نيافة الأنبا مارتيروس
أسقف عام كنائس شرق السكة الحديد
*أهلا بالبابا في مقر كرسيه
أهلا بالبابا قائد الإيمان المسيحي الأرثوذكسي…أهلا بالبابا قائد الكنيسة القبطية…أهلا بالبابا قائد شعبه الذي يعبر بشعبه منذ زمن بعيد شراك المحن والتجارب بحكمة فائقة وعقل راجح ونعمة الروح القدس العاملة فيه المتشبه بآبائنا القديسين في تدبيرهم للبيعة وغيرتهم علي القطيع ورعايتهم الصالحة وحياتهم الباذلة والمحفوظين بالعناية الإلهية.
والذي لا يختلف عليه اثنان ولقب بأثناسيوس القرن العشرين في غزارة علمه وثقافته المتسعة وفهمه للعلوم اللاهوتية التي تغذي بها من تعاليم أباء الكنيسة الأوائل.
*أهلا بالبابا المصري الذي يعشق بلده وقال فيها قولا مأثورا(إن مصر ليست وطنا نعيش فيه بل وطن يعيش فينا),أحبها البابا الذي شرف مصر بمركزه الروحي وسط دول العالم وكان سفيرا عنها في كل البقاع.
*وأهلا بالبابا القديس الذي يكلل بالأكاليل الروحانية من أجل جهاده وبتوليته وصبره واحتماله وقت الشدائد والتجارب العاصفة..أهلا بالبابا ملاك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية…الرب يديم لنا حياته سنين كثيرة وأزمنة سالمة هادئة مديدة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مكانة البابا
نيافة الأنبا أغاثون
أسقف مغاغة والعدوة
لقداسة البابا شنودة مكانة كبيرة في عقول وقلوب الجميع يرجع هذا لأسباب كثيرة أذكر منها:
لأنه خليفة مارمرقس الرسول..من المعروف كنسيا لدي الكل أن قداسة البابا هو خليفة مارمرقس الرسول وهو البابا 117…وهذا المركز الرسولي جعل لقداسة البابا مكانة عظيمة لدي الأقباط في مصر والعالم.
*لأن الله أعطي قداسة البابا نعما كثيرة..وهذه النعم مثل المواهب الروحية,والشخصية المتكاملة والفضائل الروحية,وثمار الروح القدس العامل في قداسته.كل هذه النعم وأمثالها ميزت قداسته عن كثيرين,وأعطته مكانة لم يتبوئها أحد من السابقين.
*لما قدمه من خدمة للوطن والكنيسة..فقداسته خدم الوطن منذ شبابه وحتي وقتنا هذا,بكل جهده بأمانة وإخلاص وتفان,مقدما مصلحة الوطن وسلامه الاجتماعي ووحدة أبنائه فوق كل اعتبار,والكل يشهد بذلك…أما عما قدمه قداسته لخدمة الكنيسة,فقد أصبحت الكنيسة القبطية في عهد قداسته لها الريادة الروحية واللاهوتيه والقيادية,وذلك يرجع لتلك الجهود العظيمة التي قدمها قداسته لخدمة الكنيسة الجامعة,والجيل الذي تلمذه من أبنائه الآباء المطارنة والأساقفة والآباء الكهنة والرهبان والخدام,في كل مكان علي مستوي المسكونة.
