانياً :- الموضوع الذي اختاره الأستاذ مجدي خليل لمؤتمره الافتتاحي هو ( إلى أين تتجه مصر؟) وهو موضوع على درجة كبيرة من الأهمية حيث أنه يناقش مستقبل مصر . والحديث عن المستقبل لا يشغل بال أحد سوى تلك الأقلية من التقدميين الذين يسعون صوب الحضارة والرقى والتقدم , فالأغلبية إما غارقة في الماضوية ولازالت تنبش في التراث الذي عفا عليه الزمن منذ زمن وتريد أن تنقعنا بأنه لا تقدم إلا بالرجوع إلى كل ما هو قديم, وإما مكتفية بتحليل الحاضر وتقييمه ومن ثم فهي لا تكف عن الندب والبكاء والرثاء على ماوصلت إليه أحوالنا, ولذلك أخذ منتدى الشرق الأوسط للحريات خطوة جديدة وجريئة , خطوة لاتقف كثيرا عند تحليل الماضي ولكنها تنطلق للحديث عن مستقبل مصر وذلك من خلال كوكبة متميزة من مفكري مصر وعلمائها ومثقفيها .فالأزمة الحقيقية وأصل الداء والبلاء في عالمنا العربي إن الزمان عندنا يسير من الماضي إلى المستقبل ولذلك فالرؤية دائما ماضوية بينما في العالم المتقدم المتحضر فإن الزمان يسير في الاتجاه الصحيح من المستقبل إلى الماضي ولذلك فإن الرؤية دائماً تكون مستقبلية ولذا لا غرابة إن تقدم الآخرون وتأخرنا نحن !!
ثالثاً :- لكم نحتاج اليوم وأكثر من أي وقت مضى لأن نتخلى عن عقلية المؤامرة تلك العقلية التي باتت مسيطرة ومهيمنة على عدد غير قليل من المصريين , فما من فكرة تقدمية وما من دعوة إلى الدولة المدنية وما من رفض لكل ما هو رجعي وماضوي إلا وتعلو بعض الأصوات الرجعية لتشكك في نوايا الداعين للتقدم وتظهر عبارات من عينة العمالة للغرب أو المخطط الأمريكي أو إن هؤلاء ينفذون الأجندة الأمريكية أو الصهيونية أو إن هذا المنتدى قبطي أو إنه تابع لأقباط المهجر – مع أن معظم أقباط المهجر مصريون حتى النخاع ويعملون من أجل صالح مصر وتقدمها وأن تكون بالفعل دولة مدنية – … إلى آخر هذه التهم الجاهزة وغير الموضوعية التي لاتناقش الموضوع ولكنها فقط لاتهتم إلا بتلويث سمعة كل ما هو شريف وتقدمي وتنويري , لكم نحتاج اليوم لأن نضع أيدينا في يد كل من يعمل من أجل تقدم مصر سواء كان مسيحياً أو مسلماً فالمصلحة واحدة كما أن خطر الظلامية والتخلف هو خطر واحد وهو يريد ِأن يقضي علينا جميعاً دون تمييز بين مسيحي ومسلم , فالحرب اليوم هي بين الظلامية والتنوير , بين الإرهاب والتقدم , بين من يريدون العودة بنا إلى الماضي وبين التقدميين الذين يركضون بقوة نحو المستقبل , ومن هذا المنطلق فإنني أهنئ الأستاذ مجدي خليل على افتتاح منتدى الشرق الأوسط للحريات باعتباره منتدى تقدمي يركض نحو المستقبل وباعتباره شمعة مضيئة في طريق التنوير .
راعي الكنيسة الإنجيلية بأرض شريف – شبرا مصر
[email protected]