يلعب القلب دورا مهما وحيويا بالنسبة لخلايا جسم الإنسان,وهو يحتوي علي أربعة صمامات من بينها الصمام الأورطي بأهميته الفائقة للإنسان…فما الأمراض التي يتعرض لها وعلاقته بالحمي الروماتيزمية ومتي يتعرض للضيق؟
أجاب د.عادل إمام استشاري أمراض القلب بمعهد القلب القومي قائلا:
الصمام الأورطي ينظم تدفق الدم من البطين الأيسر إلي الشريان الأورطيالأبهرحيث يتم من خلاله توزيع الدم المحمل بالأوكسجين علي جميع أعضاء الجسم وخلاياه.
ضيق الصمام الأورطي يعني تعسر مرور الدم من البطين الأيسر إلي الشريان الأورطي نتيجة ضيق في الصمام أو فوقه أو تحته.
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلي الإصابة بضيق الصمام الأورطي أبرزها الحمي الروماتيزمية أو تكلس الصمام,أو وجود عيب خلقي أو ضمور الصمام.
قد يحدث الضيق نتيجة تفاعل مناعي داخلي لوجود انتيجينمولد الأجسام المضادةفي بعض الحالات.
في حالات ضيق الصمام نتيجة الحمي الروماتيزمية يحدث التصاق أو التحام بين الشرفات المكونة للصمام مما يؤدي إلي ضيق,وكذلك يحدث التكلس الذي يحول الصمام إلي فتحةمثلثة أو مستديرةضيقة بها ارتجاع بالإضافة إلي الضيق.
وهناك ضيق في الصمام يندر حدوثه في حالاتالروماتيدحيث يحدثسمكفي شرفات الصمام بسبب تكوينعقدعلي هذه الشرفات تسبب ضيقا به…وفي بعض الحالات التي ترتفع فيها نسبة الدهنيات بالدم,تترسب هذه الدهنيات ليس فقط علي جدار الشريان الأورطي,بل علي الصمام الأورطي ذاته فتؤدي إلي حدوث ضيق به.
يترتب علي هذا الضيق في الصمام أن يواجه البطين الأيسر الذي ينقبض لدفع الدم مقاومة شديدة عند منطقة الضيق…واستمرار هذه المقاومة واستمرار ذلك العبء علي البطين الأيسر يؤدي مع مرور الوقت إلي ضعف قدرته الانقباضية مع حدوث ترهل ما بين بسيط إلي متوسط في البطين الأيسر.
يختلف مريض ضيق الصمام الخلقي عن مريض الضيق الذي يعقب الحمي الروماتيزمية فمريض ضيق الصمام الخلقي يشكو أو تظهر عليه دلائل إكلينيكية منذ الطفولة,أما الضيق الذي يعقب الإصابة بالحمي الروماتيزمية,تكون قد سبقته الأعراض الدالة علي الإصابة المباشرة بالحمي الروماتيزمية,وغالبا ما يشكو مريض الضيق في الصمام الأورطي من آلام الذبحة الصدرية التقليدية,مثل أعراض هبوط القلب المحتقن وأحيانا تؤدي إلي الوفاة فجأة.
الفحوص الإكلينيكية مثل رسم القلب الكهربائي تظهر زيادة في سمك وحجم البطين الأيسر,وقد يوضح وجود ضعف في التوصيل الكهربي…ويكشف الفحص بالموجات فوق الصوتية مساحة الصمام الأورطي وشكل الصمام والتغيرات التي طرأت عليه من تكلس أو غيره,وقياس وظائف البطين الأيسر الانقباضية ومدي تأثرها بالضيق.
وتعتبر القسطرة القلبية هي الأداة الذهبية الدقيقة لتقييم الضيق في الصمام,وذلك بقياس الضغوط في كل من البطين الأيسر والشريان الأورطي ومعامل الضخ,والضغوط داخل حجرات القلب وخاصة البطين الأيسر,وكذلك تشخيص الأمراض بالشرايين التاجية وتحديد مواقعها من خلال تصوير الشرايين التاجية.
ننصح بضرورة الوقاية من تكرار الإصابة بالحمي الروماتيزمية في حالات الضيق,والوقاية من حدوث التهاب في النسيج الداخلي المبطن للقلب عند أي تدخل جراحي.
في حالة ضيق الصمام يجب تفادي المجهودات العنيفة والمتوسطة بل يجب أن يكون المجهود بسيطا.
أما عن التدخل الجراحي في حالات ضيق الصمام الأورطي فهو يعد العلاج الأمثل الوحيد سواء بإصلاح الصمام أو استبداله حسب تقييم الإخصائي للحالة المرضية وحالة الصمام,مع ضروة الالتزام بنصائح الطبيب الإخصائي المتابع للحالة.