أقام السفير فيليب كوست مؤتمرا صحفيا بمقر السفارة تحدث فيه عن فكرة الاتحاد المتوسطي المزمع إنشاؤه والهدف منه.
وقالكوستإن زيارات المسئولين الفرنسيين لمصر مؤخرا ومنهم جان ماري بوكيل والآن لوروا,وهو مبعوث شخصي من قبل رئيس الجمهورية كان من ضمن أهدافها مناقشة مشروع الاتحاد المتوسطي والذي يوليه رئيس الجمهورية اهتماما خاصا منذ انتخابه وأوضح السفير الفرنسي أن الهدف من الاتحاد المتوسطي هو دعم أشكال الشراكة بين ضفتي المتوسط وخاصة في مجالات البيئة والتنمية الاقتصادية والحوار بين الثقافات ,وقد سبق للرئيس ساركوزي التحدث عن هذا المشروع في مدينة طنجة -المغرب- الشهر الماضي وأعلن عن قمة ستسضيفها فرنسا في يونية 2008 غالبا في مارسيليا ,ستضم رؤساء ووزراء دول المتوسط لمناقشة وجهات نظر دول المتوسط حول إنشاء الاتحاد والتي عمل الأن لوروا علي التعرف عليها عن قرب خلال زيارته المؤخرة لدول المنطقة ومنها مصر والتي التقي فيها بعمرو موسي,وأبو الغيط,ورئيسة إدارة أوربا بوزارة الخارجية المصرية فاطمة الزهراء وكانت حواراته معهم بناءة للغاية وظهر أن مصر مع هذا المشروع علي عكس ما قالته علي لسان أبو الغيط أن هناك نوعا من التحفظ علي المشروع.
وفيما يتعلق بالتظاهرات المصرية الفرنسية المشتركة قال السفير الفرنسي إنه قد أقيم بالأقصر في الأول من ديسمبر احتفال بالعيد الأربعين للمركز الفرنسي المصري لدراسة معابد الكرنك وكان المركز قد أنشيء عام 1967 عقب المشاركة الفرنسية المهمة في إنقاذ معبد أبو سمبل.ومن وقتها تتم كل عام مناقشات بين مسئولي الآثار المصريين والفرنسيين لدراسة أو إصدار بيان بما تم عمله.
واللجنة المشتركة التي عقدت هذا العام للاحتفال بالعيد الأربعين للمركز قامت بتقديم إسهامات مالية قدرها 80 ألف يورو لتدعيم وإبراز قيمة الآثار المصرية لاسيما في معبد الكرنك كما ستتلقي اللجنة المشتركة هبات من جانب الوكالة الفرنسية للتنمية وسيتم إقامة ورش عمل لأعمال التيبوغرافيا ورسم الخرائط كما سيتم عمل مزيد من اللوحات الإرشادية التي تشرح جوانب معبد الكرنك لإبراز القيمة الأثرية له.
من جهة أخري أكد السفير أنه سيتم عقد مؤتمر للمانحين لصالح السلطة الفلسطينية في 17 ديسمبر بباريس بناء علي طلب الرئيس محمود عباس وسلام فياض رئيس الوزراء الفلسطيني وقد قررت فرنسا أن ترد بالايجاب علي هذا الطلب وقد تم توجيه الدعوات إلي 80 دولة دولية وإقليمية معنية بالأمر من بينها مصر بالطبع.
والهدف من مؤتمر المانحين هو إعادة البناء الاقتصادي للمؤسسات الفلسطينية للاضطلاع بمسئولياتها فيما يتعلق بالسلطة.
وحول الفرق بين الاتحاد المتوسطي واليورومتوسطي خاصة وأن هناك أهدافا عديدة مشتركة بينها أجاب السفير:أن الاتحاد المتوسطي هو استمرار ودفعة لعملية برشلونة القائمة بالفعل منذ 10 سنوات ولكن اعتري عملها العديد من الصعوبات بسبب الصراعات في المنطقة.لذا فإن مشروع الاتحاد التوسطي الجديد يعطي نظرة جديدة للتعاون بين ضفتي المتوسط بالتركيز علي مشاركة القطاع الخاص في الشراكة بين دول المتوسط.فربما ستؤدي مشاركة القطاع الخاص إلي خلق موات لحل الصراعات السياسية وهذه هي الفكرة التي قام عليها الاتحاد الأوربي منذ 50 عام بعد حرب دامية إذ قامت التعاونيات الاقتصادية قبل التسويات السياسية التي لم تظهر إلي النور إلا في الستعينيات.
لذا هناك مشروع حول إنشاء بنك متوسطي,ومشروع آخر قيد الدراسة للحد من التلوث بالبحر المتوسط بمشاركة القطاع الخاص وكل هذه المشروعات يمكن أن تتم بإنشاء الاتحاد المتوسطي ,ولهذا أطلق ساركوزي مشروعه لإطلاق التضامن بين دول المتوسط وبين الشمال والجنوب بصفة عامة,وتدعيم أشكال المشاركة بين القطاع الخاص بصفة خاصة فالأمر ليس فيه ازدواجية بل استمرارية.