ذكرنا في المرة السابقة عن بعض محاور مهرجان الكرازة لـ 2009 إن شاء الله وذكرنا منها 1- الإنسان المسيحي2- الإنسان الكنسي3- الإنسان المعاصر, ونستكمل المحاور:
4- الإنسان الخادم: هو العضو الحي الذي له وظيفته ودوره في بناء الجسد كله, أما العضو الخامل فهو ##كالزائدة## بلا جدوي. والعضو الفاسد, هو وبال علي الجسد كله.
ولذلك فالإنسان المسيحي له دوره في خدمة الكنيسة, وخدماتها بلا حصر, تظهر واضحة في الإصحاح الثاني عشر من الرسالة إلي رومية: النبوة – التعليم – الوعظ – العطاء – التدبير – المشاركة الوجدانية – العبادة والتسبيح – الصلوات – خدمة المحتاجين من فقراء ومرضي وحزاني ومسجونيين.. إلخ – إضافة الغرباء – وخدمات أخري كثيرة.
وبالطبع تحتاج الخدمة إلي إعداد وتدريب وتكليف كنسي ومتابعة يومية… لتكون مثمرة وسليمة في دوافعها وأسلوبها وتوجهاتها..
***
5- الإنسان الشاهد: ونقصد به أنه يشهد للمسيح في سلوكه اليومي في المجتمع. فقد أوصانا الرب أن يكون المسيحي:
- نورا للعالم… يهزم فلول الظلمة.
- ملحا للأرض… يحفظ العالم من الفساد.
- سفيرا عن المسيح… يقدم حبه وصورته النورانية للجميع.
- رسالة المسيح… المعروفة والمقروءة من جميع الناس.
- رائحة المسيح الذكية… تنشر أريج الخير في كل مكان.
- الخميرة الصغيرة… الحية والصالحة التي تنشر الحياة والخير في العالم كله.
***
6- المواطن الصالح: فقد أوصانا الكتاب المقدس بأن:
- تخضع للسلطات الفائقة (رو 1:13). – نفعل الصلاح ليمتدحنا الكل (رو 4:13).
- نعطي الجميع حقوقهم (رو 7:13). – نكرم المسئولين (رو 7:13).
- نحب الجميع (رو 8:13). – نسلك بحسب القانون (رو 9:13).
- نخضع لكل ترتيب بشري (1بط 13:2). – نفعل الخير بحرية لأجل الله (1بط 2: 15, 16).
- ## أكرموا الجميع. أحبوا الإخوة. خافوا الله. أكرموا الملك## (1بط 17:2).
والكنيسة القبطية هي خير من يعلم أولاده حب الوطن, فصلواتها ذاخرة بالطلبات من أجل ##الرئيس والجند والرؤساء والوزراء والجميع, ومداخلنا ومخارجنا, ليزينهم الرب بكل سلام## (القداس الإلهي). كما أننا نصلي من أجل النيل والفيضان, والزروع والعشب وثمار الأرض, والأهوية… ##ليصعدها الرب كمقدارها, ويفرح وجه الأرض ويعولنا نحن البشر## (الأواشي).
ولهذا نهيب بالشباب القبطي أن لا ينغلق في مجتمعات قبطية ضيقة, في المدارس والجامعات أماكن العمل, بل أن يتفاعل ويقوم بدوره في الانتخابات والأحزاب والنقابات والجمعيات…. ويحتفظ بعلاقات محبة طيبة مع شركائه في الوطن, فالوحدة الوطنية سياج صلب, يحاول أعداء مصر اختراقه من آن لآخر, والكنيسة القبطية – علي مدي التاريخ كانت-وستظل-مؤسسة وطنية, محبة لبلدها, التي باركها الرب منذ القديم بقوله: ##مبارك شعبي مصر## (إش25:19).
وقد اتحد الأقباط مع إخوتهم المسلمين علي مر العصور, فقاوموا المستعمر الغربي في ##حروب الفرنجة##, المعروفة خطأ باسم ##الحروب الصليبية, فالصليب بريئ من حروب الاستعمار. وقد أبلي الأقباط فيها بلاء حسنا, حتي أن صلاح الدين الأيوبي أهداهم ديرا في القدس, والمعروف باسم ##دير السلطان##, وهو الدير الذي اغتصبه الرهبان الأحباش بمساندة وتشجيع إسرائيل, وتكافح وزارة الخارجية مع الكنيسة القبطية لاسترداده.
كما كنا معا ضد المستعمرالفرنسي والإنجليزي, وكذلك الإسرائيلي, وكان لجنودنا الأقباط دورهم الباسل والمشهود له, في تحرير سيناء.
لذلك يهمنا أن يتعرف أبناؤنا علي تاريخنا الوطني, لكي يتفاعلوا مع إخوتهم وشركائهم في الوطن, من أجل بناء مصرنا الغالية, التي وصفها قداسة البابا شنودة الثالث بقوله الخالد: ##إن مصر ليست وطنا نعيش فيه, ولكنها وطن يعيش فينا##.
***
نرجو أن نجتهد معا في مهرجان هذا العام, للوصول بنعمة الله إلي هدفنا المنشود: ##كونوا كاملين##.