كثيرا ما نبحث عن الدفء وسط برودة الشتاء القارسة فلا نجده إلا في جزيرة بونبر وهي إحدي جزر الإنتيل الهولندية في جزر الهند الغربية ويقطن فيها نحو 11 ألف نسمة وتبلغ مساحتها 290كم2 وأكبر مدنها مدينة كراليخكوتعتمد هذه الجزيرة بشكل رئيسي علي السياحة علي الرغم من صناعتها واستخرجها وتصديرها للملح نظرا لتمتع الجزيرة بشواطئها البيضاء الصافية وأمواجها الهادئة التي تساعد علي رياضة الغوص بجانب انتشار طيور الفلامنكو الزهرية اللون وظلت بونبر المورد الرئيسي للملح للولايات المتحدة الأمريكية لسنوات طويلة ومازالت تقوم بذلك من خلال إغراق مسطحات الأرض بمياه البحر وتجفيفها وعرف المستوطون الهولنديون هذه الصناعة في القرن ال 15 واستغلوها كمصدر للرزق حيث كان أغلب سكان الجزيرة من الرقيق العبيد استخدموا للعمل في أحواض الملح ومازالت أكواخ الرقيق حتي الآن كائنة إلا أنها أصبحت مواقع تاريخية تشهد علي تلك الحقبة وأطلق اسمها علي موقعين مشهورين للغوص هما أكواخ الرقيق الحمر وأكواخ الرقيق البيض ويغطي إنتاج الملح معظم الجزء الجنوبي من الجزيرة وتديره شركة واحدة لصناعته فقط.
وتشتهر بونبر كوجهة سياحية بالغوص العميق والغطس في المياه الضحلة وتصنف شواطئها من المواقع العالمية الراقية كما أنهم يطلقون عليها جنة الغواصين نظرا لما يوجد في مياهها من طوق من الشعب المرجانية الذي يمكن الوصول إليه بسهولة من الشاطيء في الجهتين الغربية والجنوبية إضافة إلي أن الخط الساحلي للجزيرة بمجمله أعلن محمية بحرية لحماية الأسماك المحلية في جزيرة كلين بونبر غير المأهولة والتي تحظي بحماية الجميع من الغواصين والغطاسين وهواة ركوب القوارب كما تشتهر هذه الجزيرة بالحمير بجانب منتزه واشنطن سليجابي الوطني الذي هو عبارة عن محمية بيئية في الطرف الشمالي للجزيرة وأيضا توجد محمية أخري تسمي بدنداريز وخليج لاك في شرق الجزيرة والذي يعتبر ملاذا لمحبي ركوب الأمواج ويتمتع السائحون بالطقس الجميل في فصل الشتاء نتيجة لوجود شمس مشرقة تبعث الدفء بجانب المأكولات التي تتمتع وتتنوع بها الجزيرة من مطبخ إيطالي ولبناني وأمريكي ومكسيكي وإندونيسي ومطبخ جزر الأنتيل الذي يقدم أشهي المأكولات من الأسماك.