أمر المستشار محمد البنداري المحامي العام لنيابات شرق الإسكندرية بحبس المدرس هيثم نبيل عبد الحميد مدرس الرياضيات بمدرسة سعد عثمان الابتدائية أربعة أيام علي ذمة التحقيق لقيامه بضرب التلميذ إسلام عمرو بدر11سنة بالصف الخامس الابتدائي مما أدي إلي وفاته.
كشفت تحقيقات أحمد محمود رئيس نيابة المنتزه أن المدرس معين داخل المدرسة بعقد سنوي!
بعد يوم واحد من حادثة الإسكندرية تلقي اللواء رمزي تعلب مدير أمن الغربية إخطارا من مستشفي المحلة العام يفيد وصول 15تلميذا مصابين بإصابات مختلفة نتيجة اعتداء المدرس محمد السيد عبد الفضيل بمدرسة عزبة توما الابتدائية الذي قام بضربهم بالعصا وبيديه ورجليه نتيجة إصابته بلوثة عقلية بسبب صخب تلاميذ الصف السادس,كشفت التحقيقات أن المدرس متعاقد بالحصة.
من ناحية أخري أمرت نيابة إطسا بالفيوم بحبس مدرس بمدرسة تطون الإعدادية علي ذمة التحقيق لاتهامه بإجبار أربعة تلاميذ بالصف الثالث الإعدادي علي خلع بناطيلهم وملابسهم الداخلية وضربهم علي مؤخرتهم لتأدبيهم!
من يتتبع هذه الحوادث يكتشف أن مرتكبي معظم هذه الجرائم من المدرسيين المتعاقدين بالحصة…فما سر الكارثة؟
الواقع أن المناخ المدرسي مسموم….ومن الطبيعي أن يفرز يوميا الجرائم التي تهز الرأي العام…وزارة التربية والتعليم لديها عجز حوالي ستين ألف مدرس,ولا يغيبها سد العجز بالتعيين بالشروط التربوية المثلي,وإنما تلجأ للعبة كل عام بأنها في حاجة سنويا إلي ستين ألف مدرس,وتلجأ لأسلوب المقاولات…تتعاقد معهم بالحصة أو المكافأة وتترك حرية التعاقد للإدارات والمديريات التعليمية التي لا تشترط سوي المؤهل الدراسي فقط دون عمل أية اختبارات,وينتهي التعاقد في نهاية العام الدراسي دون أية التزامات من الطرفين…وتبدأ اللعبة من جديد مع بداية العام الدراسي الجديد بالإعلان عن حاجتها لنفس العدد…هذا الأسلوب يوحي إلي الرأي العام أن الوزارة تقدم بتعيين ستين ألف مدرس سنويا!!ناهيك عن كثير من المدرسين المعينين غير التربويين وهذه كارثة!!!
نتباكي علي مستوي المدرسين زمان…والمقارنة اليوم ستحيلة…لأن زمان كان ضخ المعلمين المتخصصين إلي المدارس عن طريق كليات التربية ودور المعلمين والمعلمات المؤهلين تربويا,وضع تحتها ألف خط…فالقبول بها كان يخضع لشروط واختبارات وغربلة قاسية جدا تفرز في النهاية معلمين مثاليين,لدرجة أن هذه الكليات والدور كانت تقبل أحيانا عشرة في المائة من عدد المتقدمين إليها,وأشهد أن إحدي دور المعلمات رفضت قبول طالبة حاصلة علي90 في المائة في الستينيات لأن شخصيتها مهزوزة ونطقها غير سليم!!!!
ناهيك عن تكدس الفصول وأزمة المباني وتهالكها وإلغاء معظم الأنشطة من كثير من المدراس وفضائح المناهج والكتب الدراسية المشوهة وكارثة الأداء,والفوضي والبلطجة وغياب التربية الاجتماعية والرقابة والإشراف وعدم الانضباط,وفشل مجموعات التقوية المدرسية والصراع الدموي علي الدروس الخصوصية لدرجة الفتك بالتلاميذ الذين يتسربون إلي مدرس الفصول الأخري.
وبعد كل هذه الفضائح…ماذا ننتظر؟