* كل هذه الأمور وأمثالها جعلت لقداسة البابا مكانة سامية علي مستوي العالم,فهو محل تقدير من قادة الدول ورجال السياسة,والمثقفين ورجال الدين في منطقتنا العربية والشرق الأوسط,بل والعالم كله,من خلال حصول قداسته علي الجوائز والأوسمة وشهادات الدكتوراه الفخرية من جامعات متعددة علي مستوي العالم…بل وأكثر من ذلك,تكريم بعض رؤساء الدول لقداسته,كرجل من رجال العالم العظماء..وكل هذا يفسر سر محبة ومكانة قداسة البابا لدي أبنائه الأقباط وإخواتنا المسلمين في مصر وسائر الدول العربية ودول العالم بأسره.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الزهرة الجميلة
دكتور مينا بديع عبد الملك
بعد رحلة علاج ناجحة استغرقت نحو أربعة أشهر يعود قداسة البابا شنودة الثالث -مكللا بالصحة والعافية- إلي أرض الوطن الذي يحبه (كلاهما يحب الآخر) محاطا بمشاعر حب صادقة ودافئة من أبناء مصر المخلصين -مسلمين ومسيحيين- فهو بالحقيقة ##لودميلا## في بستان مصر…##لودميلا## كلمة روسية معناها ##الزهرة الجميلة##,وبالحقيقة أنه زهرة جميلة ذات رائحة متميزة في بستان أرضنا الحبيبة مصر التي كانت ولا زالت وستظل أرضا مقدسة.
* * في شبابه كان الشاب ##نظير جيد## زهرة جميلة في المدارس التي التحق بها كما يشهد بذلك زملاؤه في الدراسة وأذكر منهم الأستاذ الدكتور كمال رياض يعقوب -نيح الله نفسه- أستاذ الرياضيات البحتة بكلية العلوم -جامعة عين شمس- الذي تزامل مع الطالب نظير جيد ورأي فيه مثالا وقدوة في الالتزام والتفوق بالإضافة إلي قيادته لزملائه إلي كل ما هو نافع ومفيد,ثم في مرحلة الدراسة الجامعية كان محط أنظار زملائه وأيضا أساتذته,فكان هو الطالب المفوه والمتفوق وأيضا القائد,فكانت العيون تراقبه بحرص والقلوب تلتف حوله بحب.
* * أيضا في فترة شبابه كان مثالا طيبا لخادم فصول مدارس الأحد بكنيسة الأنبا أنطونيوس بشبرا والتي ترك بها بصمات خدمة باذلة ما زالت الأجيال تذكرها بكل الفخر…إذ كان قدوة حسنة في التعب والبذل والعطاء بسخاء -في الخفاء- وحب التعليم والدقة في العمل والالتزام بالمواعيد,ويشهد الشباب الذين تتلمذوا علي يديه أنه كان يحرص علي توزيع ما في يديه علي كل من يقابلهم فلم يكن يقتني شيئا لنفسه إذ كان يجد لذته في العطاء أكثر من الأخذ..ولأن الرهبنة في مفهومها الصحيح هي تعب وبذل عوضا عن الراحة والتنعم,لذلك كان يدرب نفسه علي ذلك الطريق قبل أن يطرق باب الدير عام 1954 ويصير راهبا.
* * وفي رهبنته بدير السريان العامر بوادي النطرون استطاع في فترة زمنية قصيرة أن يكون أبا لمجموعة من التلاميذ إذ وجدوا فيه عمقا في الحياة الروحية الصادقة وقوة في التفكير بالإضافة إلي بعد الرؤية,وأذكر أن الكثيرين من شباب القاهرة والإسكندرية الأتقياء حرصوا في فترة الخمسينيات وبداية الستينيات علي الذهاب إلي دير السريان وقضاء فترة خلوة روحية بالدير حبا في الاستماع إلي الأب الراهب أنطونيوس السرياني الذي كان يحرص علي الاجتماع بهم والاستماع إلي مشاكلهم والإجابة علي استفساراتهم بفكر مستنير جدا,ليس هؤلاء فحسب بل أن كثيرا من كهنة القاهرة والإسكندرية وجدوا في الأب أنطونيوس السرياني صورة صادقة للرهبنة الحقيقية حتي أن أحدهم وهو القمص بيشوي كامل بكنيسة مارجرجس باسبورتنج قال عنه في عام 1964 ##إنه صورة صادقة لآباء القرن الرابع الميلادي## إذ أن هذا العصر يعد العصر الذهبي للكنيسة القبطية من ناحية بركة الاستشهاد وأيضا ازدهار الرهبنة القبطية ووجود العدد الوفير من معلمي الكنيسة الذين دحضوا البدع والهرطقات التي انتشرت في ذلك الوقت.
