كيف تخوض تجربة ناجحة في المحليات؟ومن أين تبدأ؟وما الرسالة الفعالة التي تجذب بها جمهور الناخبين؟وماذا عن وسائل الاتصال بهم؟وهل تملك مهارات حشد الناخبين للتصويت يوم الانتخابات؟
هذه الأسئلة كانت عنوان الورشة التدريبية التي نظمها المعهد الجهوري حولمهارات إدارة الحملات الانتخابية للمحلياتبعمان-الأردن.يعد المعهد الجمهوري منظمة غير حكومية لا تهدف للريح,لها فروع في68دولة علي مستوي العالم من بينها مصر حيث أنشئ بموجب اتفاقية مع وزارة الخارجية منذ عام ونصف تقريبا ويديره كيث كيد الذي قام بالتدريب بالاشتراك مع هاني إبراهيم مدير البرامج وكيفين إيكري رئيس شركة إيكري للعلاقات العامة بالولايات المتحدة والذي أشرف علي الحملة الانتخابية لأرنولد شوارزنجر حاكم ولاية كاليفورنيا.
جمعت التدريبات بين الجانب النظري المعرفي والمهارات العملية حيث تجري تقسيم المشاركين-الذين يمثلون أحزاب الوطني والدستوري الحر والوفد والأحرار ومصر العربي الاشتراكي والناصري والوفاق والخضر ومستقلين-إلي أربع مجموعات لإدارة الحملة الانتخابية للمرشحين التخيليين عادل في دائرة صناعية حضرية,ومني في دائرة ريفية .
تحتاج أي حملة انتخابية إلي خطة يحكمها زمن محدد وميزانية معروفة لكن التساؤل الذي يطرح نفسه…كيف نبدأ؟
حلل نفسك وحلل خصمك هي نقطة البداية التي أكد عليها المدرب بمعني أن يجيب المرشح علي تساؤلات منطقية:لماذا ترشح نفسك؟هل تسعي إلي حل المشاكل في المجتمع الذي تعيش فيه أم لتلفت الانتباه لمجموعة من الناس ليس لها صوت أم من أجل النفوذ والمال؟!وهل لدي المرشح المؤهلات اللازمة لهذا المنصب؟
في هذا السياق قامت المجموعات الأربع بإجراء اختبار الزائد والناقص أو الإيجابيات والسلبيات علي المرشحينمني وعادلبهدف تحديد نقاط القوة والضعف في ترشيح كل منهما وأيضا عند المنافسين,ويظهر هذا الاختبار النقاط الجيدة التي يجب علي المرشح أن يشدد عليها ويبرزها والنقاط السلبية التي ينبغي عليه أن يقلصها ويقلل منها قبل أن يتم استغلالها من المنافسين.ويدخل في هذا الاختيار بعض العوامل منها الإقامة في الدائرة,مستوي التعليم,الاشتراك في أنشطة المجتمع,القدرة علي التحدث أمام الجمهور,السمعة في المجتمع,الخبرة السياسية,الوضع الأسري والعائلي.
أما الخطوة الثانية لوضع حملة انتخابية ناجحة فهي دراسة الناخبين وتحديد الشرائح المتوقع أن تصوت لصالح المرشح ثم دراسة أهم المشكلات التي يعانون منها من خلال إجراء مناقشات داخل مجموعات نقاشية صغيرة أو استبيان يوزع علي عينة من أهالي الدائرة للتعرف علي حجم المعاناة التي يعيشونها وفي هذا التدريب اختارت المجموعة التي تساند المرشح الدائرة الحضرية قضايا التعليم,البنية الأساسية,البطالة,لتكون أهم عناوين الحملة الانتخابية بينما اختارت مجموعة التي تساند مرشحةمنيالدائرة الريفية الأمية البطالة والصحة.
تضمن البرنامج التدريبي أيضا كيفية إعداد رسالة فعالة للحملة الانتخابية بداية من اختيار شعار الحملة المرسوم والذي يعبر عن القضايا التي يتبناها المرشح بشكل متميز وبسيط يسهل التعرف عليه وبالمثل الشعار المكتوب والذي لا يزيد علي بضع كلمات ينقل من خلالها المرشح ماذا سيقدم للدائرة؟وهذا الشعار يجب أن يكون موحدا بمعني استخدامه طوله فترة الحملة الانتخابية.
وطالب كيفين إيكري أن يكون المرشح واقعيا ولا يعد بشئ لا يستطيع أن يوفي به,ودقيقا لأن الناخبين إذا سمعوا المرشح يقول أشياء خاطئة من المرجح أن لا يمنحوه أصواتهم وأن تكون الرسالة الإعلامية محلية أي تخاطب احتياجات ومشكلات حياتية يعاني منها أهالي الدائرة الانتخابية.
وفي هذا الإطار وضع المشاركون نماذج لوسائل الاتصال بالناخبين وقدموا تصورات عن حملة إعلامية مدفوعة سواء في إذاعة وصحيفة محلية أو عن طريق البريدبرشورات واللافتات وكذلك الأمر بالنسبة لتغطية إعلامية مجانية عن طريق تنظيم المؤتمرات الانتخابية وإصدار البيانات والجولات الإعلامية,وطالب المدرب بأن يتجول المرشح بين الناخبين وأن يحاول تسجيل موافق إيجابية معهم كنموذج لمشاركته هموم أهالي الدائرة وأعطي مثالا بأن أرنولدو شوارزنجر عندما أراد تقديم رسالة لأهالي الولاية بأنه يشاركهم المعاناة من حرائق الغابات في كاليفورنيا ذهب إلي موقع الحريق وشارك موظفي الإطفاء بنفسه.
ومن أهم الآليات المستخدمة لحشد الأصوات في الانتخابات ما يعرف ببناء التحالفات حيث تعمل علي زيادة قدرات الحملة الانتخابية وتدفع كثيرا من جمهور الناخبين إلي الذهاب والتصويت لصالح المرشح.
في نهاية التدريب قام المشاركون بوضع نموذج لكيفية تمويل الحملة الانتخابية حيث يحتاج المرشح إلي تحرير كيفية سداد مقابل الأعمال والنشاط الذي يقوم به لاسيما وأن معظم المرشحين يحتاجون إلي معونة مالية لتمويل حملاتهم..واقترح جمع التمويل الذي يقسم إلي ثلاثة أجزاء للتعبير عن مستويات المساهمات.فالقاعدة الواسعة تمثل عددا كبير من الناس يمكنهم التبرع بمبالغ صغيرة ويمثل المستوي الثاني الناس الذين يستطيعون المساهمة بمبلغ أكثر قليلا لكنهم أصغر حجما من المجموعة الأولي,وأخيرا قمة الهرم وهم عدد قليل يستطيع أن يدفع إسهامات كبيرة…ثم قام المشاركون بوضع ميزانية كاملة لحملة انتخابية وتحديد أوجه النفقات التي يحتاجونها ومواعيدها.