منذ 15 عاما كانت أول مرة انضم للمجلس الملي العام, ووقتها كنا نبحث لكي نجد للمجلس مكانا داخل سور الكاتدرائية, لكن كل الأماكن كانت مشغولة بخدمات مكثفة بحيث يستحيل أن نخرج خدمة من مكانها أو نجد مكانا مناسبا.. أستأذنا قداسة البابا المعظم أن يكون للمجلس الملي مكان داخل أسوار الكاتدرائية, لكي يكون للمجلس وجود معنوي, فالوجود المعنوي كان أهم بكثير من الوجود المكاني.. ومرت عدة شهور لكن مشاغل سيدنا كانت كثيرة جدا بحيث إنه لم يجد وقتا لكي يحدد مكانا, حتي جاء أحد الأيام وطلبني قداسة البابا وذهبت لقداسته, ونزل معي ليتجول بجميع أنحاء هذه الكاتدرائية الواسعة ليحاول أن يجد لنا مكانا, والمكان الذي كنا نريده ليس كبيرا وقد يبدو لأي إنسان أن الحكاية سهلة أو أن قداسته سوف يجد غرفة أو اثنين أو ثلاثة وخلاص.. بعد أكثر من ثلاث ساعات تجول شعرت فيها بالخجل من نفسي وبسبب المجهود الكبير الذي بذله سيدنا ولم نجد غير غرفة واسعة نسبيا قسمت بحواجز داخلية إلي ثلاثة أماكن واستعملت كمقر للمجلس الملي, لكن خرجت من هذا الدرس بشيء أنه يلزمنا مكان آخر نمارس فيه كل الأنشطة التي نحلم بها وكذلك الأنشطة التي لا نجد لها مكانا ومن الضروري أن تكون داخل الكاتدرائية.. وظل هذا الشعور مترسخا كثيرا داخلي حتي جاء الوقت المناسب لكي نقول لسيدنا: اسمح لنا بقطعة أرض لكي نقدر نعمل شيئا.. حتي جاء الوقت المناسب وتفضل سيدنا وحدد الموقع الحالي وبدأ العمل.. وكان هناك بعض التعقيدات الإدارية, لكن إلي أن بدأ العمل وارتفع المبني ووضع أساسه كان هذا الكلام حوالي من 7 أو 8 سنين وكنا ننتظر أن هذا الصرح يكتمل في خلال أقصر وقت ممكن. الشكر كثيرا جدا لكل من ساهم, في هذا العمل وكما قال نيافة الأنبا إرميا: كل الشكر للدكتور فوزي إسطفانوس. وأريد أن أؤكد أن المركز الثقافي القبطي نبعت فكرته من حاجة علماء القبطيات في العالم كله.. إنهم يجدون مكانا واحدا يجدون فيه المخطوطات وكل احتياجاتهم.
ونحن نتطلع إلي اليوم الذي يكمل فيه لكي يؤدي رسالته.