* * وفي سبتمبر من عام 1962 وقع عليه اختيار البابا كيرلس السادس البطريرك 116 ليكون أسقفا للتعليم والتربية الكنسية,وإذ كان هذا الأمر ضد رغبته,لكنه أطاع وبدأ يمارس رسالته كما يجب أن تكون,ومن ذلك الوقت بدأ عصر جديد في الكنيسة هو عصر التعليم,فالبابا كيرلس السادس -بطبيعته الرهبانية التوحدية- يميل إلي حياة الصلاة,فانخرط الناس في الصلاة اليومية الحقيقية,والأنبا شنودة -أسقف التعليم- بطبيعته الرهبانية المثقفة قدم للناس تعليما نافعا متمشيا مع روح الكنيسة وتعاليم الآباء,فكان اجتماعه الأسبوعي بالقاهرة يومي الاثنين والجمعة موضع اهتمام أبناء القاهرة وضواحيها حتي أن محطتي الأتوبيس ومترو مصر الجديدة المواجهتين للكاتدرائية المرقسية الكبري بالعباسية أطلق عليهما (بين الناس) اسم ##محطة الأنبا شنودة##.
* * وما أن جلس علي الكرسي المرقسي في 14نوفمبر1971 -ولسنين عدة سلامية مديدة- حتي شارك في العديد من الأمور الوطنية التي كانت تشغل فكر المواطن المصري,فقامت نقابة الصحفيين بتوجيه الدعوة إليه لإلقاء محاضرة في موضوع ##الصهيونية وشعب الله المختار## والتي مازالت كلماتها تتداولها الكثير من الكتابات التي تتطرق إلي موضوع الصهيونية,كما فتحت العديد من الصحف صفحاتها ليكتب قداسته مقالاته البناءة…أيضا في مجال التعليم الكنسي تصدي لبعض الأفكار الغربية التي بدأت تخترق صفوف الكنيسة القبطية,فتمكن من دحضها بالتعليم والكتابة سواء في الاجتماعات العامة أو الجلسات الخاصة,وفي العمل المسكوني تمكن من تكوين صداقات قوية مع رؤساء الكنائس المختلفة الذين وجدوا فيه أبوة حقيقية وأيضاالقدوة الطيبة والفكر المستنير فأحاطوا به واتخذوه عميدا لهم فهو الأب والمعلم والناسك.
* * فلتفرح اليوم كورة مصر وتتهلل براريها بعودة الراعي الصالح والناسك الحقيقي لأرض مصر الطيبة محاطا بالعناية الإلهية وصداقة القديسين ومؤازرة معلمي الكنيسة ومحبة الشعب المصري كله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوطني النقي
أ.د.رسمي عبد الملك رستم
مقرر لجنة التعليم بالمجلس الملي العام
همسة حب مغلفة بأفراح وأشواق…مع باقة وفاء لأب الآباء,وراعي الرعاة,خليفة مار مرقس الرسول المائة والسابع عشر..حمدا لله علي سلامتكم وعودتكم بكامل الصحة والعافية إلي وطنكم مصر تلك المعشوقة التي حفرت في صخورها عبارتكم والتي أصبحت من مأثورات الوطن:
إن مصر ليست وطنا نعيش فيه,وإنما وطن يعيش فيناوما أجمل هذا الشطر من شعرك عنها والذي قلت فيه نحبك يا مصر,قلبي ارتوي
إنك تحمل في أي موقع لإقامتك علي اتساع العالم(مصر) في قلبك وفي ذهنك.منشغلا بقضاياها الداخلية والخارجية,لا تحول دون ذلك المسافات مهما بعدت,حريصا أن يظل لمصر نموذجها الفريد في الوحدة المسيحية الإسلامية,مؤكدا دائما أن مصر بكل طوائفها وفئاتها نسيج واحد لمجتمع عريق متماسك…ونتذكر كلماتكم عن الحوار بين الأديانقلتم مفتخرا أن أفضل نموذج للحوار هو ما يجري في مصر بين رجال الدين الإسلامي والمسيحي,لأننا نتعاون معا في المساحة المشتركة بيننا,التي تشمل المبادئ والقيم التي نؤمن بها جميعا وأن مشاكلنا الداخلية لا تعالج إلا داخليا.
