الشعب المصري..مهموم بالأحداث..أو غافل عنها
…لكنه الشارع المصري
لم أستطع استكمال هذا الحوار
* ارتدت مترو الأنفاق واستقليت عربة السيدات,فدخلت سيدة عجوزشحاذة,استندت علي أحد الأعمدة وبمجرد أن بدأت الكلام هم الجميع لإعطائها صدقة,فتساءلت في نفسيلإنها سيدة عجوز فالناس تعاطفت معها؟,لكن ممكن تكون عجوز مش محتاجةفهناك شحاذون كثيرون لا يحتاجون,لكن شيئ ما جعلني أقترب من هذه المسنة لأتحدث معها.
أم فضل الله78 عاما لا تملك في مهنتها سوي كيس بلاستيك أسود قديم والأتربة تحوطه,تجمع فيه ما يعطيه لها أولاد الحلال..واحدة من الشارع المصري لها مشاكلهاالعديدةوآمالها و…فقالت:
* إللي يخرج عجوزة زيي تشحت يبقي أكيد الحوجة والجوع و…..
* بنتي الوحيدة مشلولة وعندها سبعة عيال ووالدهم متوفي مين يصرف عليهم؟
* معاش إيه يابنتي هما سبعين جنيه؟دا أنا باروح ألاقيهم بيعيطوا من الجوع.
* لو بتوع اللحمة يرضوا يبيعوا عضمعظامكنا جبناه ولو إن مش معانا حقه..نعمل إيه؟!.
* بابعد عن البيت خالص وبركب عربية السيدات لاحسن حد من البوليس يشوفني فيعربية الرجالة.
* أنا يا بنتي من الصعيد وعيب عندنا نروح لجامع ولا كنيسة,ده عيب كبير##جوي##وفضايح,خلينا مستورين حتي##جدام جرايبنا##.
* الجوطة(الطماطم)شوفي بكام والعيش الحاف..أنا ما بحبش علي حاجات أكبر من كده..نصيبي كبير الحمد لله.
** تنهج من الإعياء ومجهود الكلام.
* أنا عندي صمام في القلب..لكن مين يخدم بنتي وعيالها,دالكفاية ابنها الكبيرعبيطوحالتها إللي ما يعلم بيها إلا ربنا وحده.
* عيشين فيأوضةبالعافية وصاحب المكان عاوز يطردنا طب نروح فين؟!.
* ربك هو وحده العاطي وإللي ما بيسبش حد أبدا.
* رغم تشوق هذه العجوز لأن تكمل كلامها معي فهي##افتكرت##إنها وجدت طوق النجاة,لكن أنا مثلي مثل كثير من الزملاء الصحفيين لا يملكون سوي القلم الذي بالطبع لا يستهان به,فلابد أن يوما مايصل صوت هؤلاء للمسئولين.
لكني لم أستطع استكمال الحوار معها فأنفاسها تلتقطهابالعافيةوالكلام الصادر منها جارح لها فوجدت أن احترمها كبني آدم ويوجب أن اكتفي بهذا القدر.
فلم أستطع استكمال الحوار.