بدأت حرب أكتوبر 1973م بهجوم مفاجئ من قبل جيشي مصر وسوريا علي القوات الإسرائيلية,بهدف استرداد شبه جزيرة سيناء والجولان التي سبق أن احتلتهما إسرائيل, واستطاع الجيش تدمير خط برليف وعبور قناة السويس واسترداد أجزاء منها,ومن ثم استراد سيناء كاملة, وانتهت الحرب رسميا بالتوقيع علي اتفاقية فك الاشتباك في 31 مايو 1974 وتأسيس قوة خاصة للأمم المتحدة لمراقبة تحقيق الاتفاقية.
ولأن الحرب جزء من النشاط الإنساني,بل من أهم الأنشطة الإنسانية,حيث يتحدد بناء علي نتيجتها مستقبل أمم وأجيال, وتأثيرها يتجاوز التأثير العسكري في ميدان المعركة,بل يمتد إلي آثار إنسانية شديدة العمق,لأن الثمن الذي يبذل فيها أرواح من لحم ودم. لذلك تناول كثير من الأدباء أحداث الحرب في روايتهم,من خلال القصص الإنسانية والعاطفية التي تعمق تأثير الحرب علي تلك النفوس, ومن أمثالها: حكايات الغريب لجمال الغيطاني, الرصاصة لاتزال في جيبي لإحسان عبدالقدوس, الحرب في بر مصر ليوسف القعيد, العمر لحظة ليوسف السباعي, أما الأفلام المأخوذة عن هذه الروايات,فتقدم لنا تصويرا للحرب من خلال مشاهد وثائقية أو تسجيلية تمثل الطلعة الجوية, عبور القناة, مشهد الجندي يرفع العلم المصري فوق تبة رملية,إلي جانب مشاهد لتقدم الدبابات علي الجسور المتحركة, ومشهد إزالة الساتر الترابي بخراطيم المياه. حيث باتت هذه المشاهد هي العامل المشترك الوحيد لكل الأفلام السابقة.
ونقدم في هذه البانوراما قراءة في هذه الروايات التي تحولت جميعها إلي أفلام سينمائية حملت نفس الفنوان فيما عدا رواية الحرب في بر مصر,حيث حمل الفيلم المأخوذ عنها عنوانا آخر هو المواطن مصري.
الرصاصة لاتزال في جيبي
كتب الأديب إحسان عبدالقدوس في مقدمة روايته الرصاصة لاتزال في جيبي قائلا كل ما في هذه القصة من حوادث وشخصيات هو مجرد صور أطلقها خيالي.. لأن كاتب القصة غير المؤرخ وغير المحقق الصحفي أنه حتي وهو يتعرض بقصته للأحداث الوطنية العامة يعتمد علي خياله,متحررا من الارتباط بالواقع.. وكل القصص العالمية التي انطلقت من سنوات الحرب, أو من الثورات الوطنية الكبيرة, لم تكن ترسم واقعا,ولكنها كانت خيالا من وحي واقع.. وأقول هذه الكلمة حتي لا يحاسبني أحد بميران الواقع, ولكن فقط يحاسب خيالي. وهذه القصة كتبتها علي مرحلتين,كتبتها أولا قبل حرب 6 أكتوبر, وتوقفت بها عند مرحلة معارك حرب الاستنزاف, ونشرت هذه المرحلة تحت عنوان رصاصة واحدة في حبيبي وبعد 6 أكتوبر كتبت المرحلة الثانية من القصة تحت عنوان الرصاصة لاتزال في حيبي.
والجدير بالذكر,أن تم تحويل أحداث هذه الرواية إلي فيلم سينمائي,بطولة الفنانين محمود ياسين, نجوي إبراهيم, وقام بالإخراج حسام الدين مصطفي وتم إنتاجه عام 1974.
