تضم العاصمة الألمانية برلين حديقة شرقية أطلق عليها ##جنا الأنهار الأربع##,وهي مفتوحة في وجه الزوار القادمين من داخل وخارج ألمانيا,في الفترة الممتدة ما بين شهري أبريل وأكتوبر من العام.
وافتتح هذه الحديقة وزير الاقتصاد الألماني هاغالت فولف,رافقه كل من عمدة المنطقة ماغتسان كارين شوبارت ورئيس التحالف الديني لوتس شبنداو,وذلك في السابع من يوليو من عام 2005, ويدعم هذا المشروع الفني والبيئي الذي وصلت قيمته إلي 2.30 مليون يورو,كل من ولاية برلين,مؤسسة البيئة,وزارة العمل والاقتصاد والمرأة وجمعية برلين الخضراء.
تقع الحديقة في ضاحية مارتسان بالقسم الشرقي من برلين,وهي ضاحية اشتهرت خلال السنوات التي تلت الوحدة الألمانية عام 1990,بوقوع العديد من الاعتداءات العنصرية علي الأجانب المقيمين فيها.وأسندت مهمة تصميم الحديقة إلي المهندس ذي الأصل الجزائري كمال الوافي,وهو معماري متخصص في تصميم الحدائق علي الطراز الأندلسي.
وحسب المصادر الألمانية,لعبت خبرة الوافي السابقة كمصمم لمجموعة من الحدائق المتنوعة داخل معرض##أكسبو##الدولي,الذي أقيم في مدينة هانوفر الألمانية في صيف عام 2000, دورا في ترجيح كفته وفوزه بمناقصة تصميم الحديقة التي شارك فيها معماريون ومتخصصون أجانب من جنسيات مختلفة.
أكد المهندس الوافي, أنه مزج في تصميم مشروع الحديقة بين أسلوبين معماريين جمعا بين روح التصميم المعماري للحدائق الأندلسية الشهيرة في غرناطة وأشبيلية وقرطبة,وبين مبادئ أحدث النظريات العالمية في مجال تصميم الحدائق,موضحا أن الحديقة الجديدة محاطة من الخارج بسور علي الأسلوب الأندلسي التقليدي.
ووضع تصميم الحديقة عام 2004,بتعاون مع المتخصص في علم التاريخ محمد الفايز.أما أعمال البناء والزراعة والرصف إضافة إلي تركيب تقنيات المياه,فقد قامت بها شركات ألمانية متخصصة.وتقول الصحافة البرلينية,إنه جاء بعمال مغاربة خصيصا إلي برلين من أجل إتمام الأجزاء الفنية الخاصة بالحديقة,مثل أعمال النقش البارز والتبليط والزخرفة وخاصة تلك المتعلقة بالزخارف العربية المشبكة والمسماةبـ##الزليج##,والرسم أو التخطيط. هذه المساهمة العربية أعطت الحديقة وجهها الفني المميز وعكست خاصيتها العربية والإسلامية.
وتقع##جنان الأنهار الأربع##علي مساحة تقدر بـ 6100 متر مربع,وتشكل فيها ساحة الرياض مساحة تقدر بـ 2268 مترا مربعا.كما يجسد فضاء##جنان الأنهار الأربع##تقاليد بناء الحدائق في العديد من البلدان العربية,ويبرز الطابع الفني الإسلامي,بل أكثر من ذلك تضم الحديقة دلالات عميقة عن الفن الشرقي الغني الذي يضرب جذوره في التاريخ البعيد.
والزائر لهذه الحديقة يكتشف أصالة معمارها, التي حولت الرياض إلي واحة جميلة ومصدر مائي رائع.أما فضاءات الحديقة,فهي مزركشة مما يضفي عليها رونقا وجمالا خلابا.وتضم##جنان الأنهار الأربع##أربعة مداخل مزينة بالزهور التي تحيط بجوانب الفضاء.أما ساحة الرياض,فتتكون من أربعة أجزاء ونافورات وأحواض, يلعب فيها الماء دورا كبيرا في علاقته بالضوء,مما يقدم انعكاسا ضوئيا ومرآويا مثيرا.ويتوسط الحديقة أربعة حقول مستطيلة,حيث توجد بها نباتات متعددة الأنواع,هذا بالإضافة إلي الأشجار والنخيل والزهور التي تفوح روائحها العطرة في كل أرجاء الجنان.
والزائر لهذه المعلمة الفنية والجمالية يثيره سحر خلاب يتوسط هذه الحديقة,حيث يوجد الكشك الخشبي وبحيرة صناعية مصغرة.أما الجداول الأربعة المذكورة,فتقسم الفناء الداخلي المحاط بأربعة أسوار.وعلي هامش فتح حديقة##جنان الأنهار الأربع##أبوابها أمام الزوار,قالت عمدة المنطقة كارين شوبارت##إن هذه المعلمة الجديدة تجسد روح السلام والثقافة الإسلامية, نظرا للمكانة التي تمثلها عالميا.وأن نري هذه الحديقة الشرقية في العاصمة الألمانية برلين يعد أمرا هائلا##.
ويقول العديد من المتخصصين في الفن إن##جنان الأنهار الأربع##تمثل كنزا تراثيا شرقيا يوجد في العاصمة برلين التي أصبح لها هذا الامتياز بهذه المعلمة الشرقية.