إذا كان أحد الأبناء داخل الأسرة من ذوي الاحتياجات الخاصة…سنجد الوالدين باستمرار يبحثون عن المنظمات والهيئات الحكومية أو الخاصة التي تستطيع مساعدتهم في تأهيل ذلك الابن,بالإضافة إلي أن يحظي بالاهتمام داخل المنزل بشكل كبير,قد يصل في بعض الأحيان إلي التدليل أو العناية المبالغ فيها.بهذا الابن.وهذا الأمر قد يثير غيرة الإخوة خاصة الصغار منهم والشعور بأنهم ليسوا محط اهتمام الوالدين ومحبتهم…فنجد لسان حالهم يقول(أنتوا مش بتحبونا زيه-بتعملوا له حاجات أكثر منا)وتبدأ سلسلة من المشكلات تتسلل إلي الأسرة.بالتأكيد أن الوالدين مطالبان بالاهتمام بطفلهما من ذوي الاحتياجات الخاصة….ولكن أيضا أبنائهم الآخرين بحاجة شديدة إليهم…لنموهم النفسي بشكل سليم.
عن كيفية تخطي الآباء والأمهات مثل هذا النوع من المشكلات تحدثت إلينا الدكتورة مي الرخاوي دكتوراه في علم النفس الإكلينيكي وقال:بداية فإن مشاعر الوالدين باختلاف ابنهما عن الآخرين من أقرانه,تجعلهما دائما يعملان ودون قصد علي حرمانه من المجتمع الخارجي وإحاطته برعاية زائدة ومبالغ فيها داخل المنزل,والابتعاد عن أي مجتمع آخر قد يتعرض فيه الابن من ذوي الاحتياجات الخاصة لمشكلات أو مواقف محرجة,وللأسف الشديد يؤدي هذا السلوك إلي شعور الطفل بالمزيد من الاغتراب,والاختلاف عن الآخرين.أما عن شعور الأبناء الآخرين بعدم الاهتمام الوالدين بهم,علي عكس ما يفعلانه مع أخيهم من ذوي الاحتياجات الخاصة تشير د.مي إلي أن هذا الأمر عادة ما يمثل مشكلة حقيقية داخل المنزل,لأن الأبناء وخاصة الأطفال لا يتفهمون وضع أخيهم من ذوي الاحتياجات وخاصة الإعاقات البدنية-والأسباب وراء إحاطة الوالدين له بكل هذه الرعاية والاهتمام ومن هنا تبدأ الغيرة,والمشكلات المختلفة ولكن دور الوالدين أساسي في علاج هذه المشكلة عن طريق المساواة بين الإخوة في المعاملة بالرغم من كل الصعوبات التي قد تعترضهما,ويمكنهما أيضا في حالة إذا كان الإخوة أكبر سنا من الأخ ذي الاحتياجات الخاصة أن يطلبوا منهم المساعدة والمساندة في العناية بأخيهم ومتطلباته,فهم في هذه الحالة يمكنهم تقمص دور الوالدين,وهذا يكون مفيدا في كثير من الأحيان لهم,ولأخيهم أيضا.
ويضيف الأستاذ عصام فرنسيس-أخصائي التأهيل,ورئيس قسم التأهيل المرتكز علي المجتمع بمركز سيتي للإعاقة-أن المعاملة الخاصة أو الرعاية الزائدة من الوالدين تجاه ابنهما من ذوي الاحتياجات الخاصة تتسبب في الإضرار بهذا الابن أيضا,فهو حينما يعتاد علي هذا النوع من التعامل والاهتمام داخل أسرته منذ طفولته,فهو بالتالي ينتظر من المجتمع نفس الشئ,وحينما لا يتحقق يهرب إلي البيت مرة أخري وينسحب من المجتمع,وبذلك يكون التدليل الزائد من قبل الوالدين سببا في مشكلات ليس للإخوة فقط,بل للابن من ذوي الاحتياجات إيضا..لذلك علي الوالدين الاهتمام بأبنائهم أيضا مثلما يهتمون بطفلهم من ذوي الاحتياجات,فيقومون بتشجيعهم علي ممارسة هواية محببة لديهم,ومتابعتهم فيها,ومن الممكن أيضا أن يذهب الآباء ومعهم أبناؤهم لحضور بعض الندوات أو الاحتفالات التي يتحدثون فيها عن ذوي الاحتياجات الخاصة,وكيفية التعامل معهم والاهتمام بهم داخل المنزل…فبهذه الطريقة يستوعب الأبناء المشكلة وقد يساعدون الآباء ويساندونهم فيها أيضا,بدلا من أن يكون هناك شعور بالغيرة,والكراهية تجاه الأخ من ذوي الاحتياجات.