يستهل الأديب إحسان عبدالقدوس روايته,قائلا علي لسان محمد بطل الرواية: هل هذا كلام يا رجل إني أجلس أمامك مرتديا بدلة الجندي وفي يدي سلاحي,ورغم ذلك فإن أول ما تسألني عنه هو قصتي مع فاطمة.. لم يخطر ببالك أن تسألني أولا عن قصتي مع اليهود.. قصتي في الحرب.. أنت تسألني عن فاطمة,لأنك تعرف فاطمة وعشت في قصتها.. ولم تسألني عن الحرب,لأنك لم تعش الحرب ولم تعرف اليهود كما عرفتهم أنا.
وتبدأ الرواية بالرغبة المحمومة لمحمد ذلك الشاب الجامعي في أن يتعلم حمل السلاح حتي ينتقم من عباس رئيس الجمعية التعاونية الذي اعتدي علي شرف ابنة عمه ومحبوبته فاطمة إلي الدرجة التي يقول فيها: أصبخ خيالي يقيم تمثال بطولة لكل رجل قتل آخر من أجل فتاة ردا لشرفه.. إني أريد أن أسترد شرفي,لهذا انضم محمد إلي التدريب العسكري في الجامعة وأمسك لأول مرة في حياته بالبندقية التي جذبته بعيدا عن عالم الأدب والفلسفة وخلقت منه شخصية جديدة,مما دفعه هذا لعمل المستحيل لدخول الجيش حتي نراه يقول إني سعيد بما تغيرت إليه.. أصبحت أؤمن أن السلاح الطريق إلي الجنة.. جنة النفس الراضية التي تثق في قوتها.. قد أحسست بعد عام واحد من سلاحي أني أغني إنسان في العالم.
ويؤكد البطل علي أن سيناء استطاعت أن تشغله عن انتقامه من عباس حتي أنه يقول لم يكن معقولا أن أواجه اليهود وسلاحي في يدي وحياتي لحظات ثم أفكر في عباس, وفي إحدي العمليات الفدائية قتلت جميع أفراد كتيبته وبقي وحيدا في الصحراء لا يعرف لها اتجاه,حتي بدأت قواه تخور من الجوع والعطش, وقبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة حمله إعرابي إلي خيام الشيخ علوان الذي أقام فيها يومين حتي استرد صحته, وقرر الرحيل,متنكرا في زي أعرابي,وقبل أن يترك سلاحه نزع منه رصاصة احتفظ بها في جيبه, وبدأت رحلة العودة التي استمرت شهورا من غزة إلي سيناء,ومنها إلي أحد مواقع الجيش في بور فؤاد,وهناك لم يجد من يعرفه معرفة شخصية, حيث نجده يقول: لقد نسيت من طول ما عانيت أني جندي نظامي وكان يجب أن أقدم نفسي إلي القيادة وقد استمر محمد يتنقل بين المكاتب يروي حكايته إلي أن صدقته القيادة وانضم مرة أخري إلي إحدي الفرق الفدائية, وعندما عاد محمد إلي القرية لم يجد عباس,الذي تركها,كما لم يجد فاطمة الجميلة الهادئة,بل وجدها حائرة ولم يجد في عينيها غير الألم والخجل, ومع كل هذا اضطر محمد إلي الرجوع إلي أرض المعركة.
وهنا تبدأ أحداث القصة الثانية من الرواية بالشهور التي قضاها محمد في القرية ويزحف إلي نفسه الضيق والملل,إلي أن صدر قرار باستدعائه من إجازته في القرية للتدريب علي الأسلحة الجديدة واستمر هذا الحال عامين حتي بدأ محمد يفقد الثقة في المستقبل وفي الحرب إلي أن أعلنت الحرب في فجر السادس من أكتوبر.
