اعتبر إطلاق سبوتنك إنجازا علميا وتكنولوجيا جبارا وكان أيضا انتصارا كبيرا جدا للحملة الإعلامية السوفيتية خلال الحرب الباردة ,كما اعتبر إطلاق سبوتنك الإشارة التي أطلقت السباق بين الأمريكيين والسوفييت للسيطرة علي الفضاء مثلما كانت إشارة بدء لما عرف لاحقا باسم عصر الفضاء.
وقد استغرقت رحلة سبوتنك للوصول إلي مداره حول الأرض نحو 98 دقيقة بعد أن حملة صاروخ من طرازآر-7من قاعدة الصواريخ تيوارتم في كازاخستان,وكان مهندس الصواريخ السوفيتي سيرجي كورولف قد بدأ مطلع خمسينيات القرن الماضي حملة لإطلاق قمر صناعي إلي الفضاء قبل الأمريكيين وقبل بداية ما عرف آنذاك بالسنة الجيوفيزيائية العالمية,وقد تم توقيت السنة الجيوفيزيائية العالمية التي كان مقررا أن تبدأ في يولية 1957 لتتوافق مع الفترة التي تطلق فيها الشمس كميات كبيرة من الإشعاعات. وكان العلماء الغربيون يستعدون لإجراء سلسلة من التجارب والاختبارات لمراقبة طبقات الجو العليا خلال تلك الفترة,وكان وجود قمر صناعي مجهز بمعدات قياس علمية في صميم تلك التجارب.
وفي يناير 1956 حصل كورولف علي مراده فقد وافقت الحكومة السوفيتية علي خطته تلك عقب سماعها بنية الولايات المتحدة لإطلاق قمرها الصناعي.
كان القمر سبوتنك قادرا علي إرسال معلومات حول درجة حرارة الأرض وقياسات تتعلق بالكثافة علي سطح الأرض,مما عني للعلماء أن جهازا متطورا كهذا له أهمية كبيرة في توفير معلومات دقيقة من الفضاء الخارجي إلا أن سبوتنك كان قمرا صناعيا متعدد الأغراض ولم يكن مهيئا ليقوم بتجارب علمية محددة, إذ كان عبارة عن شكل كروي بقطر 58.5سم ووزن بلغ 84كجم ومجهز بعدة وصلات من جوانبه.
وكان كورولف وفريق من المهندسين السوفيت قد استعدوا لإطلاق قمر صناعي أكثر تعقيدا ويزن قرابة ألف كجم ويحمل معدات وأجهزة أكثر تطورا وعرف آنذاك باسمالجسم ديلكن الحكومة السوفيتية تخلت عن هذا المشروع وفضلت قمر صناعي أخف وزنا وأقل تطورا.
وفي الرابع من أكتوبر عام 1957 وتحديدا في السابعة و28 دقيقة بتوقيت جرينتش انطلق سبوتنك للفضاء الخارجي .
وكان العالم يراقب بذهول هذا الإنجاز التاريخي الذي قالت عنه نيويورك تايمز في حينها أن الولايات المتحدة باتت في سباق من أجل وجودها,وقال السيناتور ثم الرئيسليندون جونسون عنه أيضا:من سيطر علي الفضاء سيطر علي العالم.
ومن ذلك الحين انطلق العالم في سباق محموم حول من سيسيطر علي الفضاء السوفيتي أم الغرب؟!
المصدر:B.B.C