تعد مشروعات إنشاء شبكات ومحطات مياه الشرب والصرف الصحي ضرورة من ضروريات التنمية البشرية في أي مجتمع,وإحدي دعائم البنية الأساسية التي تتيح الاستقرار لحياة الإنسان في بيئته المحيطة.
من هذا المنطلق حرصت بعض الجهات المسئولة عن مشروعات مياه الشرب والصرف الصحي علي استخدام العديد من التقنيات الجديدة منها إنشاء محطات مياه متنقلة لمواجهة مشكلات نقص محطات المياه والصرف الصحي في العديد من المناطق المحرومة من هذه الخدمات.
وطنيرصدت هذه التجربة,وما إذا كان يمكن الاعتماد عليها بشكل أساسي في المستقبل…
تحليل مياه الشرب
في البداية قال المهندس محمد دمرداش مساعد أول وزير الإسكان والمرافق والتنمية العمرانية إن الوزارة ووضعت خطة لتطوير معامل مياه الشرب والصرف الصحي بجميع الشركات التابعة لها,وقد بدأ التنفيذ حيث يتم تزويد الشركات بالأجهزة اللازمة,إذا كانت هذه المعامل غير صالحة علي الإطلاق للقيام بأعمالها,ويتكلف ذلك حوالي80مليون جنيه,بالإضافة لإعداد برنامج إلكتروني يسميMARS(نظام متابعة وتحليل البيانات) لمتابعة نتائج تحاليل مياه الشرب والصرف الصحي بجميع الشركات التابعة بشكل دقيق ,ودعم القدرة علي ضبط ومراقبة الجودة للمياه المنتجة ومياه الصرف الصحي المعالجة.
أشار المهندس دمرداش إلي أنه تم شراء عدد115 سيارة مجهزة كمعامل متنقلة تقوم بالمرور الدوري علي مواقع إنتاج المياه بالشركات التابعة لأخذ العينات وتحليلها لضمان جودة المياه خاصة في المناطق النائية,بالإضافة لتقييم معامل مياه الشرب والصرف الصحي لشركة مياه الشرب والصرف الصحي بالمنوفية المزحمة حديثا للشركة القابضة ووجدت الوزارة أن معظم الأجهزة بهذه المعامل عاطلة,وغير صالحة لتغطية جميع المراكز والمناطق الواقعة في نطاق الخدمة لهذه الشركة,لذا تم تحديد احتياجات هذه المعامل من أجهزة وأدوات وكيماويات وسيارات مجهزة بتكلفة تقديرية قدرها أكثر من13مليون جنيه.
أضاف أنه تم تجهيز عربات للطوارئ مدعمة بكل ما يلزم لتنفيذ الإصلاحات وذلك ضمن منظومة متكاملة تم إعدادها لوضع حلول سريعة تكفل التغلب علي المشاكل الطارئة بشكل سريع وآمن.حرصا علي رفع المعاناة عن العملاء,كما تم تشكيل وحدات بكل شركة مزودة بالمعدات والإمكانات لمواجهة الأزمات كانقطاع المياه أو حالات الطفح كما تم توفير فناطيس مياه وعربات نافوري وعربات كسح لاستخدامها في حالات الطوارئ,للتنقل إلي الأماكن النائية التي لم تتواجد فيها مراكز خدمة عملاء مطورة.
في هذا الإطار قال المهندس محمد مصطفي رئيس الهيئة القومية للإنتاج الحربي إن وزارة الإنتاج الحربي أعدت خطط لتصنيع محطات مياه الشرب والصرف الصحي,وإنشاء العديد من المشروعات,وإمداد المحطات بالإمكانيات المتطورة من خلال إنشاء محطات مياه متحركة لمعالجة مياه الشرب والمشاكل التي تواجه سكان القري والمناطق المحرومة من المياه,وتوفير الاحتياجات اللازمة لهم,وتم ذلك بالتنسيق مع وزارة الإسكان والمرافق والتنمية العمرانية.
المحطات المدمجة
ومن جانبه قال المهندس سمير إسماعيل جبر مدير إدارة العقود بالجهاز التنفيذي لمرفق مياه الشرب والصرف الصحي إن المحطات المدمجة تعد حلا سريعا حيث تعد مدة تنفيذها أقل مقارنة بالمحطة العادية ويقوم الجهاز التنفيذي تحت إشراف المهندس حسن خالد رئيس الجهاز حاليا بتنفيذ مشروع محطات المياه المتنقلةالمدمجةبمحافظتي الجيزة والقليوبية,وجار الآن تنفيذ 10محطات مياه مدمجة بتكلفة إجمالية تبلغ 21.4 مليون جنيه.
محطات سابقة التجهيز
بينما أوضح المهندس محمود أبو خلف مستشار الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي أن الاسم الدارج للمحطات المتنقلة هوالمحطات المدمجة أوسابقة التجهيزحيث يتم تصنيع الهيكل الخاص بالمحطة في المصنع الحربي ثم يتم التركيب علي قاعدة خرسانية في موقع التركيب بهدف إنقاذ المناطق الأشد احتياجا لمياه الشرب.
وأشار الدكتور أشرف زغلول أستاذ هندسة الري والموارد المائية بكلية الهندسة بجامعة القاهرة إلي أن نظام محطات المياه في مصر بدأ بالمحطات السطحية وهي عبارة عن محطة لها مآخذ علي مصدر مياه عكرة,وتبدأ في أخذ المياه وتمر بها علي محطة تنقية,وتم عمليات المعالجة لكي تصبح هذه المياه بالمواصفات الصالحة(لا طعم ولا لون ولا رائحة),وتعد تكاليف هذه المحطات باهظة,بالإضافة لطول فترة إنشائها وقلة عمرها الافتراض,وشغلها مساحات شاسعة من الأراضي والاحتياج المستثمر لعمليات الإصلاح والصيانة.
أضاف الدكتور أشرف أنه بجانب محطات المياه السطحية توجد محطات أخري جوفية أو(ارتوازية) تجمع كميات من المياه من آبار مدفونة داخل الأرض ثم تتم لها عمليات المعالجة لجعلها صالحة للشرب, وأوضح أنه من الأفضل أن تكون هناك وحدات معالجة صغيرة تنتج كميات كبيرة من المياه وتكفي لعدد محدود من السكان في القري والنجوع المحرومة,مؤكدا أن هذا النوع من المحطات ينتج كميات مياه بجودة عالية وبتكاليف قليلة مقارنة بمحطات المياه السطحية.
من جانبه قال الدكتور سامح عبد الجواد أستاذ هندسة الهيدروليكي بكلية الهندسة بجامعة القاهرة إن فكرة المحطات المتنقلة لا يمكن أن تلغي المحطات السطحية,وذلك لأن درجة التنقية في المحطات السطحية أعلي وأنظف, وتعتبر هذا النوع من المحطات بمثابة حل مؤقت وسريع للقري المحرومة والمنعزلة مقارنة بالمحطة السطحية التي تستغرق وقتا طويلا في تنفيذها تتجاوز العامين.