مرحبا بعودتكم سالما أيها الوطني النقي…الحكيم,الذي علمنا ألا نسمح لأية مشكلة مهما كانت أن تفقدنا سلامنا القلبي,لذلك تحديت كل متاعبك وتحربتك في المرض,التي هي بحق تجربتنا جميعا معك,التي أبعدتك عنا ما يقربه من120يوما تحملتها بابتسامة وبخضوع وإيمان وهدوء,ورغم ذلك أخذت تواصل عطاءك بنفس الحماس والعمل,فأنتم من هؤلاء العظماء الذين لا يخلدون للراحة,فدائما تقولراحة الخادم في راحة الآخرين…ولقد سمح لنا الله بعودتكم وأنتم في كامل لياقتكم الصحة,صخرة قوية ثابتة وإلي منتهي الأعوام.
مرحبا بعودة بابا العرب,فكم من الأوقات العصيبة للوطن ظهرت فيها حكمتكم ووعيكم الوطني القومي الصادق…الجميع يذكر لقداستكم,كتابكم الشهيرإسرائيل ليست شعب الله المختارعام1976…كما أن صوتكم الذي يرتفع بإيجابية ضد التطبيع,مانعا وبحزم زيارة القدس إلا بعد تحريرها,ومناصرتكم للشعب الفلسطيني مؤكدا أن العمل لصالح فلسطين ليس مجرد قضية سياسية إنما هو عمل إنساني بالدرجة الأولي…وفي نفس الوقت أثبتم مسايرتكم للكتاب المقدس في هذا المجال: إننا كرجال دين وظفيتنا أن نشهد للحقمبرئ الظالم ومذنب البرئ كلاهما مكرهة للرب…قائلانحن لا نجامل أحدا في شهادة الحق,والحق هو اسم من أسماء الله تبارك اسمه.
**مرحبا بفارس الكلمة,أستاذ عصره,الرائد المفكر الشاعر,أثناسيوس الرسولي للقرن الحادي والعشرين,المثقف الذي تسابقت دول العالم علي منحه ثماني شهادات للدكتوراه الفخرية,بالإضافة إلي العديد من الجوائز في التسامح وحقوق الإنسان وأعظم واعظ في العالم…لسبب واضح وهو علمك وبساطتك النادرة التي توجهها لمحور واحد وهوالإنسان الذي يجب الاهتمام به وبمشاعره…فحاولت أن تعيد صياغة الإنسان من جميع جوانبه وفي جميع مراحل حياته بما تعطيه من معرفة وفهم,وبما تمده من يمينك وكلماتك وتعليمك,فيشعر بالرجاء والحنان والأمان..وتكفي عبارتك الشهيرة المعزية للجميع في ضيقهمربنا موجودالتي تعمل علي دغدغة المشاعر المتجمدة في هذا الزمن.
