احتفلت كوبتك اورفنز بفندق ماريوت وسط منهاتن بنيويورك يوم 18 اكتوبر الماضى بمرر 20 عاما على تأسيسسها(1988-2008) ، وقد تحولت كوبتك اورفنز خلال هذه السنوات العشرين من مجرد عمل فردى فى بدايتها لمساعدة الأطفال اليتامى فى مصر إلى عمل مؤسسى يدار من اربعة مكاتب فى امريكا ومصر واستراليا وكندا، ومن ميزانية بعدة الآف من الدولارات إلى ميزانية تجاوزت ثلاثة ونصف مليون دولار فى عام 2008 أى ما يقرب من عشرين مليون جنيه مصرى سنويا، ومن مجرد التعاطف ومساعدة أفراد قلائل إلى مؤسسة تنمية تحاول إطلاق ملكات الأطفال المهمشين فى مصر للمساهمة فى صناعة التغيير فى مجتمعاتهم المحلية- يزيد عدد من خدمتهم عن 14 الف طفل يتيم فى مصر- ومن عدة أفراد يساهمون فى العمل التطوعى إلى أكثر من 300 متطوع علاوة على عشرات الموظفين فى مكاتبها الأربعة حول العالم. ولهذا حصلت كوبتك اورفنز عام 2005 على جائزة صحيفة واشنطن بوست للتميز فى الإدارة بين المؤسسات الصغيرة غير القابلة للربح، واختيرت كذلك كواحدة من أفضل المشروعات الصغيرة غير القابلة للربح فى منطقة واشنطن الكبرى خلال عامى 2006،2007 على التوالى.
تنطلق كوبتك اورفنز فى عملها من خلال ثلاثة برامج لمساعدة الأيتام:
الأول: البرنامج الرئيسى هو مشروع ” لست وحدك” ويخدم هذا البرنامج الأطفال الذين فقدوا عائلهم، ولهذا تتولى المنظمة مساعدتهم فى توفير الإحتياجات الأساسية من مأكل ومسكن وتعليم وتدريب، وتتبنى عبر هذا البرنامج أيضا مشروع تبنى طفل ماليا حيث يقوم المتبرع بارسال مبلغ شهرى محدد لطفل محدد، وتكون هناك علاقة تفاعلية بين المتبرع والمتلقى، وهذا المشروع يمكن ان يوصف بأنه “التبنى عن بعد”. وقد خدم برنامج لست وحدك منذ بدايته أكثر من 13 الف طفل يتيم فى مصر.
الثانى:” برنامج الفتاة المحبوبة” حيث يتولى هذا البرنامج مساعدة الفتيات اللواتى تسربن من التعليم على معاودة الدراسة مرة ثانية وقد خدم هذا البرنامج 700 فتاة منذ بدايته منهن من واصل تعليمه وحصل على منح دراسية فى امريكا، وقد حضرت الاحتفال فتاة جاءت من سوهاج بعد ان انهت دراسة الحقوق فى مصر وحصلت على فرصة لدراسة إدارة الأعمال فى امريكا عبر منحة قدمها بنك جولدن مان ساكس.
الثالث: هو برنامج ” التفاعل الثقافى” ومن خلاله يتم إستقدام العديد من الشباب والشابات من الجيل الثانى من المصريين فى اوروبا وامريكا واستراليا للحوار مع نظرائهم فى مصر وتعليم الأيتام أيضا اللغة الانجليزية، وهو برنامج مفيد كقناة يتم من خلالها ربط الجيل الثانى فى المهجر بوطنه الام وباحتياجات وطنه الام عمليا من خلال الزيارات الميدانية والعمل التطوعى الميدانى.
وفى كل احتفالات كوبتك اورفنز يسعدنى دائما رؤية دينا حبيب باول مساعد وكيل وزارة الخارجية الأمريكية سابقا، والتى قفزت فى الوقت المناسب خارج إدارة بوش لتتولى منصبا قياديا فى أكبر بنك فى امريكا وهو بنك جولدن مان ساكس، ودينا باول شخصية دافئة محبة لوطنها وساعدت عبر منصبها فى العديد من البرامج التنموية داخل مصر.
وقد بعث نائب الرئيس الامريكى ديك تشينى بخطاب تشجيع للمنظمة فى هذه المناسبة قال فيه ” ارسل تحياتى لكل فرد حاضر للاحتفال الليلة فى المناسبة العشرين لتأسيس كوبتك اورفنز. فى إعلانه عن اليوم العالمى للأطفال عام 2008 ، قال الرئيس بوش (نحن ندرك أهمية تقديم الحب والتشجيع والحماية التى تمكن أطفالنا من أن يصبحوا سعداء وناجحين فى المستقبل. الأطفال هم بمثابة هدية ثمينة تحتاج إلى الحب والدعم لكى تلبى تطلعاتنا إلى حياة مليئة بالغنى والحب).إن إنجازاتكم فى تلبية إحتاجات ومساعدة الأطفال الأكثر إحتياجا تجعلكم موضع رضا وفخر عظيم. زوجتى لين وانا نهنئكم على هذا العمل المشرف ونتمنى للجميع حفلة سعيدة”.
وقد حضر الحفلة أيضا سفراء مصر فى واشنطن والأمم المتحدة وقنصل مصر العام فى نيويورك ورئيس الجامعة الأمريكية بالقاهرة.
ولا يفوتنا فى هذه الإحتفالية الأشارة والإشادة بالسيدة الشابة المؤسسة والمحركة لهذه المنظمة المثمرة والتى بذلت جهدا ضخما كان وراء نجاحها خلال العشرين عاما الماضية، وهى نرمين رياض، فرغم إنها لا تتحدث العربية إلا إنها استطاعت أن تصل إلى الأطفال المحتاجين فى الكثير من القرى والنجوع المصرية لتتحدث معهم بالصعيدية الجوانية بحثا عن أشد الناس فقرا وإحتياجا لكى تساهم فى تحويلهم إلى قوة حقيقية فى بناء المستقبل.
[email protected]