* أهالي العياط…في انتظار بناء مستشفي!
تعاني بعض المستشفيات من غياب الاحتياجات الأساسية لرعاية المرضي,ويتم إهدار مبالغ كبيرة علي بناء المستشفيات وشراء الأجهزة المهمة,في الوقت الذي يتم فيه ترك هذه الأجهزة في المخازن ولا يتم استخدامها,رغم حاجة المرضي وهو ما يعد إهدارا للمال العام وعدم الإحساس بالمسئولية تجاه المرضي وعائلاتهم.
##وطني## تفتح هذا الملف,بعد أن رصدت بعض هذه المشكلات في عدة مستشفيات في محافظات مختلفة,وعبر صفحات هذا العدد ستكون في مستشفي أبو الريش وما يعانيه من احتياجات شديدة وعدم قدرة المستشفي علي استيعاب الأطفال,كذلك مستشفي العياط الذي بحاجة شديدة إلي الانتهاء من بنائه للبدء فورا في علاج المرضي.
رغم الشروع في بناء مستشفي حميات العياط منذ 13عاما لتخفيف آلام المواطنين البسطاء,إلا أن العمل توقف عند مرحلة إنشاء الهيكل الخرساني للمستشفي,وهنا نطرح التساؤلات.
مستشفي حميات العياط
قال الدكتور رفعت الريس مدير مستشفي حميات العياط إن سبب تأخير العمل في المستشفي يرجع إلي أن المقاول المسئول علي أعمال التنفيذ متقاعس في القيام بالأعمال المطلوبة منه بزعم عدم وجود اعتمادات كافية,وهناك معدات وتجهيزات موجودة في ##بدروم## المستشفي,ولكن هناك قلقا من تلف هذه الأجهزة بسبب سوء التخزين,وتم استلام هذه المعدات لعدم إهدار المال العام المخصص للمستشفي,وهناك محاولات حاليا لإنهاء العمل في أسرع وقت بكامل إمكانيات المستشفي,لأن العمل يجري حاليا من خلال عنبر واحد مكون من 20سريرا.
من جانبه قال إلهامي عواجة عضو المجلس المحلي بالعياط إن المستشفي تم بناؤه علي مساحة فدان,وتم بناء ثلاثة طوابق,وتكلفة المبني من الحفر وحتي التشطيب حوالي 11مليون جنيه,وتجري حاليا عملية وضع التجهيزات الأخيرة للمبني وإلحاق الأجهزة والمعدات بها,والتي تحتفظ بها إدارة المستشفي في مكان جيد.
أكد رمضان المسيري المقاول المسئول عن أعمال المستشفي أن سبب تأخر العمل بالمستشفي أنه غير مدرج في الخطة للعامين السابقين,إلي جانب وجود مديونيات متأخرة تصل إلي 2.6مليون جنيه,كما تم مخاطبة وزارة الصحة ومديرية الصحة بالجيزة حينما كانت تابعة لها,إلا أن مشكلة الروتين الحكومي كانت ملحوظة,وبمجرد توفير هذه الاعتمادات سيتم الانتهاء من الأعمال المؤجلة.
أما الدكتور عبد السميع حافظ رئيس لجنة الإسكان بمحافظة الجيزة قال: إن الاعتمادات المالية الخاصة بالمستشفي لم تكن مدرجة خلال العامين الماضيين وأنه بمجرد وجود سيولة مالية سيتم حل كل هذه المشكلات.
من جانبه قال الدكتور عبد الحليم بحيري وكيل أول وزارة بمديرية الصحة بالجيزة إن أعمال المستشفي توقفت لأشياء غير واضحة,فهل يرجع ذلك لغياب التمويل أم التباطؤ في الأعمال المنفذة؟,وتم إخطار محافظة الجيزة وقتئذ للوصول إلي الأسباب الحقيقية,إلا أن الموضوع لم يظهر للنور بعد,وحتي وزارة الإسكان تم إرسال العديد من الطلبات إليها,وهناك آمال كبيرة في إنهاء أعمال المستشفي في الفترة المقبلة.
أشار مصطفي محمد إبراهيم مدير مالي وإداري بمديرية الصحة بالجيزة إلي أن الأعمال في المستشفي انتهت بنسبة 75%,وبعد مخاطبة محافظة الجيزة ووزارة الإسكان تم توفير اعتمادات إضافية,ولكن المهم إنهاء الأعمال سريعا للحفاظ علي المعدات والأجهزة من التلف.
مستشفي أبو الريش
يعاني مستشفي أبو الريش من الإهمال,ومن الملفت لأي متابع إهدار أموال المتبرعين في ديكور المستشفي ودهان الجدران,في الوقت الذي يتم فيه ترك الأطفال وآبائهم علي الأرصفة من أجل الحصول علي العلاج المناسب لهم.
قال الدكتور منتصر الكبتي مدير مستشفي أبو الريش إن انتظار المرضي مشكلة حقيقية لأن هناك قدرات محدودة للمستشفي,وتم وضع حلول لمواجهة هذه المشكلة من خلال فترة مسائية للعيادة بأجر مادي 10جنيهات,إلا أن الأطباء رفضوا نظرا لحاجتهم للعمل الخاص,لأن مرتباتهم ضعيفة,خاصة أن التعليمات الحكومية لا تسمح برفع أسعار تذاكر الكشف,كما أنه لا توجد أماكن كافية لعلاج مرضي القلب والجراحات الخاصة والدقيقة,ولابد من وجود 10مستشفيات أخري حتي لا يزداد الضغط علي مستشفي أبو الريش.