*** مصر كلها يا قداسة البابا تحمل لك كل تقدير باعتباركم رمزا رفيعا من رموزها الوطنية الصادقة في انتمائها وولائها لمصر…ولعل هذا الرصيد الكبير من حب الناس لم يأت من فراغ ..ولكنه علي حساب صحتك ووقتك وتعبك للتفاني في حب البشرية وفي حب مصر الشعب والحضارة بكل الحب والفرح نستقبلك,داعين اله أن يطبل الله عمركم يا قداسة البابا وإلي منتهي الأعوام.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرف الأكبر
فؤاد قنديل
أعترف بأن عصور الأنبياء والرسل الذين يكلفهم الله بهداية العباد قد انتهت,وتوقفت تماما الرسالات السماوية عن النزول علي بني البشر,لكني لا أعترف بأن الله رفع يده تماما عن الحياة وترك الأرض ساحة يجوس فيها الشيطان وأتباعه من الأشرار كما شاؤوا,ومن ثم يترسخ لدي الاعتقاد بأن الله -رحمة بالبشر الذين يلاحقهم الشيطان بضراوة- يبعث كل حقبة -طالت أو قصرت-من يساندهم علي فهم الوجود,والاقتراب إلي أقصي حد ممكن من منظومة القيم,ويؤكد لهم أن السبيل إلي الله يمر عبر السبيل إلي الإنسان,الذي يتعين دعمه والتخفيف عنه,وإضاءة الطريق أمامه,ورفع مستوي وعيه بذاته وبالخالق وبالحياة,وحثه علي التوجه نحو دروب الخير والمحبة والتسامح وإخلاص العبادة لله,وإخلاص المحبة لأقرانه من بني الإنسان.
في إطار هذه الرؤية هدتني ثقافتي,وبلور تأملي الدائم الذي تعودت عليه في تقييم شخصيات العصر الذي أعيش فيه,إلي أن البابا شنودة الثالث يعد دون أدني شك من تلك الشخصيات التي رتب الله لها أن تكون من هداة الناس,ومن تلك الكوكبة النادرة التي امتلكت القدرة علي أن تقود مسيرة الأمة نحو القيم النبيلة التي تتجاوز كثيرا قيم الحق والخير والجمال والسلام والعدل.
لقد قرأت كثيرا واستمعت للكلمات المجنحة للشخصية النادرة للبابا الحكيم,وتابعت تصريحاته وأعماله التي لفتت الانتباه,واجتذبت إليه كل منصف وعاشق للحياة والدين والانتماء لكل ما هو أصيل ووطني وإنساني.
لقد أحسست أنه بفكره السديد وآرائه الرشيدة وحكمته البالغة ورؤاه الملهمة وتسامحه البالغ نموذج للإنسان الجديد الذي أراد الله,أن يكون مثالا يحتذي به في عصر يتخبط أبناؤه وسط أمواج الضياع,بفعل العواصف العاتية والتحديات الشرسة,والهجمات الضارية,مع فداحة ما تنتجه النفوس المريضة,والقلوب الضالة والعقول التائهة.
ولما سعدت قبل سنوات بنبأ فوزه بجائزة حقوق الإنسان التي تمنحها الجماهيرية الليبية لأبرز رجالات العالم أصحاب التأثير البالغ في مسيرته,كتبت مقالا -أرضي به نفسي وشعوري- عن البابا شنودة بوصفه ذلك النموذج الرائع للإنسان الذي تجلي الله في قلبه وروحه,ولم تكن الجائزة لتضيف مجدا لنيافته,ولكنه هو الذي أضاف إليها…وفوجئت بعد نشر المقال بالأهرام,بالسفارة الليبية تنبئني بأنني مدعو للمشاركة في حضور الاحتفال العالمي الذي سيقام ابتهاجا بفوز البابا بالجائزة,ولم أفكر في مشاغلي وأحوال أسرتي وظروف عملي..أزحت كل هذا ووافقت علي السفر,وكنت أشعر بابتهاج غير عادي لأن المسافة الشاسعة التي تفصلني عن هذه الشخصية التاريخية قد ضاقت حتي أنني يمكن أن أسلم عليه وأتحدث إليه ولم تسعني الدنيا والأنبا يوأنس سكرتير البابا شنودة يقدمني له في صالة كبار الزوار بالمطار,لقد أتت اللحظة التي تمنيتها,وها أنا بين يديه لا أدرك بالضبط ماذا علي أن أفعل؟ وكيف أبدأ؟ وما موقفه مني؟…فإذا به يقربني إليه,وأخذ ينظر إلي نظرات ممتلئة بالمحبة والعطف…وأطال النظر,وأطال الإمساك بيدي,حتي دمعت عيناي.