واستطاع الأديب إحسان عبدالقدوس,أن يشرح لنا وصفا تفصيليا لأحداث الحرب علي لسان بطل روايته حتي تحقق النصر وعادت سيناء إلي أرض الوطن, وعاد بطلنا إلي القرية,ليجد فاطمة تستقبله والحياة تنبض بكل ما فيها وكأن عباس لم يكن موجودا بالقرية أبدا,وينهي الكاتب أحداث روايته قائلا لسان البطل: لن أتزوج الآن فاطمة.. إن الزواج حياة كاملة والحياة لا تكمل مادمت أحتفظ برصاصة في جيبي.. مادام هناك يهود علي أرضي.. فكل أملي معلق في هذه الرصاصة التي لاتزال في جيبي.
العمر لحظة
أهدي الأديب يوسف السباعي روايته العمر لحظة إلي الجندي المصري,قائلا في بدايتها: إلي الجندي المصري.. الذي تحمل فوق آلام هزيمة يونية.. آلام تبعاتها.. أهدي بعض ما يرفع عنه الظلم ويرد اللوم.. أهدي بعض الحقيقة.. حقيقة كفاءته وقدرته وشجاعته.. إليه أهدي بعض عمله.. وهذا خير ما ينصفه أمام التاريخ,مشيرا إلي أن هذه الرواية التي تمت كتابتها عام 1973 تقع أحداثها في أواخر عام 1969 وأوائل عام 1970,خلال حرب الاستنزاف,حيث سجلت هذه الفترة أروع بطولات الجندي المصري في معارك العبور, ومعارك الجو والبحر التي أكدت قدرته علي المواجهة, ومنحت العدو أياما مرهقة, وأهدته أكبر قدر من الخسائر.
والجدير بالذكر,أنه تم تحويل أحداث هذه الرواية, كما ذكرنا إلي فيلم سينمائي أنتجته الفنانة ماجدة الصباح عام 1978 وقامت ببطولته مع الفنانين أحمد مظهر, أحمد زكي, ناهد شريف, وقام بالإخراج محمد راضي.
وتبدأ أحداث الرواية برغبة نعمت رئيسة قسم المرأة بمجلة الخبر في البحث عن موضوع يهم الشعب للنشر حتي لا تتهم بالرجعية والانعزالية, وإن كان موقعها كزوجة للأستاذ عبدالقادر رئيس التحرير لا يعرضها إلي هذه الاتهامات,علي الرغم من أن خيانته لها جعلها لأول مرة تحس بالهوان,لأنه جعل منها موضع سخرية الصحفيين وأضاع هيبتها وسطهم, ولكن ازدادت الشائعات التي تؤكد زواجه من إحداهن ومصاحبته لها في الأماكن العامة حتي ضات نعمت وقررت مواجهته,فنفي تماما وطالبها بأن تبعد عن الوسط الصحفي,حتي تنأي بنفسها عن الأقاويل والشائعات.
وفي اليوم التالي كان علي نعمت أن تجري تحقيقا مع الجرحي في مستشفي القوات المسلحة بالمعادي, وهناك قررت أن تترك الصحافة وأن تتطوع للعمل كباحثة اجتماعية بالمستشفي لبحث مشاكل المرضي, وذات يوم قابلت نعمت المقدم محمود ذات الصوت الصاخب الذي أتي إلي المستشفي لإجراء عملية له وبدأت في العناية به حتي توطدت بينهما الصداقة, وأخذت نعمت تمارس حياتها الطبيعية وسط الجرحي والمرضي,غارقة بنفسها في مشاكلهم وهي تجاهد أن تنتزع من نفسها شيئا يحاول أن يشدها بعيدا, كما أنها حاولت الارتباط بزوجها أكثر لعل وجوده يحجب عنها ذلك الشيء الملح علي تفكيرها الراسب في أعماقها.
