*هل القطاع العام اشتراكي…؟
**أفرزت الأزمة المالية العالمية إجراءات اقتصادية ومالية جديدة علي النهج الرأسمالي السائد في إطار العولمة الذي بدأ بعد انهيار الاتحاد السوفييتي والمعسكر الاشتراكي الذي كان قائما..الإجراءات الجديدة التي برزت في إطار معالجات الأزمة هيالملكية العامةأي تدخل الدولة بتأميمالبنوكوالشركات العقارية وشركات التأمين,وأقل هذه التدخلات من قبل الدولة تمثل في المساهمات بنسبة مختلفة في رأس المال.
**صحف كثيرة وأقلام كتاب معروفين سواء في أمريكا أو أوربا أو في عالمنا العربي أطلقوا علي هذه الإجراءات أنهاسياسية اشتراكيةوبعضهم تحدث عنعودة القطاع العاموظهور جديد للملكية العامة…والبعض قدم تحليلات عنتطور جديد للرأسماليةوآخرون تحدثوا عن ما أسموه نظرية جديدةتجمع بين الرأسمالية وتراعي في مسارهاالبعد الاجتماعيللشعوب.
**ليس كل تأميم معناه العودة إليالاشتراكيةوليس كل قطاع عام معناه الابتعاد عن النهج الرأسمالي…فالذين يذكرون التاريخ يتذكرون أن أول دولة رأسمالية لجأت إلي التأميم للشركات الكبري كانتألمانيا النازيةحين أعلنهتلرتأميم أكبر شركة للصلب في العالمكوربونفي أصحابها الألمان…ولم يكن الهدف اشتراكيا بل كان المستهدف إحكام سيطرةالآلة العسكريةعلي الصلب,وهو ما ساعد هتلر علي التحضير للحرب العالمية الثانية في تحالف وثيق معموسيليني الزعيم الفاشيستي الإيطالي الذي قام بدوره بتأميم صناعة الصلب والسيارات والسيطرة علي صناعات أخري في خدمةالآلة العسكرية…ولم يكن أبدا هتلر ولا موسيليني زعماء اشتراكية بلنازيين وفاشيستأرهقوا العالم في حرب دامت خمس سنوات راح ضحيتها45مليون إنسان معظمهم من الشباب..
**إذن هناك فارق بينالتأميملخدمة النهج الاشتراكي وبين التأميم لخدمة السيطرة الاحتكارية..وهناك مفهوم ثالث للتأميم اسمهرأسمالية الدولة الاحتكاريةينطلق من فلسفة ونهج دولة رأسمالية أيضا ….
*الجنون المالي للقطب الأوحد
**فضاء العولمةبعد انهيار الاتحاد السوفييتي اقتصر عليلاعبواحد أصابه الجنون المالي فأصابت الجميع في داخل أمريكا وخارجها…استثمارات دولة…استثمار أفراد…بنوك…شركات تأمين..صناديق استثمار…صناديق سيادية…صناديق تعويضات…هستريامالية أصابت العالم أطلق عليهاوارين بافيتأغني أغنياء العالم اسم أدوات الدمار الشامل الماليالتي شملت حتي الدول الناشئة..أرقام الخسائر تحسب بالتريليونات…
*عذرا…سأكتفي بنشر الأرقام معترفا بعجزي وقصوري عن تحليلاتها
*القيمة الرأسمالية للأسهم في الولايات المتحدة كانت في حدود77.6 تريليون دولار عام2003 تراجعت هذه القيمة الآن لحوالي40.9 تريليون دولار..
*ورغم ذلك تطورت الربحية في الأصول الخاصة من8.4% عام1994 لحوالي16.5%عام2007.
*أعمدة الحكمة العشرة:
**خبراء اقتصاد طالبوا فيما أسموه أعمدة الحكمة العشرة..بالحد من الربحية ومن الإكراميات التي بلغت 65 مليار دولار مقدمة من خمسة بنوك فقط في عام2007.
*إعادة هيكلة أسواق المال والحد من تنويع أدواتها التي صعدت قيمتها من13.5 تريليون دولار عام2005 لتصل 58 تريليون دولار نهاية عام2007.
*إخضاع تقارير مؤسسات التقييم التي كثيرا ما تنقصها الشفافية.
*ضرورة وجود نظم محاسبية تتلافي الثغرات التي يجيدها المحاسبون.
*ضرورة تأهيل مجالس إدارة مهنية وليس شرفية أو بالميراث.
*والأهم إعادة النظر في منظومة بريتون وودزأي عمل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي بما يحمي العالم من السندات الأمريكيةالمسمومةبالخسائر.
*المنقذون…متهمون بالتربح
**وزير خزانة أمريكا هنري بولسون تربي داخل مؤسسةجولدن مان ساكسحتي رأس مجلس إدارتها إلي أن اختير وزيرا للخزانة عام2006,وقدرت ثروته الخاصة بحوالي700مليون دولار.
*بولسون اختار صديقا له منجولدن مان ساكسهو نيل كاشكاريللإشراف علي تنفيذ برنامجبوشبقيمة 700 مليار دولار,ويمكن زيادتها إلي800 مليار دولار حسب تصريح بوش…نيل في الأصل متخصص في صناعةالصواريخقبل أن يتحول إلي وظيفة في مؤسسة جولدن مان ساكس..هل يصلح مهندس الصواريخ لإصلاح هيكل الاقتصاد الأمريكي.
*ريتشارد فولدرئيس بنكليمان براذرزالذي أعلن أفلاسه أعطي نفسه مكافأة قبل إعلان الإفلاس قيمتها 34 مليون دولار بخلاف مكافأة تعويض إخلاء طرف قيمتها 44مليون دولار أخري.
*مجموعة رؤساء ومديري بنوك انهارت وطالتها الأزمة حصلوا علي مكافآت تزيد علي270 مليون دولار رغم أنهم متهمون بالفشل في إدارة مواقعهم المصرفية..
تعليقات طوباوية عن الأزمة
**بابا الفاتيكان صدر عنه أول تعليق أرجع الأزمة إلي أن المجتمع الماليابتعد عن الرب فابتعد عنه الربوهذه عقوبة.
**الرئيس الإيراني أحمدي نجاد قال إن المجتمع الملحد استحق غضب الله عليه والأزمة علامة من علامات هذا الغضب.
**الشيخ السعودي صالح كامل مسئول البنوك الإسلامية قال أيضارجال المال الغربيونيطبقون شريعة غير الشريعة الإسلامية فكانت الأزمة رغم أن التقارير عن البنوك الإسلامية تنذر بالخطر وفق تقارير اقتصاديين إسلاميين.
*تعليقات دولية مسئولة
**أعترف أمام الله والناس أن الأزمة صناعة أمريكية
الرئيس جورج بوش
**إننا في حاجة لإعادة بنيان النظام المالي والنقدي العالمي من جذوره.
الرئيس نيكولا ساركوزي
**خطة لإنقاذ العالم من مصرفيين ومستثمرين متهورين لا تترك قبل التدقيق في جدواها
3أساتذة اقتصاد حاصلين علينوبل