أكد الكبتي أن الحكومة ترفع يدها عن المشكلات التي تواجه المستشفي ثم تقوم بمحاسبة المستشفي بعد ذلك,فعلي سبيل المثال الميزانية المعتمدة لمستشفي أبو الريش 5.7مليون جنيه,ويتم إجراء أكثر من 7آلاف عملية بتكاليف ضخمة,وهناك حاجة لضعف هذه الميزانية,وتمت مطالبة وزارة المالية بزيادة الاعتمادات المالية,وللأسف لم تتم الاستجابة حتي الآن.
أوضح الكبتي أن هناك حاجة ملحة لبناء مستشفي أطفال في كل محافظة,لأن غرفة عمليات المستشفي غالبا ما تكون مشغولة,وتم تقديم دراسة للدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة لتحويل الأماكن الخالية بالمستشفيات الحكومية إلي أقسام أطفال مجهزة عن طريق المتبرعين حتي يتم حل المشكلة خلال الفترة المقبلة,إلا أن وزير الصحة وعد بتشكيل لجنة لدراسة المشروع,ولم يتم اتخاذ أية خطوة حتي الآن!
الأطفال في قائمة الانتظار
قال أحمد محسن ##والد الطفل يزيد## والذي أصيب بثقب في القلب منذ حوالي عام واضطر علي أثرها لنقله إلي مستشفي أبو الريش للأطفال: نظرا للعدد الكبير علي قوائم الاستقبال في المستشفي تم إجراء العديد من المحاولات لكي يتم وضعه علي قائمة الاستقبال ومن خلال طريقة غير شرعية تم وضعه,لأنه لم يكن هناك فرصة غير ذلك,مشيرا إلي أن المستوي الصحي لا يليق,وفي حاجة إلي إعادة تقييم من أجل صحة أطفال مصر.
أوضح الدكتور أحمد سمير ##طبيب مقيم بوحدة الطوارئ## أن الحجرة خاصة بالأطفال حديثي الولادة وتعاني من نقص الأدوية وبعضها غير متوفر نظرا للضغط الشديد علي القسم,كما أن بعض الأدوية لا يتم صرفها إلا بعد عمل ما يسمي بـ##المزرعة## وهي تحتاج إلي 48ساعة حتي تظهر نتائج التحاليل,رغم أهمية هذه الأدوية,وحاجة الأطفال إليها.
أشار د.أحمد سمير إلي أن وحدة الأطفال تحتاج إلي أجهزة لضخ المحاليل,فالموجود معطل وغير صالح للاستخدام,كما أن أجهزة قياس ضغط الدم العادية غير متوفرة,كما أن طاقم التمريض المخصص للوحدة لا يكفي لرعاية طفل واحد,بالإضافة إلي أن صرف الأدوية من صيدلية المستشفي أمر شديد الصعوبة,خاصة صرف الأدوية غالية الثمن.
الأجهزة الطبية في عطل دائم
قالت الدكتورة نهي موسي النائب المقيم بقسم الاستقبال والحوادث إن جهاز التنفس الصناعي الموجود بالقسم لا يعمل,والصيانة الدورية غائبة عن الجهاز الثاني,وهناك حاجة إلي ثلاثة أجهزة علي الأقل,بالإضافة إلي أن الوصلات الوريدية تحتاج إلي تغيير مستمر.
من جانبه أكد الدكتور إيهاب عبد الحليم نائب رئيس قسم جراحة المخ والأعصاب بالمستشفي إلي أن حالات الاستسقاء من أهم الحالات المرضية التي يعاني منها الأطفال,وإذا لم يتم علاجها بسرعة فإن الطفل يتوفي علي الفور,وبالرغم من أن هذه الصمامات لا توجد في المستشفي إلا عن طريق التبرعات والباقي من خلال مبالغ يدفعها أهالي الأطفال.
كما أن العيادات الخارجية تعاني من عدة مشكلات منها زيادة عدد المرضي الذين يتوافدون يوميا من كل مكان نظرا للشهرة الواسعة التي يتمتع بها المستشفي وأطباء الجامعة الذين يتوافر لهم مستوي مرتفع من الخبرة,إلا أن زيادة الأعداد تؤثر علي الخدمة.
وأمام وحدة مناظير الجهاز الهضمي جلس ##إسماعيل إبراهيم## من محافظة القليوبية ينتظر عمل منظار لابنه ##ضياء## وتحدث بقوله: تم إجراء جراحة له وتحسنت حالته,والأطباء أحيوا ابنه من جديد,ولكن أمن المستشفي يتعامل بسلبية مع المواطنين وبنوع من العنف أحيانا,وبشكل لا يليق!
واتفق معه أحمد عبده أحد المرتادين للمستشفي بقوله: هناك تزاحم كبير علي المستشفي مع تكدس المرضي أمام المستشفي,ومعاملة الأمن سيئة والعاملون في المستشفي لا يراعون مصالح أهالي المرضي ومشاعرهم القلقة علي صحة أبنائهم.