وقررت نعمت أن تغرق نفسها أكثر في العمل,فسافرت إلي الجبهة في السويس لتحل المشاكل الاجتماعة للجنود,لكنها وجدت الدمار يحلق فوق الرؤوس إلي الدرجة التي جعلتها تقول هذا الجزء من جسد هذا الوطن.. من تراب هذه الأرض لا يكاد يشعر به الجزء الآخر.. جرح تقيح وتعفن.. ولم تنضح آلامه بعد علي سائر الجسد, وكانت المفاجأة عندما قابلت نعمت المقدم محمود قائد الصاعقة للمرة الثانية وبين فرحة اللقاء والخوف اللإرادي عليها صاح قائلا: كيف تركوك تحضرين إلي هنا؟,فأجابت نعمت قائلة: أنا في عمل.. أنا أستطيع أن أفعل الكثير لأجل هؤلاء الذين لا يقلقلهم دوي القنابل بقدر ما يقلقهم مشاكلهم الصغيرة التي خلفوها وراءهم, وكان المجند عبدالعزيز أحد هؤلاء الذي كان يريد النزول إلي بلدته للزواج من سعدية والاعتراف بابنه الذي في بطنها,ولكن حالت دون تحقيق أمنيته أوامر القائد وأصيب في مهمته الفدائية وقبل أن توفيه المنية قال لم أكن أعرف أني سأموت.. لم أمت في المرات السابقة.. كنت أعود دائما.
وتكتمل أحداث الرواية بسفر القائد محمود إلي جزيرة شدوان,طلبا للاستجمام بعد معاركه المتواصلة مع العدو, حيث إن الجزيرة لا تضم أكثر من مائة عسكري لحراسة الرادار والفنار,لإرساء السفن في البحر الأحمر وحمايتها من الصخور والشعاب المرجانية, ومن هناك أرسل إلي نعمت خطابا يقول فيه إذا كنت قد أخطأت الطريق في أول العمر إلي غيرك.. فإني أعرف هذه المرة طريقي إليك.. خلال المعارك التي خضتها.. كنت أحس دائما أن العمر لحظة يذهب في طلقة.. وعندما أفكر فيك الآن أحس أن العمر لحظة يأتي في ضمة أو لمسة, وفي وسط هذا الهدوء قام العدو بمهاجمة الجزيرة التي استطاعت أن ترد العدو عنها بعد يوم من القتال المرير وأمام الرصرار العجيب علي الصمود لم يجد العدو إزاءه مفرا من الانسحاب بعد أن أصاب القائد محمود في جنبه,حيث نقل علي أثر جراحه إلي مستشفي المعادي وأجريت له جراحة تمت بنجاح,ورغم ما أصاب نعمت من جزع حاولت أن تتصرف بحكمة وتتعامل مع هذا الموقف بعقلها.
وينهي الأديب روايته بموقف نعمت الحاسم الذي أنهت به علاقتها بالقائد محمود,حيث عادت إلي حياتها الأولي في البيت والمجلة وفي لحظات الوداع قال لها محمود: العمر لحظة.. يضيع في لحظة.. أو يتبلور في لحظة.. هذه اللحظة تأبي أن تجئ.. إني أعيش.. وأخوض القتال.. أقتل وأصاب.. ثم يجعلون مني بطلا.. لكني أحس بعمري يتسرب بين يدي يضيع سدي.. وكأنه الماء بين الأصابع.
الحرب في بر مصر
رغم أن رواية الحرب في بر مصر لكاتبها الشهير يوسف القعيد قد تحولت إلي عمل سينمائي أنتج عام 1991 في فيلم يحمل اسم المواطن مصري بطولة الفنانين عمر الشريف, عزت العلايلي, صفية العمري, عبدالله محمود, وإخراج صلاح أبوسيف, إلا أن قراءة الرواية تحمل لقارئها الكثير من المتعة والعمق مقارنة بالفيلم,حيث نجد الكاتب في مقدمة روايته لا يكتب غير قول لهيروبوت في مصر شاهدت أشياء كثيرة,ولكن لم أنطق.
