* * هذا العمل الكبير ما هو إلا نتيجة توجيهات وصلوات قداسة البابا,ففي خلال السنوات الأخيرة كان قداسته متتبعا كل ما يجري في هذا المكان,وكان لي الشرف أن أكون قريبا منه لمدة 6شهور,ورأيت كيف كان يباشر العمل في أصعب الأوقات,ونشكر الرب لأنه رجع إلي بلده الذي اشتاق له كثيرا علي قدميه بقوة لا نستطيع أن نفهمها كأطباء لكنها كانت قوة علوية من الله…فلنشكر الله لصحة أبينا المحبوب.
* * إن عمر الكنيسة القبطية يقرب من 2000عام مليئة بالأحداث والألم والإنجازات,لقد حافظت الكنيسة القبطية علي الإيمان الأرثوذكسي للعالم كله في أصعب الأوقات,وإن كانت قد قدمت الملايين من الشهداء للمحافظة علي هذا الإيمان,ولكن برغم هذه السنوات الطويلة الماضية فإن عام 1971م سيدخل التاريخ كبداية عهد النهضة في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية,وهو تاريخ جلوس البابا علي كرسي مارمرقس…لنتكلم ونقارن ما حدث خلال هذه الـ37سنة الطويلة.لقد انتشرت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في جميع قارات العالم,وحدثت ثورة تعليمية في الإكليروس وفي أبناء الكنيسة وفي كل كنيسة في مصر,هذا لأن قائدنا ورائدنا هو المعلم الكبير البابا شنودة,الثالث وشاهدنا بناء كنائس,قداسة البابا لا أستطيع أن أقف في هذا المكان لأتكلم عن إنجازات عهدك المقدس إلا إذا أتيحت لي ساعات طويلة,ولكن أعلم أن وقتي محدود,وفي خلال كل هذه الإنجازات,وفي خلال هذه النهضة,لقد أتيح لي والكثيرين خلال العشر سنوات الأخيرة أن نحضر الكثير من المؤتمرات القبطية في مصر وجميع أنحاء العالم.
وبكل أسف لاحظنا أن أكثر علماء القبطيات من خارج مصر.مما دفع أبناء الكنيسة أن يتقدموا ويطلبوا من قداسة البابا إنشاء أول مكتبة في العصر الحديث للكنيسة القبطية,وكما لو كان قداسته منتظرا هذا الاقتراح,فلم يتردد في الإجابة عليه…وفي الحال كلفنا أن نبدأ العمل في إنشاء مكتبة مارمرقس العامة,ومن حسن الحظ وجود هذا المكان في ذلك الوقت,وأننا نتعهد أمام قداستك أن هذه المكتبة بفضل صلوات وتعضيدات قداستك قد أعطيتنا مكتبتك الخاصة في هذه الأيام الأخيرة.إن مكتبتك تضارع أحدث مكتبة في العالم وتعيد مجد مكتبة الإسكندرية الأولي.
قداسة البابا…لقد سمحت لنا أيضا بإنشاء أو بتكوين أول مجلس أمناء للمكتبة من أراخنة الكنيسة وعلمائها,عندما سمحت قداستك بهذا كان تكليفا جديدا وماذا بعد المكتبة؟! ففي أول اجتماع لمجلس الأمناء طلب مجلس الأمناء من قداسة البابا المعظم أن يستغل هذا المركز في هذا المكان تماما كمركز ثقافي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية وبدء العمل أيضا في هذا المكان,وكانت هناك مجهودات كثيرة وعديدة,ولكن برغم كل الصعاب كنا نشعر بعمل الله في كل يوم ومن صلوات عديدة وتسهيلات كثيرة قدمها قداسة البابا عندما كنا نهبط أو نتعب كانت ابتسامته الحانية أكبر مشجع لنا روحوا كملوا الشغل.
* * إن افتتاح هذا المبني في هذا اليوم وتبريكه,ما هو إلا مرحلة صغيرة جدا في الطريق الطويل,المشروع ناجح عندما نري الأطفال في مكتباتهم كل يوم,عندما نري الشباب والشابات يقضون وقتا طويلا في قاعة المطالعة التي تتسع لما يزيد علي 150شخص.
ونريد أن نري علماء العالم الذين كانوا يبحثون عن مكتبات صغيرة في أماكن بعيدة لكي يعثروا علي المخطوطات الخاصة بنا,يحضرون ويستفيدون من أكثر من 6ملايين صفحة مخطوطات موجودة في الكنيسة القبطية ستجمع كلها إلكترونيا وتكون متاحة لكل علماء العالم لدراستها.