تجري الانتخابات العامة للرئيس الأمريكي كل أربع سنوات في يوم الثلاثاء الأول بعد أول يوم اثنين من شهر نوفمبر.وتبدأ العملية الانتخابية بإجراء الولايات انتخابات تمهيدية أو اجتماعات انتخابية حزبية لاختيار مندوبين لمؤتمرات الترشيح القومية حيث يتم اختيار مرشحي الأحزاب.وتجري هذه الانتخابات التمهيدية والاجتماعات الانتخابية الحزبية في الولايات المتحدة عادة بين شهري يناير ويونيو,وتعقبها المؤتمرات القومية للحزبين الديموقراطي والجمهوري في شهر يولية أو أغسطس.
ومنذ سبعينيات القرن الماضي,أصبح مرشحو الرئاسة الذين سيكونون المرشحين النهائيين للحزبين الرئيسيين معروفين قبل انعقاد المؤتمرين الحزبيين وذلك لأنهم يحصلون علي أغلبية المندوبين قبل انتهاء موسم الانتخابات التمهيدية والاجتماعات الانتخابية الحزبية.ونتيجة لذلك أصبحت المؤتمرات بشكل عام أحداثا احتفالية يتم فيها الإعلان عن اسم المرشح لمنصب نائب الرئيس,ومناداة أصوات المندوبين لمندوبي الولايات,وإقرارالبرنامج السياسيللحزب (الوثيقة التي تحدد مواقفه إزاء القضايا).
وتتفاوت النسبة المئوية للناخبين المؤهلين الذين يدلون بأصواتهم من انتخاب لآخر,إلا أن إقبال الناخبين بشكل عام-حتي في انتخابات الرئاسة-يكون أقل من معظم الديموقراطيات الأخري.ومنذ العام1960 انخفض إقبال الناخبين بشكل عام من64% إلي أكثر من50% عام1996,مع أنه ازداد مرة أخري خلال الانتخابين الأخيرين إلي أكثر قليلا من60%.
متطلبات الترشيح
لكل منصب فدرالي منتخب متطلبات مختلفة,محدودة في المادتين الأولي والثانية من الدستور الأمريكي,فالمرشح لمنصب الرئيس,علي سبيل المثال,يجب أن يكون مواطنا أمريكا مولودا في الولايات المتحدة,ولا يقل عمره عن35 سنة,وأن يكون مقيما في الولايات المتحدة لمدة14سنة علي الأقل.ويتعين علي نائب الرئيس أن يفي بالمؤهلات نفسها.وطبقا للتعديل الثاني عشر للدستور الأمريكي لا يجوز لنائب الرئيس أن يكون من الولاية نفسها كالرئيس.
الهيئة الانتخابية
تختار الولايات مجموعة من المواطنين للإدلاء بأصواتهم لاختيار الرئيس ونائب الرئيس نيابة عن سكان الولايات وهو ما يعرف بالهيئة الانتخابية, وتختلف عملية اختيار هؤلاء المقترعين ما بين ولاية وأخري,ولكن الأحزاب السياسية ترشح المقترعين عادة في مؤتمرات الولايات الحزبية أو عن طريق تصويت أعضاء لجنة الحزب المركزية.ويختار الناخبون في كل ولاية,من خلال تصويتهم لرئيس ونائب رئيس المقترعين يوم الانتخابات العامة,والهيئة الانتخابية هي التي تنتخب الرئيس وليس الأصوات الشعبية وإن كانت هناك صلة وثيقة تربط بين نتيجة التصويت في العمليتين.
يمنح نظام الهيئة الانتخابية كل ولاية عددا من الأصوات الانتخابية يعادل عدد ممثليها في الكونجرس,فيما خصصت ثلاثة أصوات عن مقاطعة كولومبيا.ويبلغ مجمل عدد الأصوات في الهيئة الانتخابية حاليا538صوتا ويتعين أن يحصل المرشح الرئاسي علي270 صوتا كي يفوز بالمنصب(أي أغلبية بسيطة)وتعتمد جميع الولايات,باستثناء اثنتين نظامالفائز يحصل علي كل الأصواتالذي يعني أن المرشح الذي يحصل علي أكبر عدد من الأصوات الشعبية في الولاية يحصل علي جميع أصوات المقترعين الذين يمثلونها.وفي حال عدم حصول أي مرشح لمنصب الرئاسة علي أغلبية أصوات أعضاء الهيئة الانتخابية,ينص التعديل الثاني عشر في الدستور الأمريكي علي أن يحال أمر تقرير نتيجة الانتخابات إلي مجلس النواب.وفي مثل هذه الحالات,يختار مجلس النواب الرئيس بأغلبية الأصوات بحيث يختار النواب واحدا من الأشخاص الثلاثة الذين حصلوا علي أكبر عدد من أصوات الهيئة الانتخابية,وتدلي كل ولاية بصوت واحد.
تستخدم جميع الولايات عدا ولايتي ماين ونبراسكا مبدأ الفائز بأغلبية الأصوات الشعبية يكسب جميع أصوات الولاية في الهيئة الانتخابية ووضع الآباء المؤسسون نظام الهيئة الانتخابية كجزء من خطتهم لتقاسم السلطة بين الولايات والحكومة القومية.وطبقا لنظام الهيئة الانتخابية فإن التصويت الشعبي للرئيس في سائر أنحاء البلاد ليس له أهمية في النهاية.ونتيجة لذلك فإن من الممكن أن تؤدي أصوات الهيئة الانتخابية التي تمنح علي أساس الانتخابات في الولايات إلي نتيجة مختلفة عن التصويت الشعبي في سائر أنحاء البلاد.وفي الواقع أن الولايات المتحدة شهدت17انتخاب رئاسة لم يحصل فيها الفائز علي أغلبية الأصوات الشعبية التي تم الإدلاء بها.وكان أول هؤلاء جون كوينسي آدامز في انتخابات العام1824,وكان أحدثها جورج دبليو بوش في العام2000.ويعتبر بعض الناس نظام الهيئة الانتخابية أثرا عفا عليه الزمن,فيما يفضله مراقبون آخرون لأنه يقتضي من مرشحي الرئاسة التنافس علي الانتخاب في ولايات عديدة,بدلا من حصر ذلك بالولايات ذات الكثافة السكانية.