وبعد أن وفقنا الله في الرحلة,وتجمع حول نيافته العديد من الشخصيات الدولية والمئات من الشعب الليبي الذي اصطف في كل مكان يمكن أن يمر منه أو يصل إليه,وتجمع في المسرح الضخم الذي أقيم فيه الحفل أكثر من ألفي مدعو.
سأل عني,وقال: ليجلس فؤاد إلي جانبي في رحلة العودة…
ماذا فعلت حتي أنال هذه المكانة؟!.. من أنا حتي أحظي بهذا الشرف؟!.. صحيح أن لي أربعين كتابا في الأدب,ووهبت عمري للثقافة والفكر والمعرفة,لكن ذلك كله قبض ريح,وقصاصة ورق إلي جانب مكتبة هائلة….وهذا ما كان.
علي مدي يقترب من أربع ساعات -مدة الرحلة- أفاض علي بعلمه,وأغرقني في بحار معرفته,بل معارفه الموسوعية التي تضرب برصانة ودقة وعذوبة بصوته الرخيم الذي لا يأتيني من فمه بقدر ما يطلع علي من قلبه…قرأ علي سورا كاملة من القرآن الكريم,وأسمعني شعرا من كل العصور,وسالت الحكمة علي لسانه حتي أذابتني وتنقل بي مع بساط طائر وديع بين الأدب الإغريقي والروماني والإنجليزي…لحظات خالدة لا يجب أن أحفظها وحدي,بل يحفظها التاريخ.إنني أدعو الله من كل قلبي أن يحفظ لنا ذلك المخلوق الفريد والحكيم الذي يعيش علي أرض مصر بالحب وقلبه بين جوانحه يتوجه إلي الله أن يحفظ بلادنا…
يا سيدي الكريم…حمدا لله علي سلامتك ولا مستك ذرة من غبار أو أسي,وابق بيننا مشرقا كالشمس,نبيلا كريما كالنيل.
ـــــــــــــــــــــ
محبة الأب
منير فخري عبد النور -سكرتير حزب الوفد:
شعرنا بفراغ كبير أثناء غياب الأنبا شنودة في رحلة علاجه بالخارج,إذ حرمنا خلال هذه الفترة من عطف ومحبة الأب وحكمته ورجاحة عقله وخبرته في إدارة شئون الكنيسة ومواجهة المشكلات…وبعودته نشعر بالدفء والاستقرار…فشكرا للرب لأنه أعاد لنا سيدنا وأبانا سالما معافي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البطل
أمين فهيم
لا يستريح ضمير الأبطال ولا تهدأ نفوسهم إلا بالعمل الدءوب والكفاح العنيد من أجل أداء مسئوليتهم وتحقيق رسالتهم علي أكمل وجه ممكن…فهنيئا لقداسة البابا شنودة الثالث ولكل المصريين بسلامة عودته إلي الوطن من أجل استئناف مهامه في الكاتدرائية معززا وسعيدا بما نتوقعه من استقبال رائع من قبل الدولة والمصريين عامة والمسيحيين خاصة..المهام التي تنتظركم يا سيدنا مهام جسام علي عدة مستويات,وهي في انتظار حكمتكم وبصيرتكم من أجل حلها بمشيئة الرب…ونتضرع إليه تعالي حتي يلهمكم بروحه لما فيه خير مصر والكنيسة,وكذا يمنحكم الصحة والعافية والعمر المديد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عاشق لمصر
اللواء فؤاد علام
رئيس مباحث أمن الدولة السابق
البابا شنودة رجل دين محترم مثقف,عاقل جدا,متوازن جدا,كل المصريين يحبونه,مسلمين ومسيحيين,كل الطوائف المختلفة تحبه,نتمني له دوام الصحة لأنه وطني مخلص عاشق لمصر. وأنا أشهد بهذا…وسعيد لعودته سالما لأرض مصر الحبيبة.