وتدور أحداث الرواية في قرية من قري مصر قبيل حرب 1973, حيث يقوم عمدة القرية بسلب أرض الخفير الخاص به بحكم قانون يلغي أحكام الإصلاح الزراعي, ويلوح للخفير باستعادته لأرضه في مقابل أن يقوم بإرسال ابنه مصري ذلك التلميذ الفقير المتفوق في دراسته, بدلا عن ابن العمدة الأصغر للالتحاق بالجيش,كما يفترض به أن يفعل,معللا العمدة فعلته قائلا: إن والدي يقول لو ذهب أحد منا إلي الجهادية لاهتزت شجرة العائلة وتقوست واقتربت من الأرض.. ولما كان عمر هذه الشجرة يعود إلي زمن المماليك والأتراك في مصر فلا يصبح من حقي العبث به. خاصة بعد أن أخبر كاتب مواليد البلد العمدة بأن المصري ذهب إلي مكتب بريد البلد يسأل عن استمارة تطويع للجيش وقيل له إن الاستمارة توزع بمعرفة مندوب الجيش, وبهذا استطاع أن يريح الكاتب ضمير العمدة قائلا له: إن الخدمة في الجيش هي الوسيلة الوحيدة للحصول علي وظيفة مضمونة.. يوجد نظام في القوات المسلحة أن من يخدم فيها يحصل علي وظيفة ثابتة بدرجة حكومية بمجرد انتهاء خدمته, وحتي لا ينكشف هذا الأمر يستخرج أوراق إثبات جديدة لـ مصري باسم ابن العمدة, ويؤخذ منه كل ما قد يثبت هويته الحقيقية.
وبالفعل يلتحق مصري بالجيش وتبدأ الحرب الذي يستشهد بها ببسالة,لكن الأوراق الرسمية كلها تشير إلي أن ابن العمدة هو الذي استشهد, ولذلك يضطر العمدة إلي تقبل العزاء المصحوب بالثناء والتمجيد لبطولة ابنه المزعوم, بينما الابن الحقيقي حي يرزق, ويستمر ظلم العمدة بعدم تسليم الجثة إلي الوالد المكلوم, وتدفن خيوط اللعبة مع الشهيد. ولعل هذا يذكرنا بمقولة أمل دنقل في رائعته البكاء بين يدي زرقاء اليمامة حين يقول: أدعي إلي الرب.. ولا أدعي إلي المجالسة, كما أن مما لا شك فيه أن لاختيار اسم مصري دلالة رمزية,في إشارة إلي كل فرد مصري من الطبقة الكادحة يستغل عرقه لخدمة مصالح طبقات أخري..
حكايات الغريب
بدأ الكاتب والروائي الكبير جمال الغيطاني عمله كمحرر عسكري لجريدة الأخبار حتي عام 1976 شهد خلالها حرب الاستنزاف 1969 و1970 وحرب أكتوبر 1973. ومنذ عام 1985 أصبح محررا أدبيا لجريدة الأخبار,ثم رئيسا لتحرير كتاب اليوم السلسلة الشهرية,ثم رئيسا لتحرير أخبار الأدب مع صدورها عام 1993.
وكان لهذه المعايشة للحروب أثر كبير في كتابة رائعته حكايات الغريب إحدي قصص مجموعته القصصية حكايات الغريب التي كتبها عام 1976 وركزت علي روح أكتوبر التي تفجرت شعبيا, خصوصا أثناء حصار السويس, حيث وجد المواطن المصري البسيط نفسه أمام التحدي الكبير, فأبي أن يترك أرضه, ودافع عنها بكل ما يمكنه من قوة, إنها تأكيد علي أن البطولة الحقيقية في أكتوبر كانت لهذا المصري البسيط الذي يرمز له بشخصية البطل عبدالفتاح أو الغريب الذي لعب دوره الفنان محمود الجندي في الفيلم الذي أنتج عام 1992 ويحمل نفس الاسم حكايات الغريب بالاشتراك مع محمد منير وقد قامت بإخراجه إنعام محمد علي.