إلي متي؟
الأزمات التي تحيط بشبابنا تحتاج إلي نبض ضمير يقظ للنظر إلي أحوالهم فهناك إحصائية تنبئ بثمان ملايين عاطل في مصر و رغم ذلك كل صباح تخطرنا الجرائد والصحف بتوظيف وتعيينات وسيطرة علي الأسعار و…,ولكن في مظهرية هذه الأمر يحيا شبابنا في عالم بلا معالم واضحة كإنسان بلا جسدان كسفينة بلا ربان كنهر بلا شطئان كحوض لا حواف له.هل تظل أحوال شبابنا بين جدران مظلمة تنتفس هواء مفعما بالشعارات الفارغة.
روماني طلعت نصيف-كيميائي أسيوط
————-
ثفاقة التخريب
نحن شعب يأكل الزلط..ثقافة التخريب والتدمير تسكن تحت مسام الكثيرين منا وتسبح, البعض يعز عليه أن يري سلعة تخدمه أو منتج يريحه فبدلا من أن يحافظ عليه ويعتني به ويعتبره ملكا له يكسره ويخربه..خذوا أمثلة لذلك الأوتوبيس المكيف لم يعد مكيفا..الكتابة تملأ مقاعده واسفنج المقاعد تعري وقطع والقذارة تغلف كل محتوياته…أجهزة التليفونات بالشوارع معظمها معطوبة وأسلاكها مقطعة والآلات الحادة محشوة مكان إدخال الكروت مما يمنع الاتصال من خلالها…صناديق القمامة البلاستيك سرقوها أصحاب المحلات وغيروا لونها واستخدموها كثلاجة لزجاجات المياه الغازية..محطات أوتوبيسات النقل العام دمروا مقاعدها وتركوها أسياخا حديدية..مترو الأنفاق أصبح يرثي له…شتلات الزينة التي تزرع علي الأرصفة معظمها محطم أو منزوع من الجذور…حتي الأرصفة نفسها قلعوا حجارتها وبلاطها ناهيك عن الكتابة علي الجدران في كل مكان في الشوارع والمدارس والمصالح والكنائس وعلي أيقونات القديسين..ألم أقل لكم يا سادة إننا شعب يأكل الزلط لدينا ثقافة أعتقد أنها لا توجد عند أي شعب آخر ألا وهي ثقافة التخريب.
وسيم ميخائيل صموئيل
مدرس فلسفة-مدينة نصر