هو رفيق درب زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان جون قرنق منذ انطلاق الحركة وتمردها ضد النظام السوداني الحاكم بزعامة الرئيس جعفر نميري في عام 1983, لكن ما أن حل عقد التسعينيات من القرن الماضي حتي دبت الخلافات بين فصيلي الجنوب الرئيسيين بزعامة قرنق الذي ينتمي لقبيلة الدينكا أكبر قبائل الجنوب السوداني,ورياك مشار الذي ينحدر من قبيلة النوير ثاني أكبر القبائل الجنوبية بالسودان.
عقب الانفصال عن الحركة الشعبية لتحرير السودان أسس مشار في عام 1992 مع بعض المنشقين عن قرنق ما عرف بمجموعة الناصر نسبة إلي مدينة الناصر بإقليم النوبة,وفي عام 1995 أسس حركة استقلال جنوب السودان كخط مواز للحركة الشعبية لتحرير السودان.
وفي عام 1997 استطاع رياك مشار أن يوقع مع حكومة الخرطوم بقيادة الرئيس السوداني عمر البشير,ما عرف باتفاقية الخرطوم للسلام,لكنه جذب للاتفاقية أربع فصائل جنوبية أخري من داخل مجموعة الناصر,وأسفرت الاتفاقية عن إنشاء مجلس تنسيق الولايات الجنوبية بقيادة مشار.
لكن ما أن حل عام 2000 حتي جاء انسحاب مشار مفاجأة للجميع إذ اعتبر الرجل قيام الخرطوم بإرسال قوات لمحاربة ميليشياته في الجنوب خروجا صارخا علي اتفاقية الخرطوم للسلام.
بعدها سعت دول غربية وعلي رأسها الولايات المتحدة الأمريكية ومنظمات دولية غير حكومية لرأب الصدع بين زعيمي الجنوب جون قرنق ورياك مشار وإزالة كل أسباب الشقاق بين قبيلتي الدينكا والنوير,بهدف تشكيل جبهة جنوبية ذات قاعدة عريضة سياسية وعسكرية,وبالفعل تحقق الهدف من المسعي.
وفي عام 2001 أعلن رياك مشار وتحديدا في الثامن والعشرين من شهر مايو عودته للاندماج مع فصائل الحركة الشعبية لتحرير السودان بعد قطيعة دامت تسع سنوات مع حليفه السابق جون قرنق.
هكذا عرف عن رياك رغم اختلاف عدد من المراقبين حول دوره السياسي بالرجل صاحب الرقم المهم في معادلة السياسة بالجنوب السوداني.
ولد رياك مشار في سنة 1952 وهو ينتمي لقبيلة النوير ذات الكثافة السكانية التالية بعد قبيلة الدينكا صاحبة النصيب الأكبر من سكان الجنوب السوداني.
درس بكلية الهندسة والمعلوماتية بجامعة الخرطوم وعقب تخرجه سافر إلي بريطانيا حيث درس الهندسة الصناعية وحصل هناك علي رسالة الدكتوراه.
عرف عن دكتور مشار كما يلقبونه أحيانا بانحيازه لمبادرة السلام التي قادتها منظمة إيجاد الأفريقية.
شخصية مشار قوية كما يصفونه وهو يتعامل مع الملفات الخطرة كمن يحرك قطع الشطرنج,لتميزه بقدرات تكتيكية عالية ولو شابها التناقض!لكنه في النهاية كما يقول عنه المحللون يستطيع الخروج من المعارك منتصرا أو شبه منتصر أما الهزيمة فهي غير مدرجة في قاموسه السياسي.
يحتل د. مشار منصب نائب رئيس حكومة الجنوب,وهو من العناصر الفاعلة باتجاه توثيق الجنوب السوداني بجيرانه الأفارقة ولذلك دائما ما يصف العلاقات مع جنوب أفريقيا بالمتينة والتاريخية .
وعلي سبيل المثال هناك 800 من أبناء جنوب السودان يتلقون دورات تدريبية في بناء القدرات بالمجالات الحيوية بجنوب أفريقيا طيلة الثلاث سنوات الأخيرة.
وحاليا يقود رياك مشار وفد حكومة جنوب السودان بالخرطوم في اجتماعات اللجنة السداسية المشتركة بين الحركة الشعبية وحزب المؤتمر الوطني الحاكم بهدف حل القضايا العالقة بين الجانبين.