ـــــــــــــــــــ
حضور طاغ
صلاح عيسي-رئيس تحرير جريدة القاهرة
قداسة البابا شنودة الثالث من الشخصيات التي تتمتع بجماهيرية كبيرة سواء من المسلمين أو المسيحيين,أري أنه يتسم بالحكمة,وهو شخصية ذات حضور طاغ,ومن خلال مناقشاته العامة وحواراته أعتقد أنه من أبرز البطاركة الذين مروا علي تاريخ الكنيسة في مصر,أتمني أن تحل الأمور التي تخص الأقباط وقضاياهم في فترة غياب قداسة البابا بحكمته المعتادة عند عودته,لأنه يتميز بالسماحة والحفاظ علي وحدة الوطن ونحن كقوة مدنية نسعي نحو صدور قانون البناء الموحد لدور العبادة,وفي ختام حديثي أقول لهحمد لله علي سلامتك يا قداسة البابا.
ــــــــــــ
جندي مقاتل
الدكتور حسن وجيه بالأزهر
يقول,كل واحد في أرض مصر يشعر باحترام لقداسة البابا شنودة الثالث فهو صاحب دور وطني نحو وحدة الشعب المصري ونشعر أن قداسة البابا شنودة جندي مقاتل من أجل وحدة الكنيسة,وأتمني له دوام الصحة والعطاء من أجل الكنيسة القبطية,وأقول لقداسة البابا شنودة حمد لله علي سلامة قدسك وأتمني لك دوام الصحة والعافية.
ـــــــــــــــ
حكمة المحن
الدكتور جهاد عودة أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان:
قداسة البابا شنودة الثالث له مكانة عظيمة فهو شخص يتسم بالوطنية,وأكد أنه جزء من ألم وفرح الشعب المصري -مسلمين ومسيحيين- نرحب بعودته إلي أرض وطنا الحبيب مصر بالسلامة فهو حريص علي وحدة الكنيسة والشعب والبابا شنودة شخصية حكيمة فأنا أعتبر أنه تعلم هذه الحكمة من كثرة المحن والظروف التي مرت بها الكنيسة خلال حبريته,وأنا أري أن قداسته قادر علي فهم أبعاد مختلفة وأتوقع من البابا شنودة لم الشمل وتهدئة الخواطر وبالتالي فوجوده له أهمية قصوي وبصحة جيدة لكي يكمل مشواره ونشاطه وأقول لهحمدا لله علي سلامتك يا قداسة البابا.
ـــــــــــــــــ
الرسول المخلص
*الأنبا أنطونيوس نجيب بطريرك الكنيسة الكاثوليكية بمصر
الكنيسة الكاثوليكية بمصر ترحب بعودة قداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية إلي كرسيه البابوي فهو رمز للرسول المخلص,وهو رجل الحوار المصقول الذي يقود المسيحية الشرقية في طريق الوحدة والمحبة,والذي يقدم دائما مصالح الوطن,وأقول لهحمد لله علي سلامتك يا سيدنا البابا.
ــــــــــــــــ
رمز للكنيسة
الأب رفيق جريش-المتحدث الإعلامي للكنيسة الكاثوليكية
البابا شنودة رمز للكنيسة الأرثوذكسية في مصر ورمز للأخوة والحكمة,نتمني له الشفاء الكامل لأنه يبذل مجهودا كبيرا داخل الكنيسة القبطية ونطلب من الرب أن يديمه علي كرسيه ويكمل خدمته بنشاط..ربنا يبارك هذه الخدمة سنين عديدة.
ـــــــــــــ
رمز للشعب
القس نصر الله زكريا
البابا شنودة الثالث رمز للشعب المصري كله(مسيحيين ومسلمين)…له رؤياته السياسية التي تميزه..وعلاقته بالكنيسة الإنجيلية طيبة فتربطه صداقة برئيس الطائفة الإنجيلية الدكتور صفوت البياضي .